منتديات ايجي نت


> >


منتدى ايجى نت الاسلامى .: منتدى خاص بالمواضيع الاسلامية وعلوم القرأن الكريم والمحاضرات والخطب الاسلامية :.

  #1  
27-07-2014, 09:08 PM
عيد فطر سعيد

أيها الأخوة الكرام, نحن على مشارف العيد عيد الفطر السعيد ومن فضل الله على المسلمين أن أعيادهم أعياد طاعة وبر، لا أعياد معصية وفجور، هذه حقيقة كبرى ، ذلك أن الأعياد تأتي في هذا الدين الحنيف عقب عبادات فعيد الفطر السعيد يأتي عقب عبادة الصيام، وعيد الأضحى المبارك يأتي عقب عبادة الحج، وكأن العيد في أدق معانيه فرحة العبد بأداء عبادة ربه، ولا أدل على ذلك من قول الله عز وجل:
﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ
-عدة الصيام-: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[سورة البقرة الآية: 185]
فعيد الفطر السعيد شكر لله على أن مكن الله العبد من أداء هذه العبادة الكريمة، صام ثلاثين يوماً وأقام لياليها، ولكن هناك نقطة جديرة بالاهتمام، هو أن الكلمات الإسلامية الكبرى ككلمة الله أكبر:
﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
[سورة البقرة الآية: 185]
كلمة لا إله إلا الله، كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله, كلمة إن شاء الله، هذه الكلمات استخدمت استخدامات ليست في محلها فيعني الإنسان إذا رأى شيء مدهش ولو في معصية يقول الله أكبر، عليك مثلاً: إذا في غضب شديد يصلي على النبي، مثلاً: إذا في عجب أشهد أن لا إله إلا الله، فالمسلمون ألفوا أن يرددوا هذه العبارات على غير ما قيلت له، لكن نحن حينما نكبر في العيد في مشكلة كبيرة جداً، العبد لمجرد أن يطيع مخلوقاً ويعصي خالقاً فهو ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة، أنت حينما تقول بعتك هذه الحاجة بلا ثمن هذا عقد هبة، العبرة بالمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني، فالإنسان حينما يقول: الله أكبر وهو يطيع مخلوقاً ويعصي خالقاً، في تصوره أن طاعة هذا المخلوق أكبر عنده من طاعة الله، أو أن رضى هذا المخلوق أكبر عنده من رضى الله, أو أن خوف سخط هذا المخلوق أكبر عنده من خوف سخط الله، ما دام المسلم يردد كلمات ولا يعي معانيها فحاله مع الله صعبة جداً, هذا الذي أخر المسلمين الكلمات التي تردد لا معنى لها إطلاقاً، كيف حالك يقول لك: الحمد لله وهو ملحد، تقول: الحمد لمن؟ الحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إن شاء الله، إن أراد أن لا يدفع لك يقول لك: إن شاء الله أدفع لك، مع أن المعنى الإسلامي لهذه الآية الكريمة:
﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
[سورة الكهف الآية: 23-24]
أنت حينما تعزم عزيمة صادقة على أن تدفع تقول: إن شاء الله حتى الله عز وجل، تكون أنت موحد:
﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ
[سورة يوسف الآية: 66]
فالكلمات التي يرددها المسلمون فرغت من مضمونها ولا سيما الله أكبر، الإنسان إذا أطاع زوجته وعصى ربه ماذا رأى؟ رأى رضى زوجته أكبر عنده من رضاء الله عز وجل، فمشكلة كبيرة جداً أن تتكلم شيئاً وأن تفعل شيئاً آخر وهذا ما تنطق به الآية الكريمة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
[سورة الصف الآية: 2-3]
فالله أكبر حينما نرددها، حينما نفتتح بها الصلاة، يعني الله أكبر من كل شيء يشغلك في الصلاة، حينما يقول المؤذن: الله أكبر يعني الله أكبر من كل شيء يصرفك عن الصلاة، إن قلت: الله أكبر في الصلاة الله أكبر من كل شيء يشغلك عن الاتصال بالله، أما إذا سمعت هذه الكلمة من المؤذن يعني الله أكبر من كل شيء يصرفك عن الصلاة، فإذا قلتها في الحرب الله أكبر من كل قوي، كلمة كبيرة جداً الله أكبر، والنبي عليه الصلاة والسلام سن لنا أن نكبر في العيد لأنك استعنت بالله عز وجل وأعانك على صيام رمضان، ثم أعانك على قيام رمضان، وها أنت تقطف ثمار هذه العبادة، لذلك تقول: الله أكبر، فالإنسان قبل أن يقول كلمة لينظر.
شخص سأل النبي (صلى الله عليه وسلم ): والله إني أحبك قال له: انظر ما تقول؟ قال له: والله إني أحبك، قال له: انظر ما تقول؟ قال له: والله إني أحبك، قال له: إذا كنت صادقاً فيما تقول للفقر أقرب إليك من شرك نعليك.
لكن لا تنزعجوا من هذا الكلام، إن كنت صادقاً فيما تقول لا بد من أن تبذل من مالك، الدعوى سهلة، ماذا أبقيت لنفسك يا أبى بكر؟ قال: الله ورسوله، هذا اسمه فقر الإنفاق، في عنا فقر الكسل، صاحبه مذموم وفي عنا فقر القدر صاحبه معذور معه عاهة، أما هذا الفقر الذي هو وسام شرف فقر الإنفاق، تدعي أنك تحب رسول الله وهؤلاء الذين أمامك عباد الله هم فقراء هم مساكين، يحتاجون إلى معالجة، إلى طعام، إلى شراب وأنت تملك المال، فإن كنت صادقاً فيما تقول، فقر الإنفاق أقرب إليك من شرك نعليك، هذه الكلمة سهل أن تقولها، لك أن تقول ألف مليون دولار شتان بين أن تملكها وبين أن تنطق بها، النطق سهل، ما في مضمون، في شكل فقط، في صورة، في قالب، لكن ما في مضمون كلمة ألف مليون بين أن تملكها، وبين أن تلفظها ولا تملك واحد منها, فلئلا يبقى الإسلام كلمات جوفاء ما لها معنى، نرددها بالمناسبات ونحن في الدرجة السفلة من الأمم، أرضنا تحتل أحياناً، هناك من يعتدي علينا, هناك من يأخذ ثرواتنا، هناك من يأكل أموالنا، هناك من يبالغ في إذلال بعض البلاد الإسلامية، كلمات الإسلام فارغة من مضمونها، هذه واحدة الله أكبر، نقولها في العيد جميعاً، تقول الله أكبر وأنت تتوهم أن إرضاء هذا الإنسان أكبر عندك من إرضاء الله .
شخص ما صام بحياته، أحد السنوات نوى أن يصوم، دخل إلى شخص أعلى منه في العمل، فطلب ضيافة، فشرب، خاف ما يشرب يأخذ عنه فكرة سيئة، تصور بعد ثلاثين سنة صام أول سنة، لأنه قال له تفضل قام وشرب، خاف، معناها توهم أن هذا الإنسان لو أخذ عنه فكرة أنه مسلم معناها انتهى، إذاً فطر، أنا أقول كلام واقعي، هناك من يرى غضب مخلوق أكبر عنده من غضب خالقه، هناك من يرى أن رضى زوجته عنه أهم عنده من رضى خالقه، هناك من يعصي خالقاً ويطيع مخلوقاً، فمثل هذا الإنسان ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه مليار مرة، كلام فارغ لا معنى له إطلاقاً، فنحن على مشارف العيد، وفي العيد نكبر، ودائماً تصور إن كبرت في الحرب لا قبل لنا بهذه الدولة العظمة الله أكبر منها، إن كنت في الحرب فقل: الله أكبر، وإن نطق المؤذن بكلمة الله أكبر فهو أكبر مما يصرفك عن الصلاة، وإذا قلت في الصلاة: الله أكبر هو أكبر مما تشغل به عن الاتصال بالله عز وجل وإذا عرض عليك شيء مغرٍ وقلت: الله أكبر يعني الله أكبر من هذا الشيء طاعة الله هي الأساس، وإن ضغط عليك ضغط شديد قل: الله أكبر عذاب الله أشد من عذاب هذا الإنسان، وهذه كلمة المسلمين الأولى نرددها في أيام العيد .

الكلمات الدلالية (Tags)
سعيد, عيد, فطر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 



الساعة الآن 05:47 PM

Powered by vBulletin
الاختلاف عن البقية معنى الإبداع وصنع الشيء المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل..