منتديات ايجي نت


دعم أهلنا في فلسطين

> >


منتدى ايجى نت الاسلامى .: منتدى خاص بالمواضيع الاسلامية وعلوم القرأن الكريم والمحاضرات والخطب الاسلامية :.

  #1  
04-08-2014, 09:54 AM
سلسلة تاريخ الحرمين الشريفين , الجزء الاول

بيت الله الحرام بين الخليل وحفيده عليهما السلام

بيت الله الحرام بين إبراهيم وحفيده محمد صلوات الله وسلامه عليهما
إن الحديث عن بيت الله الحرام بين نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام وحفيده نبي الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ طبعياً بالحديث عن تاريخ ذلك البيت الذي شرفه الله تعالى وشرفه بشرفه ما جاوره من بقاع، وشطت بركاته ونفحاته كل من أمه وقصده طاعة وتعبدا لله رب العالمين. بل عم خيره من كل بقاع الدنيا من آمن به بيتاً لله، وعظمه وكرمه ورعى حرمته برعاية حرمه.
ونحن هنا نتناول الحديث عن بيت الله الحرام وجوداً، وطرفاً من الحديث عنه بناء وتطهيراً. والسؤال الذي يدور الحديث حول الإجابة عليه هو: متى وجد بيت الله الحرام؟
لقد اختلفت الآراء حول تاريخ وجود بيت الله الحرام على آراء كثيرة نستطيع أن نسلكها في اتجاهين اثنين، متخطين ما بين ذلك من خلافات يسيرة.
الاتجاه الأول: الملائكة أو بناة آدم عليه السلام فذلك أمر لا يشغلنا الآن فيما انتدبنا أنفسنا إليه.
الاتجاه الثاني: أن البيت لم يكن موجوداً قبل إبراهيم عليه السلام وأن ابتداء وجوده كان ببناء الخليل إياه، بأمر من ربه سبحانه وتعالى.
هذان اتجاهان ذهب إلى كل منها فريق من العلماء، ولكل دليله فيما يرى، وفهمه فيما يقرأ من الآثار المتصلة بالموضوع.

قلنا أن الدلائل والبراهين قائمة على أن البيت كان موجوداً قبل إبراهيم عليه السلام وأهم هذه الأدلة ما يلي:
1- أن القرآن الكريم قد نص على أن البيت الحرام بمكة هو أول بيت وضع للناس، يقول سبحانه وتعالى ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96]، فالآية الكريمة تنص على أن البيت إنما وضع للناس، وليس لقوم إبراهيم عليه السلام ومن بعدهم. والناس هنا يعم كل من كلف بالعبادة والتكليف بالعبادة لم يبدأ بإبراهيم، وإنما بدأ بآدم عليهما السلام وبنية من بعده حتى قيام الساعة. فلا وجه لتخصيص الناس يقوم إبراهيم عليه السلام ومن بعدهم دون السابقين، فلا تخصيص إلا بمخصص ولا مخصص هنا، كما هو واضح.
2-ذهب جمهور العلماء إلى أن البيت الحرام في الأرض يسامت البيت المعمور في السماء، وعمارة البيت المعمور في السماء إنما هي بطواف الملائكة حوله، وعمارة البيت الحرام في الأرض إنما هي بطواف الناس حوله، فقارب أن يكون وجود البيت الحرام في الأرض مع بداية التكليف.
3-ورأس الأمر كله القرآن العظيم. فقد جاء في القرآن المجيد قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه قائلاًنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)) [إبراهيم:37] وقد دعا إبراهيم بتلك الدعوات بعد أن ترك هاجر وابنها في تلك البقعة حيث أمره الله تعالى أن يعضها، وقفل راجعاً إلى الشام. ولم يكن إبراهيم عليه السلام قد أقام البيت بعد، ولم يكن هناك من بناء يمكن يسند إليه قوله عليه السلام: ((عنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)) [إبراهيم:37] فالبيت كان موجوداً في مكانه قبل أن يذهب إبراهيم. وقبل أن يرفع القواعد منه، وإن كان قد تهدم، فإن إبراهيم عليه السلام علم مكانه وشأنه بعلم من الله سبحانه.
وتبدأ صلة إبراهيم عليه السلام بالبيت الحرام بتلك الرحلة المعروفة المشهورة. رحلة الخليل عليه السلام من الشام إلى تلك البقعة الطاهرة الحرام. والتي قام بها عليه السلام تنفيذاً لأمر ربه حين أمره ربه بأن يأخذ زوجه هاجر وابنه منها إسماعيل عليه السلام ويضعهما في تلك البقعة ثم يتركهما في رعاية الله وعنايته.
ولم تكن تلك هي الزيارة الوحيدة التي قام بها إبراهيم عليه السلام إلى ذلك المكان الطاهر الحرام، ولكن الخليل قام بزيارات عديدة إلى تلك البقاع الطاهرة، وبالجمع بين آيات الله في ذلك الشأن مع الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نستطيع أن نرتب زيارات الخليل عليه السلام إلى البقاع الطاهرة الحرام على النحو التالي:
الزيارة الأولى:
وفيها أمر الله سبحانه وتعالى الخليل عليه السلام أن يحمل أم إسماعيل وابنها عليه السلام ويذهب بهما إلى البقعة الطاهرة ويضعهما هناك ثم يتركهما بجوار البيت الحرام الذي لم يكن في ذلك الوقت سوى ربوة ناهدة على ما حولها.
روى البخاري رضي الله عنه الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنه الله عنهما قال: {أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتخفى أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق الزمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً... الحديث( ) فهذه الزيارة الأولى ذهب فيها إبراهيم إلى مكان البيت فوضع تركته بجواره، في حمى الله سبحانه وتعالى ثم رجع إلى الشام من حيث أتى.
الزيارة الثانية:
وقد قام بها الخليل عليه السلام تلبية لأمر ربه سبحانه وتعالى الذي أمره بذبح إسماعيل عليه السلام فانطلق إبراهيم إلى مكة حيث ابنه، فألقي إليه الأمر فأسلم أمره إلى الله ففداه الله، يقول الله تعالى: ((فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ)) [الصافات:101] ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)) [الصافات:102].
الزيارة الثالثة:
وفي هذه الزيارة أراد الخليل عليه السلام أن يطمئن على تركته فانطلق إلى مكة. يروي البخاري في الحديث السابق: {فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشٍّر. نحن في ضيق وشدة وشكت إليه، قال لها: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه}.
الزيارة الرابعة:
وفيها عاد إبراهيم عليه السلام إلى مكة ليطمئن على إسماعيل وأهله. روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: {فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها فقالت: خرج يبتغي لنا، فقال: كيف أنتم، وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله عز وجل.. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه}( ).
الزيارة الخامسة:
وقد قام بها الخليل عليه السلام تلبية لأمر الله تعالى حيث أمره ربه أن يبني البيت هو وابنه إسماعيل عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) [البقرة:125]، وفي حديث سالف الذكر: {ثم لبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل! إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك به ربك، قال: وتعينني؟ قال: نعم. قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً. وأشار إلى لكمة مرتفعة على ما حولها. قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء فجاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه. وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [البقرة:127].
هذه هي الزيارات الثابتة لإبراهيم عليه السلام من مكة إلى بيت الله الحرام قبل أن يجدد بناءه ويرفع قواعده ومعه ابنه إسماعيل عليه السلام ويجب أن ننبه هنا إلى أننا نرتب الزيارات التي ثبتت بالكتاب أو السنة أو بهما معاً
إبراهيم عليه السلام يرفع القواعد من البيت:

