جيل لن يتكرر

الموضوع في 'منتدى ايجى نت الاسلامى' بواسطة ayalove, بتاريخ ‏17 يونيو 2010.

  1. ayalove

    ayalove Member

    جيل لن يتكرر



    أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن

    الخطاب رضي الله عنه وكان في

    المجلس وهما يقودان رجلاً من

    البادية فأوقفوه أمامه


    ‏قال عمر: ما هذا


    ‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا

    قتل أبانا


    ‏قال: أقتلت أباهم ؟


    ‏قال: نعم قتلته !


    ‏قال : كيف قتلتَه ؟

    ‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته

    ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً

    ، وقع على رأسه فمات...


    ‏قال عمر : القصاص .....

    ‏الإعدام

    .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا

    يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن

    أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة

    شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

    ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا

    يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا

    ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا

    يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،

    ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص

    منه ..

    ‏قال الرجل : يا أمير

    المؤمنين : أسألك بالذي قامت به

    السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة

    ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في

    البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك

    ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،

    والله ليس لهم عائل إلا الله ثم

    أنا


    قال عمر : من يكفلك

    أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود

    إليَّ؟


    ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا

    يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا

    داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،

    فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست

    على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،

    ولا على ناقة ، إنها كفالة على

    الرقبة أن تُقطع بالسيف ..



    ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع

    الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن

    أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت

    الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه

    ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل

    هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً

    هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،

    فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،

    ونكّس عمر

    ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين :

    أتعفوان عنه ؟

    ‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد

    أن يُقتل يا أمير المؤمنين..


    ‏قال عمر : من يكفل هذا أيها

    الناس ؟!!


    ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

    وزهده ، وصدقه ،وقال:

    ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله


    ‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو

    كان قاتلا!


    ‏قال: أتعرفه ؟


    ‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله

    ؟


    ‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،

    فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن

    شاء‏الله


    ‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه

    لو تأخر بعد ثلاث أني

    تاركك!

    ‏قال: الله المستعان يا أمير

    المؤمنين ...


    ‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث

    ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع

    ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم

    بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه

    قتل ....


    ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر

    الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،

    وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :

    الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،

    واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر

    ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين

    الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير

    المؤمنين!


    ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،

    وكأنها تمر سريعة على غير عادتها

    ، وسكت‏الصحابة واجمين ،

    عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا

    الله.

    ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر

    ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

    ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،

    لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب

    بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في

    الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا

    تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس

    دون أناس ، وفي مكان دون مكان...


    ‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا

    بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر

    المسلمون‏معه


    ‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو

    بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما

    عرفنا مكانك !!


    ‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله

    ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

    الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا

    يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي

    كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في

    البادية ،وجئتُ لأُقتل..

    وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء

    بالعهد من الناس


    فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا

    ضمنته؟؟؟

    فقال أبو ذر :

    خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من

    الناس

    ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا

    تريان؟

    ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه

    يا أمير المؤمنين لصدقه..

    وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب

    العفو من الناس !

    ‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه

    تسيل على لحيته .....


    ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان

    على عفوكما ،

    وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

    ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته

    ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل

    ‏لصدقك ووفائك ...

    ‏وجزاك الله خيراً يا أمير

    المؤمنين لعدلك و رحمتك....

    ‏قال أحد المحدثين :

    والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت

    سعادة الإيمان ‏والإسلام

    فى اكفان عمر
     
  2. coty

    coty Member

    جميل اوى يا أية
    بس فين كل ده دلوقتى
    تسلمى ياقمر
    40ايجى540ايجى540ايجى5
     
  3. ayalove

    ayalove Member

    تسلمى ياقمر على ردك الجميل
    نورتى صفحتى بمرورك العطر
    مفيش حاجة زى دى دلوقتى 40ايجى5
     
  4. MohameD

    MohameD .:: C.E.O ::. طاقم الإدارة

    الله الله الله

    الاول خاف ان العهد يروح بين الناس
    والتانى خاف ان مش يكون فى خير للناس
    والثالثة ان مفيش حد بيعفو

    الله اكبر

    فعلا والله جيل لن يتكرر
    للاسف لن يتكرر
     
  5. TaReK

    TaReK Member

    رواية اكتر من رائعة بس دلوقتي لو عمل كدة القاضي تاني يوم هيكون متقاعد 40ايجى5 الف شكر على الطرح مميز
     
  6. ضى القمر

    ضى القمر Active Member

    فعلا ياغاليتى هذا الجيل لن يتكر
    ولكن مانتمناة انة يكون واحد على عشر
    من الاجيال القادمة تكون على مرتبة واحدة
    جزاكى الله كل خير
     
  7. ayalove

    ayalove Member

    محمد $طارق
    ميرسى على المرور
    والتعليق الرائع
    نورتوا صفحتى
    40ايجى5
     
  8. ayalove

    ayalove Member

    تسلمى ياقمر على المرور
    نورتى صفحتى بمرورك العطر
    40ايجى5
     
  9. مش فاهمه جزء معين
    يعنى لو الراجل ده مش رجع كان سيدنا عمر قتل الرجل اللى كفله؟
    المهم الحمدلله ان القصه انتهت نهايه سعيده
    مع انها مؤثره بردو
    يسلمو ايديكى ايه
     
  10. رد: جيل لن يتكرر

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
    واصل // وفقك الله و آعانك
     
  11. FirstMan

    FirstMan Active Member

    رد: جيل لن يتكرر

    جزاكي الله كل الخير
     
  12. رد: جيل لن يتكرر

    والله وأنا بقرأ القصة جسمى أشعر من شدة القصة

    رائع جدا
     
  13. رد: جيل لن يتكرر

    اكيد جيل لن يتكرر

    بل هو عصر لن يحدث في تاريخ البشرية

    بل هي ايام خيرة لن تاتي ولن تعود

    بل هم اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
    من عايشوه وعايشوا الاسلام في تكوينه

    فكيف لا يصبحون كذلك !!!؟؟؟

    كيف لا يكون عمر هو الفاروق كيف ؟؟

    والله قرات هذه القصة وهي في غاية الروعة ودرس لنا جميعا

    نحن لا نريد ان نكون مثلهم لان الامر مستحيل

    لكن نريد ان يكون فينا ايمان ولو جزء من ايمانهم
     
الوسوم: