#1
31-03-2010, 08:46 PM
|
|
|
|
بلاد العراقة والحضارة السودان
بلاد العراقة والحضارة
السودان كان السودان مهداً لحضارات عريقة موغلة في القدم، امتدت في جذورها إلى حقب سحيقة، شأنه في هذا شأن بلاد الرافدين والشام ومصر وجزيرة العرب، وسائر المناطق التي كانت مسرحاً لأحداث وأمم سادت ثم بادت وخلفت وراءها آثارها وأوابدها التي تحكي قصة إنجازاتها وتراثها، ويمكن التعرف على مفاصل الحضارة السودانية ومآثرها الخالدة عبر تتبع المراحل التاريخية لحياة الإنسان في هذه البلاد منذ أقدم العصور وحتى العصر الراهن من خلال ما يلي أولاً: العصور الحجرية. 1- العصر الحجري القديم يتم استقراء التاريخ البشري في العصور الغابرة التي سبقت التاريخ، من خلال علم الآثار وأبحاثه واكتشافاته، وتشير مصادر هذا العلم أنه عثر على مخلفات للإنسان وأدوات حجرية مثل الفأس اليدوية المصنوعة من حجر الصوان ،على شكل قطعة مدية من الطرف الأسفل ، ومصقولة وذات حد قاطع، كان الإنسان قد أعدها واستعملها في الصيد والقتل وقطع الأشجار، واكتشفت هذه الأدوات في المنطقة المعروفة باسم خور أبو عنجة Abou Anga في غرب النيل على مسافة كيلو متر من التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق عند المقرن، في العصر الحجري القديم الذي يعد من أقدم الأزمنة قبل الميلاد، وعثر على أدوات أخرى ترجع إلى هذا العصر في المكان المعروف باسم وادي عفو Wadi Afu إلى الجنوب من أم درمان بحوالي 80 كم غربي النيل الأبيض، كما عثر في منطقة جبل الصحابة إلى الشمال من مدينة حلفا على خمسين هيكلاً عظمياً يرجع عمرها إلى /12/ ألف و /8/ آلاف سنة ق.م إلى العصر الحجري القديم الأعلى، وهذه وغيرها تشير إشارة واضحة إلى أن الإنسان في هذا العصر قد استوطن مناطق السودان المختلفة. 2- العصر الحجري الوسيط ينسب إلى منطقة الخرطوم، إذ أن أهم موقع عثر فيه على آثار من ذلك العصر يقع أسفل الأرض التي أقيم فوقها مستشفى الخرطوم الحالي، ويطلق عليه عصر حضارة الخرطوم الباكرة، ويبدأ هذا العصر بعد سنة /7/ آلاف ق.م، ويستمر ألفين أو ثلاثة آلاف سنة، وكان الجو آنذاك أكثر رطوبة في هذه المنطقة من العالم مما هو عليه الآن، وصنع الإنسان في العصر الحجري الوسيط في السودان، لأول مرة، الأواني الفخارية بشكل غير مصقول، وزينها بالزخارف البسيطة، وهذه الأواني خرجت للعالم لتعرف بحضارة السودان القديم ، وهي أقدم أواني فخارية من قلب أفريقية على الإطلاق. 3- العصر الحجري الحديث يمتد من 6000 ق.م حتى 3200 ق.م، وقد عثر على مركز من أهم مراكزه الحضارية في الشهينات غربي النيل، على بعد 48 كم شمالي أم درمان، وتتميز حضارة هذا العصر بأنواع الفخار الأسود، أو ذي الحافة السوداء، إلا أنه لم يعثر علماء الآثار على مدافن ومقابر لأصحاب تلك الحضارة، ويعتقد أنهم كانوا يتخلصون من جثث موتاهم بإلقائها في النهر، وقد عثر على مراكز حضارية أخرى لأبناء هذا العصر في شجدود (shagadud) جنوب شرق النقطة في منطقة البطانة، وتصل حضارة السودان في هذه العصور الحجرية بالحضارة المصرية القديمة، وأن كثيراً من مظاهر حضارة العصر الحجري الحديث بالخرطوم، كان لها نظير معاصر لها يتمثل في حضارة العصر الحجري الحديث بمنطقة الفيوم في مصر، ومن أبرز مظاهرها: أ- ازدياد استعمال المواقد والنار للطبخ. ب- عدم وجود مدافن ومقابر في أماكن السكن. جـ- استعمال نوع معين من رؤوس السهام الحجرية ذات الرؤوس المجنحة. د- استعمال أنواع متشابهة من الفخار وخرز الزينة. ثانياً: المجموعات الحضارية. يبدأ تاريخها منذ نهاية العصر الحجري الحديث في حوالي 3100 ق.م، وينتهي حوالي عام 1580 ق.م ، وهو على مجموعات عدة هي: 1- حضارة المجموعة الأولى عثر الآثاريون على مجمل آثار هذه المجموعة في بلاد النوبة، أحد مواقعها اكتشف في منطقة(فرص ) شمال وادي حلفا، والثاني: في (جمي )جنوب وادي حلفا، ومن أقدم آثار هذه المجموعة ،الأواني النحاسية التي عثر عليها في مقابر هذه المجموعة ،في فرص قرب أم درمان. 2- حضارة المجموعة الثانية يفترض العلماء أنها عاصرت الدولة القديمة في مصر في الفترة بين 2800 و 2200 ق.م، وتتميز حضارة هذه المجموعة بفقرها وقلة مخلفات أصحابها، وأن هؤلاء ينحدرون من نفس عنصر المجموعة الأولى، مع ظهور عنصر الاتصال بالجنوب. 3- حضارة المجموعة الثالثة وهي تعاصر الدولة القديمة في مصر أيضاً، وظهرت آثارها في حياة الدولة القديمة، حيث ظهر جنود سودانيون ضمن حرس الفرعون في مصر، وتمتد حضارة هذه المجموعة في الفترة بين 2250 و 2040 ق.م ، وقامت في منطقة النوبة السفلى، وكانت الحرفة الرئيسة لأبناء هذه الحضارة رعي الأبقار وغيرها من الحيوانات، وتتميز حضارتها بأنواع خاصة من الصناعات اليدوية، وأهمها: الفخار، وينسب إليهم صناعة قدور سوداء ذات خطوط بيضاء متقاطعة. 4- حضارة كرمة ظهرت حضارة كرمة إلى الجنوب من منطقة انتشار حضارة المجموعة الثالثة، نسبة إلى مركزها الرئيس عند كرمة الحالية بالقرب من منطقة الشلال الثالثة، ولم تترك هذه الحضارة آثاراً مكتوبة، لعدم استعمال أهلها الكتابة، لذا تنصب كل موجوداتها على الحفائر، وانتشرت آثارها في منطقة دنقلي العرضي من الشلال الثاني حتى جزيرة (أرجو) في الجنوب، ومن مظاهرها الفخار الأحمر المصقول ذي الحافة السوداء، ونوع فريد من الخناجر، إضافةً لصناعات جلدية مميزة كالأحزمة، وصناعات خشبية مطعمة بالمايكا أو العاج، في شكل صور للحيوانات والطيور، إضافة إلى خزف كرمة الذي يعتبر أجود خزف عرف في وادي النيل منذ فجر التاريخ، وقد استمرت فترة حضارة كرمة إلى حوالي / 1650/ ق.م. 5- مملكة كوش قامت حضارة كوش في الفترة بين 1580 و 750 ق.م في بلاد النوبة ، وهي شبيهة بالحضارة المصرية في أيام الدولة الحديثة، وقد بلغت مملكة كوش شأواً بعيداً من القوة والحضارة، أسهمت ثرواتها الطبيعية وجيشها ثم جهازها الإداري المنظم ، في إعطائها هذه المكانة، وقد اشتهر أهل كوش كمحاربين، إذ تظهر رسوماتهم براعتهم وكفاءتهم، وازداد الرخاء في هذا العصر في معظم البلاد السودانية، واتسعت التجارة بين مصر والسودان، وطبعت حضارة السودان بالطابع المصري في جميع مرافقها، نتيجة للاحتلال المصري للسودان في هذا العهد ،الذي يقابل عهد الدولة الحديثة في مصر. 6- العصر النبتي في هذا العصر استيقظ الوعي عند السودانيين بعد احتلال المصريين لبلادهم في عهد الدولة الحديثة في مصر (فترة مملكة كوش) وكان الملك الرا أبرز زعمائهم (Alata) استرد السودانيون في عهده استقلال بلادهم، كما جعل كشتا أحد ملوك كوش العظماء،، نبتة الواقعة في أسفل الشلال الرابع، عاصمةً لبلاده، وفي هذا العهد سارت نبتة على النهج المصري في كل مظاهر الحياة والحضارة. 7- عصر مروى وفيه انتقلت عاصمة كوش من نبتة إلى مروة، في عصر الملك أسبلتا (aspelta) في الفترة بين القرن السادس ق.م والقرن الثالث الميلادي، وتدل الأهرامات الملوكية والمعابد، ومنها معبد الشمس،على حضارة هذه الفترة، واستمرت مروى عاصمة لمملكة كوش منذ القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. وفي ظل هذه الحكومة أيضاً اندلعت الأزمة في إقليم دارفور غرب السودان، وأدت إلى حدوث انشقاق جديد ونشوء حركة عسكرية مسلحة ضد الحكومة السودانية مع مطلع عام 2004م، وما زالت هذه الحكومة تبذل جهوداً مضنيةً على الصعد المختلفة محلياً وأفريقياً وعربياً ودولياً لتطويق أزمة دارفور وحلها وإنهاء التمرد فيها، وتشير الدلائل إلى تزايد فرص التوصل إلى حل لمشكلة دارفور من خلال المساعي المخلصة والدبلوماسية الهادئة المتواصلة التي تبذلها حكومة الإنقاذ الوطنية بزعامة رئيس الجمهورية السودانية الفريق عمر البشير، الذي مضى على وجوده في السلطة أكثر من خمسة عشر عاماً وهو يكافح للخروج بالبلاد من أزماتها العديدة المتلاحقة. والتي كان أخرها الاضطرابات التي عمت بعض المدن السودانية وبالذات في الجنوب والعاصمة الخرطوم بعد مقتل النائب الأول للرئيس وزعيم حركة التمرد سابقاً "جون قرنق". |
#2
01-04-2010, 01:49 AM
|
|
|
|
موضوع رآاائع بـ كل معنى الكلمة !
معلومآت قيمة جدآ ... وأول مرة أعرفهآ ! غرآم قلبـي تسلم ايديك دمت بـ خير |
#3
03-04-2010, 05:16 PM
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة غرام قلبى ; 03-04-2010 الساعة 05:24 PM |
#4
03-04-2010, 05:19 PM
|
|
|
|
|
#5
03-04-2010, 05:24 PM
|
|
|
|
كم شرفنى حضوركِ العطر
الذى فاحت منه رائحة الورد الجورى لا حرمنى الله من هذا التواجد فائق احترامى وتقديرى لكِ |
الكلمات الدلالية (Tags) |
السودان, العراقة, بلاد, والحضارة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|