مر بنا أن الله تعالى أمر إبراهيم الخليل عليه السلام ببناء البيت، وتطهيره من الشرك والأوثان وكل عبادة تكون لغير الله أو يكون فيها مع الله شريك. يقول سبحانه: ((وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) [البقرة:125]
ويقول تعالى ((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)) [الحج:26]، ((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)) [الحج:27].
فالآيات الكريمة توضح أن الله جل وعلا قد وكل إلى إبراهيم عليه السلام فيما يتعلق بشأن البيت الحرام أموراً ثلاثة:
الأول: إقامة البيت، فالبيت كما سبق أن بينا كان أثراً من بعد عين. قد هدمته السيول أو الطوفان أو حدثان الزمان، وكان رابية ناهدة على ما حولها فعهد الله تعالى إلى إبراهيم أن يقيمه على قواعده التي هداه الله تعالى إليها، فأقام إبراهيم القواعد من البيت يعينه في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام على ما هو معروف، وما بيناه قبل ذلك.
الثاني: تطهير البيت من الشرك والوثنية ومن كل ما يناقض عقيدة التوحيد أو يعارضها، فلا يكون البيت إلا خالصاً لله سبحانه وقد تكرر الأمر. بتطهير البيت موجهاً إلى إبراهيم عليه السلام وحده مرة، وإلى إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام مرة أخرى.
الثالث: الأذان في الناس بالحج. أي إعلام الناس بأن الله قد فرض عليهم الحج إلى بيته الحرام. وقد ورد أن الله تعالى لما أمر إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن في الناس بالحج، قال إبراهيم وإلى أي مدى يبلغ صوتي، فأوحى الله تعالى إليه، أن عليك الأذان وعلينا البلاغ، فلما أذن إبراهيم عليه السلام = بالحج أوصل الله تعالى صوته إلى كل جنبات الدنيا فلم يبق حي ولا جماد إلا وقد سمع أذان الخليل عليه السلام.
هذه هي المهام الجسام التي وكل الله تعالى إلى الخليل عليه السلام القيام بها بالنسبة إلى بيته الحرام. وقد قام الخليل عليه السلام بما وكله الله إليه وأمره به.
وليس من شك في أن هذه المهام الثلاث هي على أعظم قدر من الأهمية والخطر، ولذا لم يكلها الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام إلا بعد أن اختبره فوجده جديراً بتلك المهام العظام يقول الله تعالى ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124] ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
) [البقرة:125].
  #2  
04-08-2014, 03:14 PM
رد: سلسلة تاريخ الحرمين الشريفين , الجزء الاول

اشكرك

الكلمات الدلالية (Tags)
الاول, الحرمين, الجزء, الشريفين, تاريخ, سلسلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 02:15 PM

Powered by vBulletin
الاختلاف عن البقية معنى الإبداع وصنع الشيء المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل..