محمد جرامون: عمر سليمان موحد الثوار

محمد جرامون: عمر سليمان موحد الثوار




محمد جرامون.. أدعو القوى الوطنية أن تشعربمسؤليتها وتستعيد وحدتها لأن اللحظة الفارقة التى نعيشها من الأصعب في تاريخ الوطن






لا شك أن عمر سليمان رجل مبارك أولا وخازن أسراره يستحق التحية لنجاحه فى أن يبث الروح فى الثورة من جديد، وأن يُعيد وحدة الصف لغالبية الفصائل السياسيه التى شاركت فى الثورة المصرية، ولا ينسى أحد أن وحدة الهدف والكلمه أثناء قيام الثورة كان أحد أهم أسباب نجاحها فى خلع مبارك.

ولكن عندما بدأ الجميع يبحث عن أطماعه الشخصية وجنى ثمار الثوره قبل أن تُكتمل فشل الجميع حتى أحزاب وجماعات الإسلام السياسى ومنهم حزبا الحرية والعدالة والنور رغم حصولهم على الأغلبية فى البرلمان، وقولهم إن الشرعية الوحيدة هى شرعيه البرلمان، إلا أنهم وجدوا أنفسهم يتحدثون ويناقشون ويصدرون القوانين داخل البرلمان دون أن يتم تنفيذ أى شىء على أرض الواقع مما أفقدهم الكثير من شعبيتهم فى الشارع الذى انتظر منهم الكثير.

الأمرالذى جعلهم يدركون أن شرعية الشارع والميادين هى مكمله لشرعيه البرلمان ولا غنى عنها، وأنه لا سبيل لتحقيق مطالب الثورة إلا بتوحد جميع القوى السياسية سواء أغلبية أو أقلية وأن سياسة الاستحواذ وإقصاء الأقلية والذى ظهر جليا فى تشكيل اللجنه التأسيسيه للدستور قبل حكم محكمة القضاء الإدارى أثبت فشله.

وإننى هنا أدعو كل القوى الوطنية بأن تشعربمسؤليتها وأن تستعيد وحدتها، لأن اللحظة الفارقة التى نعيشها الآن من أصعب اللحظات فى تاريخ الوطن، فها هو رجل مبارك الأول بدلاً من أن يُقدم للمحاكمة لمشاركته المخلوع فى نهب ثروات مصر وإضعاف دورها وقوتها والذى كان من صميم عمله أن يُقدم لمبارك تقرير يومى عن أحوال الشعب الذى عاش الفقر والحرمان والجوع والمرض والظلم والتزوير طوال عمله كرئيس لجهازالمخابرات فهل كان يقد م تقاريرعكس الواقع الذى يعانيه الشعب؟

وكذلك فشله فى كل الملفات التى أُسندت إليه سواء الملف السودانى فتم تقسيم السودان وملف مياة النيل مع دول حوض النيل، وها هم يهددون مصر بتقليص حصتنا فى المياه، وترك إسرائيل تعبث بالمنطقة الإفريقية والملف الفلسطينى حيث شارك فى تجويع أهالينا فى غزة، وقفل المعبر فى وجههم والفشل فى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وهذه كلها قضايا تهدد الأمن القومى لمصر وتصب فى صالح الكيان الصهيونى.

ولا يخفى على أحد أنه كان مهندس صفقه دعم المواطن الإسرائيلى بالغاز المصرى، ورغم كل ذلك نجده بكل بجاحة وفجور يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية ولا أدرى كيف صور له خياله المريض أن يكون رجل مبارك الأول وشريك سياساته رئيساً لمصر بعد الثورةالتى قامت للقضاء على هذا النظام الفاسد والذى كان سليمان أحد أهم أركانه.

ولا أجد من الكلمات إلا أن أقول له إل إختشوا ماتوا يا سليمان، وما كان لسليمان أن يتخذ هذا القرار لو أن مرشحى الرئاسة وضعوا مصلحة الوطن فوق طموحاتهم الخاصة وتوحدوا فى فريق رئاسى يُعبر عن الثوره ويكون قادراً على تحقيق أهدافها وحتى لا تُترك الفرصه لأمثال سليمان وشفيق لمجرد الحلم بهذا المنصب وحتى نثبت للجميع أن الثوره مازالت قائمه وقادره على القضاء على كل أركان نظام مبارك الفاسد.

الشروق​

​