(الفيل ) الفيل من الثديّيات الذكيّة التي نالت إعجاب البشر وأثارت دهشتهم؛ وذلك لحجمها الضّخم، وآذانها الكبيرة التي ترفرف لتبريد الجسم في الأيّام الحارّة، وأنفها الطّويل المَرِن. تكيّفت الفِيَلة للعيش في البيئات الحارّة؛ فجلدها سميك مجعّد وفضفاض، ممّا يُبطِئ تبخّر الرّطوبة من أجسامها؛ لتحافظ على البرودة لأطول فترةٍ ممكنة، وبالرّغم من سُمْكه إلّا أنّه حسّاس لحروق الشّمس واللّمس؛ لذلك كثيراً ما ترشّ الفِيَلة نفسها بالماء، أو تتدحرج في الطّين؛ لحماية جلدها من أشعّة الشّمس، ولدغات الحشرات. تُولد الفِيَلة بأنياب لبنيّة، وتسقط عندما يبلغ عُمر الصّغير عاماً، ثمّ تُستبدَل بعد ذلك، وتحلّ محلّها الأنياب الدّائمة المُكوّنة من العاج، الذي يستمرّ بالنموّ طوال حياة الفيل، ويستخدم الفيل هذه الأنياب للدّفاع، ورفع الأشياء، والحفر بحثاً عن الماء والغذاء. أمّا خرطوم الفيل فهو عبارة عن أنف الفيل وشفته العُليا، ولا يحتوي عظاماً أو غضاريفَ، ولكنّه يحتوي 150.000 حزمةٍ عضليّةٍ، و8 عضلاتٍ رئيسيّةٍ على جانبي الخرطوم، ويستخدم الفيل خرطومه كما يستخدم الإنسان يديه؛ فهو يستخدمه للسّحب، والدّفع، واللّمس، وحمل الأشياء ورميها، فهو يتميّز بالقوّة التي تُمكّنه من اقتلاع شجرةٍ، وبالرّشاقة التي تُمكّنه من التقاط قشّة، كما يستخدمه للشُّرب، لكنّه في النّهاية يظلّ أنفاً يُستخدَم للتنفُّس؛ ففي نهايته توجد فتحتَا الأنف . (أنواع الفِيَلة ) يوجد نوعان من الفِيَلة: الفِيَلة الآسيويّة التي تعيش في نيبال، والهند، وأجزاء من جنوب شرق آسيا، والفِيَلة الإفريقيّة التي يعيش بعضها في شرق أفريقيا، ووسطها، وجنوبها، وتعيش الصّغيرة منها في حوض الكونغو، وغرب أفريقيا. (صوت الفيل ) توجد لصوت الفيل في اللّغة العربية عدّة أسماء، وهي: الصَّئِيّ، والهَمْهَمة، والنَّهيم، والنَّحيم، والنَّئيم. تصدر الفِيَلة العديد من الأصوات للتّواصل فيما بينها، ونقل المعلومات؛ حيث تمكّن فريق ناشيونال جيوغرافيك من تكوين قاعدة بياناتٍ صوتيّةٍ تضمّ آلاف الأصوات، التي يمكن تفسيرها حسب السّياق السلوكيّ للفِيَلة أثناء إصدار هذه الأصوات. كلّ صوتٍ يُصدره الفيل له معنىً مختلف، ويمكن تقسيم الأصوات التي يُطلقها إلى قسمين: أصوات صادرة عن الحنجرة، وأخرى ناتجة عن اندفاع الهواء في الخرطوم، وتتراوح أصوات حنجرة الفيل ما بين القعقة، والهدير، والنّخير، والبُكاء، والنُّباح، أمّا الأصوات التي تصدر من الخرطوم فقد تكون مثل: صوت البوق، أو الشّخير، ويمكن الاستماع إلى هذه الأصوات عن طريق موقع ناشيونال جيوغرافيك. أظهرت الاكتشافات الحديثة أنَّ الفِيَلة قادرة على التّواصل فيما بينها عبر المسافات البعيدة؛ وذلك بإصدار همهمات تحت صوتيّة ذات تردّد منخفض، حيث تنتقل الهمهمات في الأرض أسرع ممّا ينتقل الصوت في الهواء، وتتلقّى الفِيَلة الأخرى هذه الهمهمات عن طريق بشرة الأقدام والخرطوم الحسّاسة (البنية الاجتماعيّة ) تعيش الفِيَلة ضمن قطيع يتكوّن من الإناث التي تربطها علاقة قرابة، وصغار الفِيَلة، وتقود القطيعَ كُبرى الإناث، وتُسمّى الأمّ الحاكمة، ويتكوّن القطيع من 8-100 فردٍ؛ ويعتمد ذلك على حجم الأسرة، وتضاريس المنطقة، وتظلّ الذّكور ضمن القطيع حتّى تصل فترةَ البلوغ؛ أي ما بين 12-15عاماً، تبدأ بعدها بالتجوّل مُنفردةً أحياناً، أو ضمن مجموعاتٍ صغيرةٍ يحكمها الذّكر المُسيطر، وهو عادةً أكبر الذكور، وقد تظلّ الذكور على مشارف قطيع الإناث، دون أن يُسمح لها بالانضمام إليه. تدخل ذكور الفيلة مرحلة الاستعداد للتّزاوج مرّةً واحدةً كلّ عام، وتتميّز هذه المرحلة بارتفاع مستوى هرمون التّستوستيرون، وزيادة العدوانيّة، أمّا الإناث فتتزاوج مرّةً واحدةً كلّ ثلاثة أعوام أو أكثر، وهي الفترة التي تحتاجها الأنثى للحمل، وإرضاع الصّغير. تُعلن الأنثى عن استعدادها للتّزاوج عن طريق إطلاق مادّة كيميائيّة في البول والإفرازات المهبليّة، تُسمّى الفرمون، ويحدث أحياناً أن يكون هناك أكثر من فيل واحد يمرّ بفترة التهيُّج الجنسيّ في الوقت ذاته، فيبدأ التّنافس والصّراع للفوز بالأنثى، وبعد التّزاوج يحمي الذّكر الأنثى من الذّكور الأخرى مدّة يومين. تبلغ مدّة الحمل عند الفِيَلة 22 شهراً، تلد بعدها صغيراً واحداً ـ ولادة التّوائم نادرةـ يزن ما بين 200-250 رطلاً، ويحظى الصّغير بعناية الأمّ وباقي الإناث في القطيع؛ بفضل الرّوابط العميقة التي تربط بين أفراده. تتميّز الفِيَلة بذكاء وذاكرة قويّين، ولهذا تعتمد الأمّ الحاكمة على قوّة ذاكرتها لتوجيه القطيع نحو مصادر المياه التي قد تبعد عنها عشرات الكيلومترات أثناء مواسم الجفاف (معلومات عامّة عن الفيل ) فيما يأتي عدّة معلوماتٍ عن الفيلة، وأهمّ خصائصها: من أعداء الفيل: الضّباع، والتّماسيح، والأسود، والفهود التي قد تهاجم صغار الفِيَلة، وتتمكّن الفِيَلة من حماية صغارها بتكوين حلقةٍ حولها، ومواجهة الحيوانات المفترسة. غذاء الفيل هو: الأعشاب، وأوراق الشجر، والخيزران، واللحاء، والجذور، وبعض المحاصيل الزراعيّة، مثل، قصب السكّر، والموز. ويتناول الفيل البالغ ما بين 300-400 باوند من الطّعام يوميّا؛ أي ما يعادل 136-181كغم. حاسّة البصر عند الفِيَلة ضعيفة، كما أنّها لا تستطيع إدارة رأسها؛ لذلك فهي ترى الأشياء التي تكون أمامها وعلى جانبيها فقط، وهي مصابة بعمى الألوان، لكنّها تتمتّع بحاسّة سمعٍ قويّةٍ، فهي تلتقط الأصوات من مسافة تُقدَّر بـ3كم. للفيل حاسّة شمّ قويّة؛ إذ يمكنه شمّ الأغذية التي قد تكون على بُعد 1.5كم. الفيل لا يستطيع القفز؛ بسبب وزنه الكبير، وضعف عضلات سيقانه، وعدم مرونة كواحله. يُسمّى صغير الفيل دَغْفَل. الفيل الإفريقيّ هو أضخم الحيوانات البريّة، ويتراوح وزنه بين 2.5 -7 أطنانٍ، أمّا ارتفاعه فيتراوح بين 8.2-13 قدماً. الفِيَلة مُعرّضة باستمرار للصّيد الجائر؛ للحصول على العاج. استُخدِمت الفِيَلة قديماً في الحروب، والنّقل، وكذلك في عروض السّيرك. خلافاً للاعتقاد السّائد، فإنَّ الفِيَلة لا تتّخذ مقابر لموتاها، لكنّها تُظهِر بعض التصرّفات التي لم يجد لها العلماء تفسيراً، مثل: حملها جثث الفِيَلة الميتة من القطيع وعظامها لساعات. الفِيَلة قادرة على إظهار مشاعر الحزن، والفرح، والغضب. الفِيَلة هي الكائنات الوحيدة الباقية من رتبة الخرطوميّات؛ بعد انقراض الماموث، والماستودون. سرعة الفِيَلة تتراوح بين 5 - 10 كيلومترات/ساعة، وقد تبلغ سرعتها عند الغضب 40 كيلومتراً/ساعة، ولكن لمسافة قصيرة. ----------------------------