مصر والدول العربية فى الميزان بقلم عادل جرحى نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي منذ عام 1948 خاضت مصر أربعة حروب وحرب إستنزاف , أنهكت أقتصادها وتصدع كيانها وثقافتها , قدمت أكثر من 120 ألف شهيد من شبابها , حارب فيها من أصبحوا قيادات مصر بعد ذلك , منهم الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر بالفالوجا ... بعدما كانت القاهرة والأسكندرية أيقونة عواصم العالم , جمالا ونظافة أصبحت الآن مسخا مشوها , إنهارت بنيتها التحتية , وهناك خمسة آلاف قرية مصرية لا تعرف شىء أسمه صرف صحى , ومنهم الكثير لا يصله مياه نظيفة , ومن يصله فقط بالكاد ... أيضا والذى تناساه أو لا يعلمه الكثيرون أنه بعد هزيمة حرب 1967 تحطمت أجمل مدن مصر , مدن قناة السويس , بور سعيد , الإسماعيلية , السويس , ومع بداية حرب الأستنذاف قام الجيش المصرى بتهجير سكان مدن قناة السويس , تم تهجير أربعة ملايين مواطن , أربعة ملايين فقدوا كل شىء ورائهم , لم يكن هناك إيواء عاجل , فوجدوا أنفسهم وسط أبناء الريف المصرى يتجرعون المأساة والأسى والذل , فقدوا أعمالهم ومنازلهم , توزع عليهم الحكومة معلبات , وينامون فى الأحواش بعدما كانوا يسكنون فللا فخمة , أربعة ملايين ذاقوا المرار... كل هذا الصراع لم يكن إلا من أجلالشقيقة فلسطين , وفلسطين فقط لأن أرض مصر لم تكن محتلة , لكن مصر حكومة وشعبا , رفضت القرار المشؤم , قرار التقسيم سنة 1948 وإعلان دولة إسرائيل , من هنا بدأت معاناة مصر , وحتى اليوم والريف المصرى يعانى من التخلف الشديد فى البنية التحتية , لكن لا أحد ينكر المجهود الجبار الذى بذلته الحكومات المتعاقبة للتوازن بين تسليح وإعداد الجيش المصرى بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا تقنية , والمشاريع الضخمة لملاحقة تعداد السكان المتزايد ... على الجانب الآخر , ماذا قدمت أو أضافت الدول العربية الى فلسطين منذ عام 1948 وحتى الآن ؟؟؟ مثلا سوريا الشقيقة ؟؟ أو الجزائر أو السودان أو العراق قبل الأحتلال؟؟؟؟ أما دول الزيت فموضوع آخر هنا بعض نبذات قبل أكتشاف وخروج البترول .. الحجاز .. توفيق جلال , كان رئيس تحرير جريدة الجهاد المصرية , وتوفيق نسيم كان رئيس وزراء مصر , حدثت مجاعة وأمراض أزهقت آلاف من الأرواح بأراضى الحجاز ... كتب توفيق جلال فى صدر صحيفته الى توفيق نسيم رئيس وزراء مصر , كتب يقول , من توفيق الى توفيق , فى أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع وفى مصر نسيم !! أصدر توفيق نسيم أوامره فورا , وعبرت المراكب تحمل آلاف الأطنان من الدقيق والمواد الغذائية , وآلاف من الجنيهات المصرية والتى كانت عملتها أعلى وأقوى من العملة البريطانية , غير الصرة السنوية التى كانت تبعث بها مصر , وكانوا يشكرون مصر كثيرا على ذلك .. الكويت .. كانت مصر تبعث بالعمال والمدرسين والأطباء والموظفين لمساعدة الأخوة بالكويت , بأجور مدفوعة من مصر .. ليبيا .. كانت جزأ من وزارة الشؤن الأجتماعية المصرية .. كل هذا لم يكن منة من مصر , لكن كان دعما وواجبا وطنيا على أشقائها العرب , كان هذا قبل ظهور النفط .. قال الدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء مصر رحمه الله , قال فى كلمته للتاريخ أن مصر كانت فى أشد الحاجة لقرض حوالى500 مليون دولار فطلب من دولا عربية نفطية وكانت الفائدة 16% رفضها وذهب الى اليابان , فقدمت نصفها بفائدة 2.5% والنصف الآخر 0%.. مذكرات الثورى العظيم , أحمد بن بلة وقيادات الثورة الجزائرية تشهد , وهم يقولون , مهما قدمنا وقدمت الجزائر لمصر جمال عبد الناصر, فلن نوفى حق مصر علينا وما قدمته لنا... كذلك ما قدمته مصر جمال عبد الناصر لثورة الفاتح من سبتمبر الليبية...التضحيات الكبيرة والعظيمة والتى لا ينكرها أبدا الشعب اليمنى لما قدمته مصر لليمن وحتى أشرف أقتصاد مصر على الأنهيار (أما الذين تعاونوا على خروج مصر من اليمن ومحاولة إجهاض ثورتها , فهوالتعاون الوثيق بين المخابرات السعودية والأردنية والإسرائيلية والبريطانية وقد نشر فى مجلة النيوزويك الأمريكية فى السبعينيات) بعد الحرب العالمية الثانية تقدمت أمريكا بمشروع مارشال لبناء أوروبا خاصة ألمانيا وبريطانيا وبولاندا واليابان ,ضخت مآت البليونات وخلال سبع سنوات قامت أوروبا واليابان ... هل كان هناك مشروع مارشال العربى لبناء وتسليح الجيش السورى والمصرى وأعادة بناء مدن قناة السويس وتعويض شعبها , خاصة بعدما أرتفعت أسعار النفط بأرقام خيالية , نتيجة حروب مصر من أجل فلسطين ؟؟؟ هل تبنت دول النفط قرى مصر لبناء البنية التحتية فقط , فقط الصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء ؟؟؟ ... المعونة الأمريكية التى تقدمها أمريكا لمصر , لا تقدم ولا تؤخر , ولمن لا يعلم , كانت 1800 مليون دولار منها 1300 مليون للجيش المصرى و500 مليون معونات أقتصادية , 1300 مليون دولار تقلصت فيما بعد , يقدمون المعونة باليمين ويشفطونها باليسار !! أما المعونة الأقتصادية أصبحت لا قيمة لها , 500 مليون دولار سنويا , لاحظ سنويا ..... 575 مليون دولا يوميا , لاحظ يوميا , تحصل عليها السعودية مقابل 9 مليون برميل يوميا وربنا يزيدهم أكثر وأكثر , بمعنى أن ما تحصل عليه السعودية كل طلعة شمس أكثر مما تحصل عليه مصرسنويا كمعونة أقتصادية , وطبيعى هى تعود من أموال النفط إذا صح التعبير!!؟؟ لذلك قطع المعونة الأمريكية لا قيمة لها الآن , وقد أعلنت مصر ذلك عدة مرات ... لكن أين مشروع مارشال العربى ؟؟؟ أين أستثمارات دول النفط فى مصر أو سوريا أو السودان والجزائر على مستوى الدول وليس الأستثمار الفردى؟؟؟ إستثمارتهم فقط فى الشارع وعلى الفضائيات , كيف يبيع المواطن لباسه ويجمع تحويشة عمره حتى يذهب الى الحج أو العمرة , حتى لو كان غير قادر ولا يستطيع , لكن خوفا من دخول جهنم !!! هذه هى إستثمارتهم والتى نجحت نجاحا كبيرا , فهى تضخ عليهم المليارات فلا خوف بعد جفاف النفط !! فكانت إستثمارات ناجحة!! رغم تضخم خزائنهم بمآت البليونات تستثمر معظمها فى خزائن الغرب وما خفى كان أعظم ... ولتحترق مصر وشعب مصر .... إن مصر فى الميزان لا يزايد عليها أحد , وما قدمته ولا تزال واجب قومى ووطنى عليها لا تتنصل منه أبدا مهما حدث لأنها لا زالت كبيرة وعظيمة هناك كتاب وما أكثرهم وكذلك معلقون , وكأنهم خرجوا توا من جبال تورا بورا يحلمون داخل دائرة , لا يستطيعون أبدا التمدد خارجها , لأن عقولهم وأفكارهم محدودة ومحصورة , فهم لازالوا يعتقدون أن وسيلة المواصلات هى الحمار , وأسرعها الأبل الشعب المصرى شعب صابر , صبر أيوب , يعترض ويتظاهر ويغضب ويطلق الحمم أحيانا , لكن حينما يثور , يجانبه الجيش والأمن فورا , فلا حيلة لديهم غير ذلك , كما أنهم أبنائه أيضا .. ما لا يعلمه الكتاب والقراء من الدول العربية أن الشعب المصرى لا يلتفت لمحاولات التقليب من الخارج , هو فقط يتعاطف مع القضايا التى تهمه , بمعنى أنه لا يقبل من أحد خارج مصر القفز على قياداته من فوق أكتافه !! وهذا ما أعتقده يوما , معمر القذافى , وجد الشعب المصرى يسب وينكت على الرئيس السادات , فأخذ القذافى مخاطبة الشعب المصرى , معتقدا أن الشعب المصرى سوف يحالفه , فتحولت الى كارثة فوق رأسه ولم يكررها أبدا حتى اليوم هناك 500 صحيفة مصرية ومآت ألكترونية تسب وتلعن الرئيس مبارك يوميا بأبشع الألفاظ , وتقوم مظاهرات حاشدة ضده , رغم أن هذا لا يمكن أن يحدث فى أى دولة عربية أخرى , حدث مرة فى سوريا , فأطلق حافظ الأسد الجيش ليحصد عشرون ألف قتيل , رغم كل ذلك تجد المواطن المصرى يسب ويلعن سلسفين الرئيس مبارك, لكنه لايقبل أبدا تحت أى مسمى أوحدث , لا يقبل أن يهان رئيسه أو قياداته خارج حدود مصر , وكأن الرئيس هو ملك وحق للشعب المصرى فقط يفعل معه ماشاء ولا يقبل المساس به خارج حدوده , بإستثناء جماعة محدودة فقط , وقفت ضد كل قيادتها منذ نشأتها وحتى اليوم , وقفت ضدها من الداخل ومع الخارج ياسر عرفات ومنظمة فتح هى أنتاج وإخراج مصرى , وحماس وقيادتها تعلم علم اليقين كيف تقف مصر الى جانبها عمليا !! وليس صوتيا , فالغرب وأمريكا وروسيا وكل العالم اليوم يعرف أن العرب ظواهر صوتية فقط على الصحف وفى الشارع !! ... إسرائيل أتهمت مصر أن هناك تسعين نفقا تم منها تهريب الأسلحة الى حماس !! فقال لهم الرئيس مبارك علنا منذ أكثر من عام , إذا كان النفق له فتحتان , فسدوا النهاية من عندكم , أى من غزة المحتلة رغم أن مصر لا تقبل حكم دينى أو تقبل خلط الدين بالسياسة لأسباب عديدة , إلا أنها تجد فى حماس ظاهرة صحية أستراتيجيا كذلك لأمنها القومى , هذا عكس ما يعتقده الكثير من الكتاب والقراء , والعالمين بالأمور من الجماعات الأسلامية , والمحاكم الأسلامية بالصومال يعرفون ماذا تقدم مصر لهم , وقرصنة خطف السفن المصرية ومظاهر دفع الفدية بعد تفريغ السفينة , ليس مسرحية !! الموضوع هو توزيع الأدوار فى صمت !! فهناك قواعد إسرائيلية فى أثيوبيا بها صواريخ موجهة الى مصر !! كذلك يحاولون بناء سدود , لها تأثير خطير على أمن مصر .. لذلك تلاحظون أن كل قيادات حماس وعلى رأسهم خالد مشعل وكل رجال مقاومة حماس , على الصحف وكل الفضائيات لا يسبون مصر أو يهينون مصر بكلمة واحدة , وإذا حدث فهو توزيع أدوار (اشتمنى وسبنى أمامهم علنا) الدكتور عبد القادر حاتم قبل حرب 1973 , كان وزير للأعلام , قام بتأسيس لجنة تكتب وتنشر فى ربوع مصر , تنشر الأشاعات والنكات والسب فى الرئيس أنور السادات وحتى يظهر أنه خيال مآتة جبان ولن يحارب أبدا !!! هكذا تتحمل مصر لأن تحركاتها متشعبة فى مناطق عديدة وتظهر بما ليس فى باطنها , وهذا يحتاج لمشقة ومعاناة ومجهود جبار , لا يمكن أن يفهمه ويعيه كتاب وقراء تورا بورا !!! مصر تعلم علم اليقين أن إسرائيل سوف تقف على سطح الأمم المتحدة بنيويورك وتتبول عليها بمن فيها إذا صح التعبير , هكذا فعلت منذ ستون عاما بكل قرارات الأمم المنفصلة وليست المتحدة , وكل شىء بالفلوس !! لكن مصر تلعب دورها , وهى تلعب على كل الحبال فوق الأرض وتحتها , تلعب الثلاث ورقات حينما يقتضى الأمر وتلعب بالبيضة والحجر أيضا , هناك مؤسسة حاكمة مكونة من لجان كثيرة ومتشعبة هى التى تحكم مصر وتحرك حسنى مبارك وليس هو الذى يحركها كما يعتقد كتاب وقراء تورا بورا , ومصر تعلم أن حماس منتخبة أنتخابات شرعية وشفافة ونظيفة , شهد عليها ولها كل المراقبون الدوليون وهى الحكومة الشرعية , لكن حينما يتكلم الرئيس أو أعضاء الحكومة بشكل آخر , فما هى إلا مسرحيات وتناوب أدوار يعلمها إسماعيل هنية وخالد مشعل !! الأخوان المسلمين جماعة محظورة سياسيا , قانونيا ودستوريا , كيف إذا دخل منهم تقريبا ربع البرلمان المصرى 87 نائب من مجموع 444 , ولم يكن يتوقع أحد أن واحدا منهم قد يدخل مجلس الشعب وبالقانون وليس بالقهر أو التزوير؟هل هى ألعاب سحرية ؟ حركت إسرائيل إعلامها الضخم الذى لا تدفع فيه شيئا , حركته فى العالم كله وخاصة الإعلام العربى وكتاب وفضائيات تورا بورا أن مصر الجبانة لا تريد فتح معبر رفح على مصراعية!! وهى تخطط لذلك منذ ثلاث سنوات من الحصار لتحطيم معنويات أهل غزة وتحويل حياتهم الى جحيم وإجبارهم على الرحيل , ومصر تعلم تماما أهداف إسرائيل من ذلك وهو إخلاء غزة من سكانها ومحاصرة رجال المقاومة , فأفسدت مصر خطتها بقلب بارد , كذلك تعمل إسرائيل منذ خمس سنوات وبكل الوسائل والضغوط تعمل على وصول الأخوان المسلمين الى الحكم , وبالتالى سوف يقوم الأخوان بإلغاء معاهدة السلام فتتحرك أمريكا فورا تتقدمها إسرائيل لإحتلال سيناء المسطحة , لتبنى أمريكا قواعدها وتحمى الحليف الإسرائيلى من العرب وإيران والعالم الأسلامى!! سوف يتعجب الكثيرون أشد العجب حينما تهدأ الأمور ويعود قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية , دولة فلسطين المستقلة بإذن وعون الله , سوف يتعجبون حينما يسمعون من قيادات حماس ماذا قدمت وفعلت مصر لحماس وفلسطين , ولقد زادت أنتفاضات شعوب العالم زادت تأكيدا أن حماس هى الحكومة الشرعية المنتخبة بأغلبية الشعب الفسطينى وأنا أثق أن حكومة حماس حكومة ديمقراطية تؤمن بقيادة المرأة وتناوب السلطة بأنتخابات حرة مباشرة , كما جائت هى , ولا تؤمن بالخلافة الأسلامية كما يتصور كتاب وقراء تورا بورا هذا ما قدمته مصر من تضحيات ومعاناة من أجل فلسطين الشقيقة , و الدول العربية , قبل الثورة وبعدها وقبل النفط وبعده , ولا أدرى ماذا قدمت الدول العربية لمصر وفلسطين ؟؟؟ يوم تعود فلسطين حرة , الفلسطينيون وحدهم , سوف يسجلون كلمتهم للتاريخ , ماذا قدمت مصر لفلسطين وماذا قدمت الدول العربية نحن فى أشد الحاجة أكثر من أى وقت مضى , فى أشد الحاجة لأقامة علاقات أستراتيجية قوية ومحورية بين الشقيقة سوريا وهى الأساس كذلك مع إيران فالعمق الأستراتيجى والأمن القومى أهم من تصنيف الدول , كذلك نحن فى أمس الحاجة لأتحاد عربى , خاصة بين مصر والسودان وسوريا والجزائر, ولينضم أليهم بعد ذلك من يرغب من الدول العربية ... الى لقاء بإذن الله
موضوع كبير مش صغير تسلم ياضى على طرح الموضوع بس انا لسة مش كلمتة على العموم هرجعلة تانى تسلم ايديك ياعسل منتظر جديدك