دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم

علمنا رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أن الإنسان يلجأ إلى الله تعالى في جميع حالاته، وبالأخص وقت الهم والغم والحزن، وأن دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم سيكون سبب إن شاء الله لزوال همه وغمه.

شروط استجابة الدعاء

قبل البدء في الدعاء يجب أن يتأكد الإنسان أنه يُحقق شروط الدعاء الصحيحة، حتى يُستجاب له دعواه بإذن الله تعالى، ومن شروط الدعاء الصحيحة التالي:

يجب على العبد أن يدعو الله تعالى وحده بصدق وبإخلاص، فكما قال رسولنا الكريم: [الدعاء هو العبادة].

كما أنه يجب على المسلم ألا يكون دعائه فيه إثم أو قطيعة رحم، كما أخبرنا رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم: [يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء].

أن يدعو العبد الله تعالى وقلبه حاضر، وموقن أن الله تعالى سيستجيب له كما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:[ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه].

فوقت الضيق والهم يدعو العبد ربه ليُفرج عنه ما هو فيه، فتجد الشخص يتمنى أن يزول عنه ما يؤرقه ويغمه ويهمه.

فعندما واجه الأنبياء الصعوبات والمشقة في دعوتهم كان سلاحهم الدعاء لله تعالى، فأشد بلاء كان الأنبياء، فـ دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم يُقال مما هو مأثور من أدعية الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم جميعًا وقت شدائدهم ومتاعبهم.

الأسباب التي تجعل الدعاء مستجاب

قد يقول الإنسان أدعية كثيرة وما هو مأثور من الأدعية الخاصة بالهم والغم، ويقول لقد قلت دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم، ولكن الدعاء لم يُستجاب، فإن لم تُستجاب الدعوة نفسها كما طلب العبد، ربما حفظه الله تعالى بأمر آخر كان مقدر له أسوء منه، وربما ادخرت للعبد يوم القيامة.

إلا أنه في بعض الأحيان قد لا تُستجاب الدعوة لأن العبد لم يُطبق شروط الدعاء الصحيحة، ولم يأتي بالأمور التي تجعل من الدعوة مستجابة والتي حددها بعض العلماء كالتالي:

الافتتاح بالحمد لله تعالى والثناء عليه، والصلاة والسالم على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، والاختتمام بذلك.

رفع اليدين عند الدعاء.

العزم على الله تعالى والإلحاح عليه تعالى في الدعاء.

تحري الأوقات التي يُستجاب فيها بإذن الله تعالى كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند إفطار الصائم، وغيرها من الأوقات التي أخبرنا بها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.

تحري الطيبات من المأكل والمشرب لقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: [إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ تَعَالَى: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا”، وَقَالَ تَعَالَى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ” ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟].

وعليه فإن تحرى الإنسان هذه الشروط والأسباب التي تساعد على استجابة الدعاء، فإنه يدعو بالأدعية التي تدل على دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم وهي موقنة بأن الله تعالى سيستجيب لها إن شاء الله.

أهمية الدعاء في وقت الهم والحزن والكرب

• الدعاء يُعطي للشخص قوة بعد ضعفه، كما قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”.
• كما أن الدعاء من العبادات المهمة والعظيمة للمسلم.
• يُبدل حال المسلم من الهم إلى السعادة.
• فالدعاء يرفع المحن والمصائب.
• هو فتح لأبواب الخير، وسبب من أسباب الانتصارات.
• تكفير لذنوب العبد
• فيا صاحب دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم أبشر فإنك تدعو رب كريم قوي قادر على تبديل حالك لأفضل حال.

يستعين موقع البوابة ببعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم، وفي السنة المشرفة على أن العبد في دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم يستغيث بالله تعالى وحده.

بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم

“الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات، من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

“الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم”.

“وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين”.

“وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب”.

فهذه بعض الأدعية التي يُمكن أن تُقال في دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم.

بعض أدعية الهم والحزن والكرب في السنة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يارسول الله ينبغي لنا أن تعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: “أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن].