هذه رسالة من طيار مقاتل مصري لاهله قبل استشهاده والدي الحبيب والدتي الحبيبة: اكتب إليكم خطابي هذا و أنا في منتهى السعادة التي لا تتصورها و منتهى الشجاعة, و أنا اكتب إليكم خطابي هذا بعد نزول من طلعة عمليات تمت بنجاح و سبقها طلعات كثيرة تمت بالنسبة لي بنجاح و توفيق لا أتصوره أبدا. اكتب إليكم خطابي هذا و من عشر دقائق شكرني السيد وزير الحربية أنا و بعض إخواني على الانتصارات الساحقة التي قمنا بها على العدو و أنا مش عايز منكم لا حزن و لا دموع أنا ليس ابنكم وحدكم و لكن ابن مصر التي بإذن الله سترفع رأسها عاليا و ستحرر أرضنا و نحن نقسم على ذلك, لن ننام و نسهر دائما على حمايتها أرجوكم رجاء خاص لا تحزنوا بل افخروا بي في كل مكان فهذا شرف لنا جميعا و لا تخشوا علي و اعلموا أني راضي اشد الرضا و سعيد جدا جدا, فيجب أن لا تقلوا حماسه عني بل تزيدون و تعلموا أنني هنا لا يوجد أمامي و يملئ فكري سوى مصر الحبيبة, أراكم حولي في كل مكان دعائكم لي و اكرر لا تحزنوا بل كونوا في منتهى السعادة إذا كنت لي معزة عندكم. رجاء يا والدي الحبيب نقل رتبي على البدله الشتوي و شراء نوط العبور و وضعه على الجانب الأيمن في البدله, و يوجد أيضا 2 شعار مكتوب عليه رقم 2 كتجري لونه ازرق فاتح و هذا يوضع تحت الوينج على الجانب الأيسر, و كذلك نوط إصابه احمر لان طائرتي قد أصيبت في معركة ما في الجناح و نزلت بها سالما و الحمد لله طبعا أنا لم يحدث لي شيء عندما أعود أضع هذا كله على البدله لان هذا يمثل شرف كبير بالنسبة لي و يجب أن تفخروا بذلك, و أيضا نجمتين حتى عودتي بإذن الله إذا أخذت نقيب سأعلقهم بيدي. دعائكم لي و اكرر عدم الحزن بل الفرحة و إلى اللقاء ابنكم عادل اكتب خطابي هذا في جلسة سريعة مع عم شحات في ظلام تام رجاء عدم السفر في أي مكان إلا إذا قلت لكم. سلامي للجميع 08/10/1973 هذا الطيار المقاتل البطل استشهد في يوم 20/10/1973 خلال العمليات الحربية على الجبهة المصرية, و مرفق صورة من الخطاب الذي أرسله لأهله قبل استشهاده.