منتديات ايجي نت


دعم أهلنا في فلسطين

> >


منتدى ايجى نت العام .: ركن مهتم بتقديم المواضيع العامة والمناقشات الحوارية الهادفة بين الاعضاء :.

  #1  
17-11-2010, 04:22 PM
مجلة ايجى نت الاسلامية العدد الاول لشهر نوفمبر


الـمجـلـة الاسـلامــــيـة
ايــجــى نــــت
العدد الآول(ذو الحجة 1431هـ)


فهــرس الـــعـــدد


افتتاحية العدد
وقفة مع ايات
الحديث الشريف
ملفات خاصة
من روائع أخلاق الرسول
الأسرة الأسلامية
من ذاكرة التاريخ
الاعجاز العلمي
من معاملات الرسول
وقفة مع نبي
صحتك فى ضحيتك
وقفات مع حج النبى
مقتطفات من أقوال الائمة
أسرار ومقاصد الحج
شخصية العدد
أدعية من السنة
ايجىqiyghqu
  #2  
17-11-2010, 04:25 PM

افتتاحية العدد

الدعوة إلى الله تعالى من أعظم أعمال البر لما يترتب عليها من فوائد جليلة، ومصالح عظيمة تعود على الداعي والمدعو وعلى المجتمع والأمة والبشرية جمعاء، وقد أثنى الله سبحانه على الدعاة من عباده فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.. (فصلت 33).
والحج مناسبة كبرى، وفرصة مهمة للدعوة إلى الله وتبصير المسلمين بأمور دينهم حيث تحتشد الملايين من بقاع المعمورة في هذا الموسم، بدافع التعبد لله تعالى، وهم أحوج ما يكونوا إلى من يوصل إليهم الخير والبر والإحسان والمعروف الديني والدنيوي.

على أن الدعوة في موسم الحج سنة نبوية، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - يعرض دعوته على الناس في مواسم الحج، كما أرسل عددا من أصحابه - رضي الله عنهم – لذلك، وفي حجة الوداع نصح أمته غاية النصح، وبلغها البلاغ المبين، وقد استمر علماء الإسلام ودعاته الصادقون على مر العصور في استغلال هذا الموسم العظيم، مستفيدين منه ما وسعهم في إيقاظ القلوب، وإنارة البصائر، وعرض الإسلام النقي، والتحذير من مخاطر الشرك وشوائب البدع والمنكرات.


ومما يؤكد ضرورة الدعوة في الحج علاوة على ما تقدم:
1- وجود أعداد كبيرة من الحجاج، وهم في تزايد مستمر.
2 - تفشي الأمية الشرعية، وعموم الجهل بعقائد الإسلام وأحكامه، وانتشار بعض أنواع الشرك والبدع، وظهور الخرافات بشكل مذهل في أوساط كثير من حجاج بيت الله.
3 – قد يكون بعض هؤلاء الحجاج ممن توفَّرَ لديهم نوع من اليسار النسبي، والوجاهة في أوساط أقوامهم، مما يرجى معه أن يكون لدعوتهم أثراً على أقوامهم وأهليهم بعد عودتهم إليهم.
4 - استعداد الحجيج وتهيؤهم النفسي للاستماع والتلقي والقبول في هذا الموسم المبارك، فالقلوب مقبلة، والآذان مصغية.
5- يسر وسهولة التنقل بين الحجيج في مخيماتهم الأمر الذي يساعد على نشر الدعوة، وتبليغ كلمة الله.


والدعوة في موسم كهذا الملتقى الكريم والتجمع العظيم، لا تقتصر على الموظفين من قِبَل الجهات الرسمية، من وعاظ وأئمة وخطباء فحسب، وإن كان دورهم هو الأكبر، إلا أن دائرة الدعوة تبقى أوسع من ذلك لتشمل كل مسلم، وكل بقدر استطاعته، مع مراعاة الظروف والأحوال والأساليب المناسبة.


والدعوة في الحج تبدأ قبل وصول الحجاج إلى المشاعر المقدسة، بل وقبل تحركهم من بلادهم، ويمكن تقسيمها إلى عدة مراحل:
1- الدعوة قبل الوصول: وذلك من خلال التنسيق مع الجهات الدعوية والمؤسسات والمراكز الإسلامية، إضافة إلى تكليف بعضِ الدعاة في البلدان المختلفة بمرافقة الحجاج القادمين من بلدانهم وتعليمهم والقيام بتوعيتهم.
2- الدعوة في المنافذ البرية والجوية والبحرية: من خلال خدمة الحجاج وتيسير أمورهم، وحسن استقبالهم، وتسهيل إجراءات دخولهم، واستغلال أوقات انتظارهم بالنافع المفيد والتوجيه الرشيد، وتزويدهم بالحقائب الدعوية.
3- الدعوة أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر والأماكن، حيث أن الكثير من الأوقات تضيع دون استغلال، وهنا يأتي دور أصحاب حملات الحج والمقاولين والمطوفين في اختيار أشخاص أكفاء ومؤهلين سواءً من السائقين أو غيرهم من أجل النصح والتوجيه، وتذكير الحجاج.
إضافة إلى التركيز على سائقي الحافلات، من خلال إقامة دورات تأهيلية لهم قبل موسم الحج من أجل أن يكونوا دعاة خير، ويقدموا الصورة المشرقة لأبناء الإسلام.
4- الدعوة في المخيمات والمساكن، حيث يبقى الحجاج فترات طويلة، وهم مهيئون للسماع والقبول، فلابد من برامج لتنظيم الوقت واستغلاله.
إضافة إلى دور العاملين في الفنادق، وما ينبغي أن يكونوا عليه من وعي والتزام ومسؤولية، حتى يؤدوا دورهم الصحيح، ويعطوا انطباعاً جيدا.
5- الدعوة في المساجد، وفي مقدمتها المسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرهما من المساجد، التي تمتلئ بالمصلين في هذا الموسم، وقد يكون بعضهم ممن لم تتهيأ له الظروف لارتياد المساجد من قبل، فموسم الحج فرصة سانحة لدعوته ونصحه وإرشاده، ليراجع نفسه ويعود إلى الله.
6- الدعوة في الأسواق التي تكتظ بالناس في هذا الموسم من الحجاج وغيرهم، وهي أماكن يغلب عليها الغفلة، ويجتهد فيها الشيطان وأعوانه، لصرف الناس عن مراقبة ربهم والتزام حدوده، فوجود صوت للدعوة في مثل هذا الأماكن له أهميته وأثره، وننوه هنا بدور رجال الحسبة الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، وما يبذلونه من جهد نافع وعمل مشكور.
ومن وسائل الدعوة في الحج التي ينبغي الاعتناء بها وضع اللوحات التوجيهية، والملصقات التي تحمل عبارات الترحيب والوداع باسم الجهات والمؤسسات الدعوية، والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا الجانب.
ومنها أيضاً الاعتناء بترجمة الكتب والمطويات التي تبين الإسلام وأصوله بأسلوب سهل واضح، وتوزيع دليل الحاج بعدة لغات، يتضمن أرقام هواتف الجهات الدعوية والخدمية الهامة، وأرقام هواتف طلبة العلم والدعاة، ولابد من تضمنه أرقام هواتف بعض الدعاة الذين يتحدثون بلغات مختلفة، والإشارة إلى اللغة التي يتحدث بها كل منهم.


ومنها الاعتناء بالعمل الميداني، وتكليف دعاة ميدانيين للرجال، وداعيات ميدانيات للنساء يُجيدون التحدث بلغات مختلفة، ويُتقنون فن مخاطبة الناس وكسب قلوبهم، يتجولون في مدن الحجاج بالسيارات وعلى الأقدام، بحيث تكون مهمتهم التعليم المباشر للحجيج، ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
ومنها الإكثار من مكاتب الإرشاد الشرعي الصغيرة في مدن الحجاج والمواقيت بقدر المستطاع؛ مع أهمية تخصيص بعضٍ منها للرجال وأخرى للنساء.
ومنها العمل على إيجاد قنوات إرشادية وتواصلية داخلية في منطقة المشاعر، تبث بلغات مختلفة، ليقوم من خلالها العلماء والدعاة بتوجيه الحجيج، وإرشادهم إلى ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم.
كانت تلك لمحة سريعة ومختصرة حول الدعوة في الحج وبعض وسائلها، سائلين الله أن يهدي ضال المسلمين، ويعلم جاهلهم، ويتقبل منهم مناسكهم.


  #3  
17-11-2010, 04:27 PM

وقفة مع ايات

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } الحج27)
وسُميت ‏‏" سورة ‏الحج ‏‏" ‏تخليداً ‏لدعوة ‏الخليل ‏إبراهيم ‏عليه ‏السلام ‏حين ‏انتهى ‏من ‏بناء ‏البيت ‏العتيق ‏ونادى ‏الناس ‏لحج ‏بيت ‏الله ‏الحرام ‏فتواضعت ‏الجبال ‏حتى ‏بلغ ‏الصوت ‏أرجاء ‏الأرض فاسمع ‏نداءه ‏من ‏في ‏الأصلاب ‏والأرحام ‏أجابوا ‏النداء ‏‏" ‏لبيك ‏اللهم ‏لبيك ‏‎" ‎‏
فضل السورة :
1) عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفُضِّلَتْ سورة الحج على سائر القران بسجدتين ؟ قال : " نعم . فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما " .
2) عن عمر أنه كان يسجد سجدتين في الحج قال إن هذه السورة فُضِّلَتْ على سائر السور بسجدتين ..
الإعلام بالحج:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا} أي: أعلمهم به، وادعهم إليه، وبلغ دانيهم وقاصيهم، فرضه وفضيلته، فإنك إذا دعوتهم، أتوك حجاجا وعمارا، رجالا، أي: مشاة على أرجلهم من الشوق،
وقرأ الحسن وابن محيصن و{ آذِنَ } بالمد والتخفيف أي أعلم
وقرأ ابن أبـي إسحٰق { بالحج } بكسر الحاء حيث وقع.
وقرأ ابن أبي إسحاق " رجالاً " بضم الراء وتخفيف الجيم.
وروي عن ابن عباس ومحمد بن جعفر ومجاهد رضي الله تعالى عنهم { رجالاً } بالضم والتشديد على أنه جمع راجل كتجار وتاجر.
وقرأ مجاهد: " رجالى " على وزن فعالى بتخفيفِ الجيمِ مثل كسالى.
وقُرىء بضمِّ الرَّاءِ تشديدِ الجيم، ورَجَالىٰ كعَجَالىٰ.
قدّم الرجال على الركبان في الذكر لفضلهم بزيادة تعبهم في المشي.
قال ابن العربي: واستدل علماؤنا بتقديم { رِجَالاً } على أن المشي أفضل.
{ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ } أي: ناقة ضامر، تقطع المهامه
قال الراغب: الضامر من الفرس الخفيف اللحم من الأصل لا من الهزال.
والمفاوز، وتواصل السير، حتى تأتي إلى أشرف الأماكن، { مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } أي: من كل بلد بعيد، وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم، فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها، ثم ذكر فوائد زيارة بيت الله الحرام،
مرغبا فيه
قال الراغب الفج طريق يكتنفها جبلان ، وغلب الفجّ على الطريق لأن أكثر الطرق المؤدية إلى مكة تُسلك بين الجبال


التعديل الأخير تم بواسطة حودة الصعيدى ; 17-11-2010 الساعة 05:48 PM
  #4  
17-11-2010, 04:32 PM

الحديث الشريف


حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -‏:‏ ‏"‏ إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا‏"‏

الـــشــــرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏عن همام‏)‏ هو ابن منبه، وهذا الحديث من نسخته المشهورة المروية بإسناد واحد عن عبد الرزاق عن معمر عنه‏.‏
وقد اختلف العلماء في إفراد حديث من نسخة هل يساق بإسنادها ولو لم يكن مبتدأ به، أو لا‏؟‏
فالجمهور على الجواز ومنهم البخاري، وقيل‏:‏ يمتنع، وقيل‏:‏ يبدأ أبدا بأول حديث ويذكر بعده ما أراد‏.‏
وتوسط مسلم فأتى بلفظ يشعر بأن المفرد من جملة النسخة فيقول في مثل هذا إذا انتهى الإسناد‏:‏ فذكر أحاديث منها كذا، ثم يذكر أي حديث أراد منها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إذا أحسن أحدكم إسلامه‏)‏ كذا له ولمسلم وغيرهما، ولإسحاق بن راهويه في مسنده عن عبد الرزاق‏:‏ ‏"‏ إذا حسن إسلام أحدكم ‏"‏ وكأنه رواه بالمعنى، لأنه من لازمه‏.‏
ورواه الإسماعيلي من طريق ابن المبارك عن معمر كالأول، والخطاب بأحدكم بحسب اللفظ للحاضرين، لكن الحكم عام لهم ولغيرهم باتفاق، وإن حصل التنازع في كيفية التناول أهي بالحقيقة اللغوية أو الشرعية أو بالمجاز‏.‏
‏(‏1/ 101‏)‏


قوله‏:‏ ‏(‏فكل حسنة‏)‏ ينبئ أن اللام في قوله في الحديث الذي قبله‏:‏ ‏"‏ الحسنة بعشر أمثالها ‏"‏ للاستغراق‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏بمثلها‏)‏ زاد مسلم وإسحاق والإسماعيلي في روايتهم‏:‏ ‏"‏ حتى يلقى الله عز وجل‏"‏‏.
قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا ‏ ‏عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،قال:‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏جَرِيرٌ ،‏ ‏عَنْ ‏‏مَنْصُورٍ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏أَبِي وَائِلٍ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏قال النبى صلى الله عليه وسلم:" ‏ ‏إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّوَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِوَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًاوَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِوَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"
صحيح البخاري / كتاب الأدب/ باب‏قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا‏/ حديث رقم : 5629

الـــــشـــــرح
قال الشـيـخ العثيمين هذا الباب عقده المؤلف ـ رحمه الله ـ للصدق فقال :باب الصدق ، وذكر آيات سبق الكلام عليها ،
أما الأحاديث فقال : عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
(( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ،
وإن البر يهدي إلى الجنة . . . ))
قوله : عليكم بالصدق )) .. . أي : ألزموا الصدق ،
والصدق : مطابقة الخير للواقع،
يعني : أن تخبر بشيء فيكون الخبر مطابقا للواقع ،
مثال ذلك : إذا قلت لمن سألك : أي يوم هذا ؟فقلت اليوم يوم الأربعاء ( وهو يوم الأربعاء فعلاً )فهذا صدق،
ولو قلت يوم الثلاثاء لكان كذبًا،فالصدق مطابقة الخبر للواقع، وقد سبق في حديث كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـوصاحبيه ما يدل على فضيلة الصدق وحسن عاقبته ، وأن الصادق هو الذي له العاقبة ،والكاذب هو الذي يكون عمله هباء .

ولهذا يذكرأن بعض العامة قال : إن الكذب ينجي ، فقال له أخوه الصدق أنجى وأنجى . وهذا صحيح .
واعلم أن الخبر يكون بالسان ويكون بالأركان .
وأما باللسان فهو القول ، وأمابالأركان فهو الفعل ،
ولكن كيف يكون الكذب بالفعل ؟ !
إذا فعل الإنسان خلاف ما يبطن فهذا قد كذب بفعله ،
فالمنافق مثلا كاذب لأنه يظهر للناس أنه مؤمن ،
يصلي مع الناس ويصوم مع الناس ، ويتصدق ولكنه بخيل . وربما يحج ، فمن رأى أفعاله حكم عليه بالصلاح ، ولكن هذه الأفعال لا تنبئ عما في الباطن ،
فهي كذب .ولهذا نقول : الصدق يكون بالسان ، ومتى
طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق بالأفعال .
ثم بين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عندما
أمر بالصدق ـ عاقبته فقال :(( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة )) .
البركثرة الخير،ومنه أسماء الله : (( البَرّ )) أيكثير الخيروالإحسان عزوجل .
فالبر يعني كثرة الخير ، وهو من نتائج الصدق ، وقوله :
(( يهدي إلى الجنة )) فصاحب البر ـ نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ـ يهديه بره إلى الجنة ،والجنة غاية كل مطلب ، ولهذا يؤمر الإنسان أن
يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَاالْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: 185) .
وقوله : (( إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا )) وفي رواية : (( ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا )) .
والصديق في المرتبة الثانية من مراتب الخلق منالذين أنعم الله عليهم كما قال الله سبحانه :( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ )(النساء: 69) ،
فالرجل الذي يتحرى الصدق يكتب عند الله صديقا ، ومعلوم أن الصديقية درجة عظيمةلا ينالها إلا أفذاذ من الناس ، وتكون في الرجال
وتكون في النساء ، قال الله تعالى :( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ)(المائدة: 75) .
وأفضل الصديقين على الإطلاق أصدقهم ، هو أبو بكررضي الله عنه : عبد الله بن أبي قحافة ، الذي استجاب للنبي صلي الله عليه وسلم حين دعاه إلى الإسلام ،ولم يحصل عنده أي تردد وأي توقف ، بمجرد مادعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أسلم ،وصدق النبي صلي الله عليه وسلم حين كذبه قومه ،وصدقه حين تحدث عن الإسراء والمعراج وكذبه الناس وقالوا : كيف تذهب يا محمد من مكة إلى بيت المقدس وترجع في ليلة واحدة ثم تقول : إنك صعدت السماء؟هذا لا يمكن . ثم ذهبوا إلى أبي بكر وقالوا له :أما تسمع ما يقول صاحبك ؟ قال : ماذا قال ؟ قالوا :
إنه قال كذا وكذا ‍! قال : (( إن كان قد قال ذلك فقدصدق )) ،
فمنذ ذلك اليوم سمي الصديق ، رضي الله عنه .
وأما الكذب قال النبي صلي الله عليه وسلم (( وإياكم والكذب ))
(( إياكم )) للتحذير ، أي : أحذروا الكذب ،
والكذب هو الإخبار بما يخالف الواقع ، سواءكان ذلك بالقول أو بالفعل .
فإذا قال لك قائل : ما اليوم ؟ فقلت يوم الخميس ،أو يوم الثلاثاء ( وهو يوم الأربعاء ) فهذا كذب ؛لأنه لا يطابق الواقع ؛ لأن اليوم يوم الأربعاء .
والمنافق كاذب ؛ لأن ظاهره يدل على أنه مسلم وهو كافر ، فهو كاذب بفعله .
وقوله : (( وإن الكذب يهدي إلى الفجور ))
الفجور : الخروج عن طاعة الله؛لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله إلى معصيته ، وأعظم الفجور الكفر ـ والعياذبالله ـ ؛ فإن الكفر فجرة ، كما قال الله :( أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) (عبس:42) ،
وقال تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَاأَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (المطففين : 7 ـ 11 ) ،
وقال تعالى : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار:14) .
فالكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار نعوذ بالله منها .
وقوله : (( وإن الرجل ليكذب )) وفي لفظ (( لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))

الكذب من الأمور المحرمة ، بل قال بعض العلماء :
إنه من كبائر الذنوب ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يكتب عند الله كذابا .
ومن أعظم الكذب : ما يفعله بعض الناس اليوم ، يأتي بالمقالة كاذبا يعلم أنها كذب ، لكن من أجل أن يضحك الناس ، وقد جاء في الحديث الوعيد على هذا فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ، ويل له ، ويل له )) ،
وهذا وعيد على أمر سهل عند كثير من الناس .فالكذب كله حرام ، وكله يهدي إلى الفجور ،ولا يستثنى منه شيء .ورد في الحديث، أنه يستثنى من ذلك ثلاثة أشياء :في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث المرأةزوجها وحديثه إياها .

  #5  
17-11-2010, 04:37 PM

ملفات خاصة
الولاء والبراء بين الحج ومحاورة الاديان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجته على مخالفة المشركين، والتأكيد على البراء منهم في مواقف عديدة، منها:
ما تتضمنه التلبية من نفي الشريك عن الله -عز وجل-: "لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". ومخالفة المشركين الذين كانوا يزيدون فيها: "إلا شريكا هو لك ملكته وما ملك".

ومنها، الاعتمار في أشهر الحج؛ مخالفة للمشركين الذين كانوا يرون من أفجر الفجور الاعتمار في أشهر الحج، فاعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عُمَرَهُ الأربع في ذي القعدة، وأمر أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي بفسخ حجهم إلى عمرة.

ومنها، مشروعية الرمل والاضطباع؛ الذي شرع أصلا لإغاظة المشركين، وإظهار القوة أمامهم، ثم بقي الأمران مشروعان بعد أن نفى الله الشرك وأهله؛ ليستحضر كل مسلم وهو يفعلهما نية إغاظة الكفار وإظهار القوة أمامهم، لا الضعف والهوان والتبعية لهم.

ومنها، قراءة سورة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وسورة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) في ركعتي الطواف، والسورة الأولى سماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- براءة من الشرك، وفيها خطاب الكفار بوصف الكفر، وإظهار المفارقة التامة لهم لا المساواة بين الأديان.

وخاتمتها إبطالٌ لوحدة الأديان -كما يزعم المنافقون- بقوله -تعالى- آمرا نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقولها لكل أصحاب الملل: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(الكافرون:6)، على البراءة منهم لا على الإقرار بشركهم، ومللهم الكافرة.

وسورة الإخلاص براءة خاصة من كفار أهل الكتاب -اليهود والنصارى- الذين قالوا باتخاذ الله ولدا (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(التوبة:30).

ومنها، ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- الوقوف بمزدلفة في طريقه إلى عرفة؛ مخالفة لأهل الجاهلية من قريش حيث كانوا يقفون بمزدلفة بدلاً من عرفة ويقولون: "نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه"، فتجاوزها النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل عرفة، ووقف بها امتثالاً لأمر الله -تعالى-: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)(البقرة:199)، أي من عرفة، لا من مزدلفة كما كانت قريش تفعله في الجاهلية.

ومنها، خطبته -صلى الله عليه وسلم- العظيمة بعرفة، وقد هدم فيها الجاهلية كلها ووضعها تحت قدميه حيث قال فيها: (أَلاَ كُلُّ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِى سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ) رواه مسلم.

ومنها، دفعه -صلى الله عليه وسلم- من مزدلفة قبل شروق الشمس؛ مخالفة للمشركين الذين كانوا يدفعون بعد ما تطلع الشمس من يوم النحر قائلين أشْرِقْ ثـَبِيرُ -وهو جبل بمزدلفة- كيْما نـُغيرُ -أي ندفع إلى منى-.

ومنها، نزوله -صلى الله عليه وسلم- بالمحصب بعد أيام منى حيث تقاسم أهل الكفر على كفرهم، واتفقوا على حصار بني هاشم، فنزل به النبي -صلى الله عليه وسلم- إظهارا للإسلام في مكان أظهروا فيه يوما أعمال الكفر.

ولو تتبعنا المواقف والأقوال والأفعال لوصلنا إلى أكثر من ذلك في تأكيد هذا المعنى، وهو معنى البراء والمخالفة للشرك وأهله في هذه العبارة العظيمة التي هي في أصل مشروعيتها فارقة لأهل الإسلام عن أهل الكفر من اليهود والنصارى الدين زعموا متابعة إبراهيم وأنهم مسلمون لله، وأرادوا أن يحجوا إلى البيت الذي بناه إبراهيم فأنزل الله في ذلك: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران:97).

وهذه القضية من أعظم القضايا رسوخا في نفس المؤمن، ومن أعظمها بيانا في القرآن والسنة؛ لأنه لا تثبت حقيقة الإيمان، بل حقيقة كلمة التوحيد إلا بها، فالمؤمن لا يقول في إثبات إسلامه وإيمانه: "الله إلهي"، بل يقول -ولا بد أن يقول-: "لا إله إلا الله"، وبدونها لا يثبت إسلام الكافر.

فهو لا بد أن ينفي الملل الباطلة كلها ويبطل كل عبادة لغير الله، منه ومن غيره، ويثبت العبادة كلها لله وحده لا شريك له، وقد بين الله -عز وجل- ذلك في كتابه فقال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ . إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ . وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الزخرف:26-28)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما- وغير واحد من السلف: "هي كلمة "لا إله إلا الله" لا يزال في ذريته من يقولها"، فجعل هذه البراءة من كل ما يعبد من دون الله، وهذه الموالاة لله وحده هي حقيقة قول: "لا إله إلا الله".

وأما الآيات التي تنهى المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى -فضلا عن سائر الملل- أولياء فهي أوضح من شمس النهار، تُجَلِّي لكل تالٍ لكتاب الله حقيقة القضية، وخطورة المسألة؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(المائدة:51)، وقال -تعالى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتحنة:4)، وغير ذلك كثير.

فأين هذا كله مما نقلته لنا الصحف -وهي ليست بالناقل العدل-، ونرجو أن يكون ما نقلت -من الكذب والتزييف- عن بعض المشايخ الحاضرين المؤتمرات المسماة بحوار الأديان التي تكلم فيها أهل الكفر بكفرهم صراحة؟!

وقالوا: إنهم يضعون قضية حرية الأديان -ويلزم من ذلك حرية الردة في بلاد الإسلام- على سلم أولوياتهم، وهي من أعظم أسس حضارتهم، وصفق لهم الحاضرون و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".


فمما نقل من كلام بعضهم أن الأديان لا تختلف في الأصول، وأن جوهرها واحد، وهي إنما تختلف في الفروع، وسكت الحاضرون أو صفقوا!
ومن الحاضرين كفار اليهود والنصارى، ومنهم البوذيون والهندوس والسيخ، وملل شركية أخرى من أنحاء العالم!
فهل يرى هذا المتكلم والساكتون معه أن توحيد الله لا يختلف في الجوهر والأصل عن عبادة البقر؟!
وأن ادعاء الصاحبة والولد لله -عز وجل- لا يختلف عن عقيدة المسلمين أن الله أحد "لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" إلا في المعنى الفرعي؟!
وأن تكذيب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكذيب القرآن لا يختلف عن تصديقه واتباعه في الجوهر والحقيقة؟!!

يتعجب الإنسان من تقليب الله للقلوب حتى تعمى إلى هذا الحد -لو صح نقل الصحف-، وللأسف لم نقرأ أو نسمع تكذيباً لما نشر إلى الآن.
وإني والله أرى أن من قال هذا الكلام أو صفق له أو سكت عنه مظهرا الموافقة، ومطالباً حين يُعطـَى الكلمة بالاتفاق على إستراتيجية لمحاربة الإرهاب -والمعنى عند الجميع معلوم-، كل هؤلاء يحتاجون إلى مراجعة إيمانهم بالقرآن العظيم، وبقوله -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(آل عمران:85)، وقوله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)(النساء:140).

بل مراجعة شهادتهم: "أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" فإن هذه الشهادة قد ذبحت في هذه الكلمات قرباناً لطواغيت الزمان؛ الذين يريدون
محو الهوية الإسلامية، وتفرد الإسلام دون غيره بوصف الهدى والدين الحق.

ونوجه لهم كلمة -أخيرة-:
هَلاَّ قلتم لغير المسلمين -كما تحبون أن تستعملوا هذا اللفظ بدلاً من لفظ الكفار-، هَلاَّ قلتم لهم ما أمركم الله أن تقولوا في محاورتهم: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(آل عمران:64)؟!

هَلاَّ قلتم لهم كلمة جميع الرسل: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)(الأعراف:59)؟!
هَلاَّ قلتم لهم ما أمركم الله أن تقولوا تبعاً لنبيه -صلى الله عليه وسلم- إن كنتم تعتقدون لزوم اتباعه: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)(المائدة:77).

وهَلاَّ قلتم لهم متأسين بالأسوة الحسنة في إبراهيم -عليه السلام- والذين معه: (إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتحنة:4).

فهذا هو الذي أمر الله به من مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن. أم ترون هذا لا يتناسب مع دبلوماسية العصر الحديث و"إيتكيت" المؤتمرات العالمية، وموازين القوى الدولية في العصر الحديث؟!

اللهم إنا نبرأ إليك من كل دين يخالف دينك.ونبرأ إليك من كل قول يصحِّح ملةً غيرَ ملة الإسلام التي بعثتَ بها نبيك -صلى الله عليه وسلم-، ومِنْ قائله كذلك، ومَنْ رضي بذلك، وسكت عنه، وهو قادر على البيان، وحسبنا الله ونعم الوكيل


الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة, أشهر, الاسلامية, الاول, العيد, ايجى, نت, نوفمبر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 03:44 PM

Powered by vBulletin
الاختلاف عن البقية معنى الإبداع وصنع الشيء المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل..