أقدم أليكم بعض مقتطفات عن نساء مسلمات كان لهم أفضالا عظيمة وجليلة علي مر التاريخ حتي تكون تلك الأمثلة العالية والراقية و التى هي أفضل القدوة لنا ولنسائنا من أمهات واخوات وزجات وبنات من عصور صدر الاسلام وما بعده . ويتضمن الموضوع الأتي حول الرسول أمنة بنت وهب - أم الرسول أروى بنت عبد المطلب بن هاشم - عمة الرسول حليمة السعدية - مرضعة الرسول حذافة بنت الحارث - الشيماء - أخت الرسول من الرضاعة أم أيمن بركة بنت ثعلبة - حاضنة الرسول مارية القبطية - أم ابراهيم ابن الرسول زوجات الرسول وأمهات المؤمنين خديجة بنت خويلد عائشة بنت أبي بكر الصديق صفية بنت حيي بن أخطب ميمونة بنت الحارث الهلالية زينب بنت خزيمة الهلالية - أم المساكين هند بنت سهيل - أم سلمة بنت زاد الركب هند بنت عتبة - زوجة أبي سفيان سودة بنت زمعة العامرية رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة زينب بنت جحش حفصة بنت عمر بن الخطاب جويرية بنت الحارث الخزاعية بنات الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنت محمد - بنت الرسول رقية بنت محمد - بنت الرسول أم كلثوم بنت محمد - بنت الرسول فاطمة الزهراء بنت محمد - بنت الرسول بنات من آل البيت بنات علي بن أبي طالب زينب بنت علي بن أبي طالب - عقيلة بني هاشم فاطمة بنت علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت على بن أبي طالب بنات الحسين بن علي بن أبي طالب أمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب - السيدة سكينة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب حول الأنبياء والرسل عليهم السلام حواء - أم البشر مريم بنت عمران - أم عيسى ابن مريم عليه السلام هاجر - أم اسماعيل وزوجة ابراهيم عليهما السلام سارة بنت هاران - ابنة عم وزوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام بيت الخلافة زبيدة - زوجة الخليفة هارون الرشيد أخرى أسماء بنت أبي بكر الصديق - ذات النطاقين تماضر بنت عمرو بن الحرث - "الخنساء" أم حَرَام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الخزرجية الأنصارية - الرميصاء أم أيوب بنت قيس بن سعيد أم الفضل لبابة بنت الحارث الربيع بنت معوذ الأنصارية أمامة بنت أبي العاص نسيبة بنت كعب بن عمرو - أم عمارة نسيبة بنت الحارث - أم عطية فاطمة بنت محمد بن أحمد فاطمة بنت الخطاب أسماء بنت عميس أسماء بنت يزيد بن السكن خولة بنت ثعلبة ريحانة بنت شمعون بن زيد سهلة بنت ملحان بن خالد سمية بنت خياط نبدأ على بركة الله آمنة أم النبى صلى الله عليه وسلم الاسم : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب . اسم الأم : برّة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قُصى . الأزواج :عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم والد النبى - صلى الله عليه وسلم الأولاد : سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمّد- صلى الله عليه وسلم الإقامة : مكة المكرمة . تاريخ الوفاة : توفيت السيدة آمنة بنت وهب بعد ستة أعوام من عام الفيل عام 577م في طريق عودتها من المدينة إلى مكة ودُفنت بمكان يسمى الأبواء وعمرها يناهز الثلاثين عامًا . - آمنة بنت وهب بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب من بنى زهرة بنت سيد قومها ذات حسب ونسب وطهارة أصل ، تزوجها عبد الله بن عبد المطلب وفى زواجه منها ما ذكره صاحب الخصائص الكبرى ، وصاحب دلائل النبوة لأبى نعيم عن العباس بن عبد المطلب عن أبيه قال : قدمنا اليمن فى رحلة الشتاء فنزلت على حبر من اليهود فقال لى رجل من أهل الزبور يعنى الكتاب ممن الرجل ؟ قلت من قريش ، قال : من أيهم ؟ قلت : من بنى هاشم ، قال : أتأذن لى أن أنظر إلى بعضك ؟ قلت : نعم ، ما لم يكن عورة ، قال : ففتح إحدى منخرى شق أنفه فنظر فيه ، ثم نظر فى الآخر فقال :أشهد أن فى إحدى يديك مُلكًا ، وفى الأخرى نبوة وإنا نجد ذلك فى بنى زهرة فكيف ذلك ؟ قلت : لا أدرى ، قال : هل لك من شاعة ؟ قلت : وما الشاعة ؟ قال : الزوجة ، قلت : أما اليوم فلا ، فقال : إذا رجعت فتزوج منهم ، فلما رجع عبد المطلب إلى مكة تزوج هالة بنت عبد مناف وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب ، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : فلج عبد الله على أبيه ، أى أنجب قبل أبيه ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - نورًا فى جبين أبيه عبد الله . - لمّا قصد عبد المطلب بنى زهرة ومعه ابنه عبد الله ليزوجه من آمنة مر على امرأة كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها : فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة على وجه عبد الله فقالت : يا فتى هل لك أن تقع علىّ الآن وأعطيك مائة من الإبل ؟ فقال عبد الله : أما الحرام فالممات دونه والحلّ لا الحلّ فأستبينه فكيف بالأمر الذى تبغينه يحمى الكريم عرضه ودينه - وأرسل عبد المطلب عبد الله إلى المدينة بعد زواجه من آمنة بتجارة ، وقيل بل خرج تاجرًا إلى الشام، فأقبل فى عير قريش، فنزل بالمدينة وهو مريض ، فتوفى بها ودفن فى دار النابغة الجعدى وعمره 52 عامًا ، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة فقالت عفا جانب البطحاء من ابن هاشم *** وجاور لحدًا خارجًا فى الغماغم دعته المنايا دعوة فأجابها *** وما تركت فى الناس مثل ابن هاشم عشيّة راحوا يحملون سريره *** تعاوره أصحابه فى التزاحم فإن تك غالته المنايا وريبها *** فقد كان معطاءً كثير التراحم - وحملت آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تجد فى حمله ما تجد النساء من المتاعب والآلام فقد أخرج ابن سعد فى الطبقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة كانت تقول : ما شعرت أنى حملت به ولا وجدت ثقله كما تجد النساء إلا أننى أنكرت رفع حيضتى ، وربما ترفعنى وتعود وأتانى آتٍ وأنا بين النائم واليقظان فقال لى : هل شعرت أنك حملت ؟ فأقول : ما أدرى ، فقال : إنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيها ، وذلك يوم الإثنين ، وآية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذا وضع فسميه محمدًا ، قالت : فكان ذلك مما يقن عندى الحمل ثم أمهلنى حتى إذا دنت ولادتى أتانى ذلك فقال: قولى " أعيذه بالواحد من شرّ كلّ حاسد " - قالت : فكنت أقول ذلك، فذكرته لنسائى، فقلن : علّقى عليك حديدًا فى عضديك وفى عنقك ، ففعلت فلم يكن يترك على إلا أيامًا فأجده قد قطع فكنت لا أعلقه . - ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ربيع الأول يوم الإثنين ، عام الفيل ، فقد أخرج الإمام أحمد فى مسنده عن قيس بن مخرمة قال : " وُلِدْت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان (أي مجتمعان فى مولد واحد) ولدنا مولدًا واحدًا ، وكان بعد قدوم أصحاب الفيل بخمسين ليلة وكان قدوم أصحاب الفيل فى النصف من المحرم عام 570م - وعند ولادة السيدة آمنة النبي- صلى الله عليه و سلم- خرج منها نورُُ أضاء لها قصور الشام فعن العرباض بن سارية رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنى عند الله لخاتم النبيين " الحديث وفيه رؤيا أمه- صلى الله عليه وسلم - التى رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين ، وأن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورًا أضاءت لها قصورالشام " - ولمّا وضعته آمنة أرسلت إلى جده عبد المطلب جاريتها فقالت : " ولد لك غلام فانظر إليه، فأتاه ونظر إليه ، فأخذه ودخل به الكعبة شاكرًا ربه ، ثم خرج به إلى أمه " وهو يقول الحمد لله الذى أعطانى *** هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد فى المهد على الغلمان *** أعيذه بالبيت ذى الأركان حتى يكون من شر ذى شنئآن *** من حاسد مضطرب العيان - ودفعت آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيدة حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية لإرضاعه، وحدث أن شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخافت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعادت به إلى أمه بعد العود الأول فإنها لما أتمت ارضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم عادت به إلى أمه وأستأذنتها أن يعود معها إلى ديارها ، فإنا نخشى عليه وباء مكة ، ولما عادت به المرة الثانية قالت لآمنة : ألا إن الله تعالى قد أدى عنا وقضينا الذى علينا فقلنا نخشى الإتلاف والأحداث برده على أهله ، قالت آمنة : ما ذاك بكما ؟ فأصدقانى شأنكما فقصّا عليها خبر الشق ، فقالت : أخشيتما عليه الشيطان ؟ كلا : والله ما للشيطان عليه سبيل ، وإنه لكائن لابنى هذا شأنا ". - وبعد أن عادت حليمة السعدية برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمه فى بداية السنة الخامسة من عمره المبارك ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رعاية أمه آمنة ، فلما بلغ من العمر ست سنين ذهبت به أمه ومعها أم أيمن واسمها بركة الحبشية إلى بنى عدى بن النجار من الخزرج أخوال جده عبد المطلب بالمدينة المنورة ليعرف أقدارهم ومكانتهم وظل شهرًا بدار النابغة من بنى النجار وزار خلاله قبر والده عبد الله ثم عاد الركب المبارك إلى مكة المكرمة ومرضت آمنة فى طريق العودة واشتد بها المرض وقالت قبل موتها شعرًا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فيه بارك فيك الله من غلام *** يا ابن الذى من حومة الحمام نجا بعون الملك المنعام *** فودى غداة الضرب بالسهام بمائة من إبل سوام ***إن صح ما أبصرت فى منامى فأنت مبعوث إلى الأنام ***من عند ذى الجلال والإكرام تبعث فى الحل وفى الحرام *** تبعث بالتحقيق والإسلام وماتت السيدة آمنة ودفنت بالأبواء عن ثلاثين سنة . - السيدة آمنة بنت وهب من أفضل قريش نسبًا وحسبًا ، قال عليه السلام فى الحديث الذى رواه الترمذى فى كتاب المناقب باب فى فضل النبى صلى الله عليه وسلم وأخرجه أحمد فى مسنده ، وابن سعد فى الطبقات ، وأخرجه مسلم فى كتاب فضل النبى صلى الله عليه وسلم قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بنى كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بنى هاشم ، واصطفانى من بنى هاشم " . - ويقول عليه الصلاة والسلام : " إنما خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح " وهى أم صفوة خلق الله صلى الله عليه وسلم . - لم تروالسيدة آمنة بنت وهب عن رسول الله حيث ماتت قبل بعثته صلى الله عليه وسلم - لقد اشتهر قول السيدة آمنة بنت وهب عند موتها مودعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولها :" كلّ حىٍّ ميتُُ ، وكلّ جديدٍ بال ، وكلّ كبيرٍ يفنى ، وأنا ميتةُُ ، وذكرى باقٍ ، وقد تركت خيرًا ، وولدت طهرًا " - ماتت السيدة آمنة بنت وهب فى طريق عودتها من المدينة بمكان يعرف بالأبواء وبه دفنت وكان ذلك في العام السادس بعد عام الفيل عام 577م وعمرها ثلاثون عامًا . أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم الاسم : أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم اسم الأم : فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. الأزواج : تزوجت في الجاهلية عمير بن وهب، ثم تزوجت كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى. الأولاد : طليب لعمير بن وهب بن عبد بن قصى، وأروى لكلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى. محل الإقامة : مكة المكرمة، ثم المدينة المنورة. تاريخ الوفاة : عاشت إلى ما بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل إلى حياة عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع سنة 15 هـ - 636 م رضي الله عنها وأرضاها - أروى بنت عبد المطلب عاشت في بيتٍ من بيوتات قريش , له من الحسب والنسب ما له، وعُرف بالكرم والشجاعة والاحترام، فأبوها عبد المطلب بن هاشم سيد سادات قريش، وأمها فاطمةُ بنت عمرو بن عائذ وهو الصحيح، وهى بذلك أختُُ لعبد الله، والزبير، وأبى طالب، وعبد الكعبة، وأم حكيم، وأميمة، وعاتكة، وبرة، وقيل إن أمها صفية بنت جند (وهو ضعيف)، وبذلك تكون أروى شقيقة الحارث بن عبد المطلب وهى عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجت في الجاهلية من عمير بن وهب, من سادات قريش، وولدت له طليبا، فلما مات عنها تزوجت من كلدة بن عبد مناف، وولدت له ابنة ومن فرط حبه لزوجته أسمى هذه المولودة أروى، وقيل إنه لما مات زوجها عمير بن وهب تزوجت أرطأة بن شرحبيل بن هاشم، وولدت له فاطمة. - ولقد أسلم ابنها طليب، ولم يخالف في إسلام أروى غير أبي إسحاق حيث يقول : لم يسلم من عمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا صفية، وغيره يقول بإسلامها. جاء في الاستيعاب ذكر محمد بن عمر الواقدى قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبيه قال: لما أسلم طليب بن عمير، ودخل على أمه : أروى بنت عبد المطلب فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمداً - صلى الله عليه وسلم، وذكر الخبر وفيه أنه قال لها: ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة ؟ فقالت: أنتظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال: فقلت: فإني أسألك بالله إلا أتيتهِ وسّلمتِ عليه وصّدقتهِ، وشهدتِ أن لا إله إلا الله. قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحّض ابنها على نصرته والقيام بأمره وحدث حوار بين أروى وأبى لهب يشير إلى أن أروى قد أسلمت، وحسن إسلامها فقد عرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبى جهل فضربه ضربة شّجه بها " أصابه بجرح " ، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه خاله أبو لهب فقيل لأروى : ألا ترين طليبا قد جعل نفسه غرضا دون محمد ؟ فقالت : خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله وقد جاء بالحق من عند الله. فقالوا لها : أو قد اتبعت محمداً ؟ قالت: نعم. فخرج بعضهم إلى أبى لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها فقال: عجباً لك ولأتباعك محمداً وتركك دين عبد المطلب! فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك، وعّضده، وآزره فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك وإن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: وهل لنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين محدث ثم انصرف أبو لهب، فقالت أروى إن طليبا آزر ابن خاله *** واساه في ذي دمه وماله - وكانت تحثُّ ابنها طليبا على نصرة محمد صلى الله عليه وسلم -، والوقوف إلى جواره في سبيل نشر دعوته وكانت تدافع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلسانها. - وهاجرت أروى إلى المدينة المنورة، وخرجت إلى قبر أخيها "حمزة " - قرب أحد - فدعت له، وقرأت القرآن وهى حزينة باكية، ولما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكته عمته أروى وقالت فيه ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا براً ولم تكُ جافيـــــــــاً وكنت بنا رءوفاً رحيماً نبيــنا *** ليبكِ عليك اليوم من كان باكيــــا لعمرك ما أبكى النبي لموتــه *** ولكن لهرج كان بعدك آتيـــــــــا عليك من الله السلام تحيـــــة *** وأدخلت جناتٍ من العدن راضيا - عُرفت أروى بنت عبد المطلب رضي الله عنها أنها ذات حسبٍ ونسبٍ في قومها، وهى عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن المهاجرات، وكانت تجيد الشعر، وكانت تناصر الرسول - صلى الله عليه وسلم. حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم نسبها حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان . من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة. عملها كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن. زوجها هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة أبناؤها كبشة، وأنسيه، والشيماء أبناؤها من الرضاعة محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم . سبب أخذها للرسول قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه" فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب. رجوع حليمة رضي الله عنها إلى مكة قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به حليمة رضي الله عنها ترجع به إلى أمه قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة افتقاد حليمة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم افتقدت حليمة للرسول حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه . سبب آخر لعودة حليمة رضي الله عنها به قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد {صلى الله عليه وسلم}في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره. حليمة رضي الله عنها والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول صلى الله عليه وسلم المرة الأولي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله و سلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها المرة الثانية يوم حنين. وفاة حليمة رضي الله عنها توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،ودفنت بالبقيع. حذافة بنت الحارث - الشيماء - أخت الرسول من الرضاعة نسبها رضي الله عنها هي أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة و أسمها حذافة ابنة الحارث و غلب عليها اسم الشيماء حتى صارت لا تعرف إلا به غالباً امها : حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبوها : الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن بكر بن هوازن الشيماء و طفولة النبي صلى الله عليه و سلم و لم تكن الشيماء اخت النبي صلى الله عليه و حسب بل كانت تحضنه وتراعيه ، فتحمله أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه وتقول حتى أراه يافـــعاً وأمـــردا يا ربنــــا أبق لنا محمداً واكبت أعاديه معاً والحســـدا ثم أراه سيداً مســــوداً وأعطه عزاً يدوم أبـــــــداً قال محمد بن المعلى الأزدي : وكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول : ما أحسن ما أجاب الله دعاءها إكرام النبي صلى الله عليه و سلم لها ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن ظفر المسلمون بهم ، وأخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي ، فلما انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، إني لأختك من الرضاعة. قال : وما علامة ذلك قالت : عضة عضضتها في ظهري ، وأنا متوركتك فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا ، فأجلسها عليه ، وخيّرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي و أسلمت رضي الله عنها ، فاعطاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أعبد و جارية و اجزل لها العطاء ثم ردها إلى قومها ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب ، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم ، ومعلوم أن بني سعد من هوازن ، وذلك أنه لما انتصر عليهم يوم حنين وغنم أموالهم ونسائهم وذراريهم ، عند ذلك جاءه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ فقالوا: يا رسول الله ، خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، بل أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ما كان ولي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا فقولوا : إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا ، فإني سأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن كثير : ولقد كان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت فواضله عليه الصلاة والسلام قديماً وحديثاً ، خصوصاً وعموماً رضي الله تعالى عن الشيماء و سائر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و جمعهم معه في الجنة إن شاء الله تعالى أم أيمن بركة بنت ثعلبة - حاضنة الرسول اسمها بركة بنت ثعلبه بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته. قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه . فحظي بها زيد بن حارثة. وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه وسلم والوحي. أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد . فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه وسلم " هذه بقية أهل بيتي " !! وللنبي - صلى الله عليه وسلم - وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك . وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ . كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به صلى الله عليه وسلم . فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به . ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد . ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) . شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتي خيبر وحنين. روايتها للحديث روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني وفاتها اختلف في تاريخ وفاتها فقيل توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة. هند بنت سهيل - أم سلمة بنت زاد الركب هند ام سلمة رضى الله عنها آخر من مات من أمهات المؤمنين نسبها هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة ( ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويعرف بزاد الركب) . وهي قرشية مخزومية ، وكان جدها المغيرة يقال له : زاد الركب ، وذلك لجوده ، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. فضلها تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام ، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة ، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة، ثم هاجرا معه إلى المدينة. فولدت له ابنتين وابنا أيضا ، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة. ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة . وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير ، فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ). كما كانت تعد من فقهــاء الصحــابة ممن كان يفــتي، إذ عــدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم مــن الفتـــوى: عثمــــان، أبوهــــريرة، عبــد الــله بــن عــــمرو، أنـــس، أم سلمة...) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير). زواج أم سلمة من النبي صلى الله عليه و سلم عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة . فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج ، فإني تجاوزت السن ، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال ، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه و سلم خطابا يقول فيه : أما السن فأنا أكبر منكِ ، وأما الغيرة فيذهبها الله ، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه و سلم . ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أم سلمة حزنت عائشة رضي الله عنها حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال .وكان رسول الله إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة رضي الله عنهن . وسافر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هودج صفية ، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة .... صفاتها وأخلاقها وتمضي الأيام وتحدثنا كتب السيرة أن نساء النبي وقد علمن بما أفاء الله على رسوله والمسلمين من النعم والخيرات بعد جلاء اليهود عن المدينة فطمعن أن يعشن حياة مرفهة، ويلبسن ملابس اجمل، ويصبح لهن مثل النساء الأخريات من الذهب والفضة، ويتركن حياة الزهد والتقشف التي يعيشها الرسول، ولكن الرسول رفض مطالبهن، وقرر اعتزالهن جميعا .. حتى شاع بين المسلمين أنه طلقهن. وحزن أبو بكر الصديق .. وحزن عمر بن الخطاب .. عندما تناهى إلى سمعهما أن نساء النبي اعتزلهن رسول الله عليه الصلاة والسلام في "مشربة" وقام على خدمته خادمة رباح. وتوجه عمر بن الخطاب إلى أم سلمة يسألها عما فعلته بالرسول وكانت تمت إليه بصلة القرابة .. ولكن أم سلمة استنكرت على عمر أن يتدخل في أمور بيت الرسول، حتى لو كانت ابنته حفصة من أزواج الرسول. قالت لعمر بن الخطاب ـ "عجبا لك يا عمر .. مالك ولهذا وقد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين النبي وأزواجه". واعتذر لها عمر .. وبقى حزينا لما حدث في بيت النبوة .. وتوجه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندما سمح له الرسول بالدخول، هال عمر بن الخطاب حياة النبي عليه الصلاة والسلام المتقشفة .. حتى أنه بكى عندما رأى أن الحجرة ليس بها إلا الحصير الذي أثر في جنب الرسول .. وسأله الرسول عما يبكيه قال عمر: ما أراه بك يا رسول الله، أنك أحب العباد إلى الله، وتعيش هكذا على حصيرة أثرت في جنبك وتأكل الماء والشعير! وقال له أعظم رسل الله ـ يا بن الخطاب كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، لقد خيرت بين أن أكون نبيا ملكا مثل سليمان وداود عليهما السلام، وبين أن أكون نبيا عبدا فاخترت أن أكون نبيا عبدا". وأخذ عمر يحدث الرسول حتى سرى عنه، وعلم أن النبي يعتزل زوجاته لمطالبهن، ورغبتهن في زخرف الحياة الدنيا وأنه لم يطلقهن وسعد بن الخطاب. وفي هذه الحادثة نزل قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا "28" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً "29"} (سورة الأحزاب) وبعد انتهاء الشهر، خير الرسول نساءه بين الحياة معه كما يعيش، أو أن يسرحهن سراحا جميلا .. بدأ الرسول بعائشة قائلا: ـ " يا عائشة أني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك .. وتلا عليها ما نزل من القرآن الكريم .. قالت عائشة رضي الله عنها: أفيك استشير أبوي يا رسول الله بل اختار الله ورسوله والدار الآخرة". و .. فعلت كل أمهات المؤمنين ما فعلت عائشة .. ورضين أن يعشن في كنف الرسول مؤثرات الله والدار الآخرة. كان لأم سلمه رأي صائب أشارت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه و بينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا . فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات . فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فقام - عليه الصلاة و السلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .[ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل ]. وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح ، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب ، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها . كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال ، وإهمال الزوج وعدم رعايته، ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها . دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في رواية الحديث مروياتها رضي الله عنها وتلاميذها روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378). اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (158). محتوى مروياتها رضي الله عنها كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ.. 1. إن مرويـــات أم ســلــمة معظــمها في الأحكــام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج. وفي أحكام الجنائز ، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر... وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع... كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها . تلاميـــذها نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير. - فمن الصحابة: أم المؤمنين عائــشة، وأبو سعيــد الخــدري، وعــمر بن أبي سلمة، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصين الأسلمي، وسليمـــــان بن بريــــدة، وأبو رافــــع، وابن عبـــــاس – رضي الله عنهم . - ومن التابعين، أشهرهم: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وشقيق بن سلمة، وعبد الله بن أبي مليكة، وعامر الشعبي، والأســـود بن يــزيــد، ومجـاهد، وعـــطـاء بن أبـــي ربــــاح، شـــهر بن حوشب، نافع بن جبير بن مطعم... وآخرون. - ومن النساء: ابنتها زينب، هند بنت الحارث، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وأم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عــوف، وعمـــرة بنــت عبـــد الرحــمن، وحكيــمة، رميثـــة، وأم محمد ابن قيس. - ومن نساء أهل الكوفة: عمرة بنت أفعى، جسرة بنت دجاجة، أم مساور الحميري، أم موسى (سرية علي)، جدة ابن جدعان، أم مبشر. وفاة أم سلمة – رضي الله عنها "كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله تعالى سنة (62هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة " .
رد: نساء خالدات جزاك الله خيرا صبحك الله بالسعادة ورطب لسانك بالشهادة وحبب فيك خلقه وسخر لك عباده وجعل خير عمرك آخره وخير عملك خواتمه وخير أيامك يوم لقائه