إحالة شفيق وعلاء وجمال مبارك لـ «الجنايات» بتهمة الاستيلاء على المال العام

مرشح الرئاسة السابق لـ «الشرق الأوسط»: هذا قرار ليس غريبا.. وكنت أتوقعه
​

القاهرة: سها الشرقاوي ومحمد أحمد
أحالت السلطات القضائية في مصر الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق المرشح الرئاسي الخاسر، مع كل من علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس السابق حسني مبارك، و4 لواءات متقاعدين بالقوات المسلحة، إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامهم بالتربح وتسهيل الاستيلاء على المال العام المرتبط بالتزوير في محرر رسمي، والإضرار العمدي بالمال العام، في تهم بتخصيص قطع من الأراضي المميزة بأثمان بخسة لنجلي مبارك.
ويتواجد شفيق في دبي بدولة الإمارات، منذ خسارته الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) الماضي أمام الرئيس الحالي محمد مرسي، لكن النائب العام المصري، أمر بوضعه على قوائم الإنتربول الدولي، لإحضاره وتقديمه للمحاكمة، كما قام بمخاطبة الهيئة الدبلوماسية المصرية في الإمارات لتسليمه، نظرا لعدم وجود اتفاقية بين مصر والإمارات لتسليم المتهمين.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قال الفريق شفيق تعقيبا على تحويله للجنايات: «هذا القرار ليس بغريب.. وكنت أتوقعه»، مضيفا: «سأنتظر الطلب الرسمي لاستدعائي لكي أتخذ الإجراءات القانونية».
وتابع شفيق «ما يدور الآن على أرض مصر هو حاله مأساوية نجدها في كل موضوعاتنا.. تناول الأمور بهذه الروح يعد مأساة حقيقية نعيش فيها، المقصود منها تصفية المحترمين».
وتتضمن قائمة المتهمين إلى جانب شفيق ونجلي مبارك اللواء طيار متقاعد نبيل فريد شكري (رئيس جمعية الضباط الطيارين سابقا) واللواء طيار متقاعد محمد رضا عبد الحميد صقر، واللواء متقاعد محمد رؤوف حلمي، واللواء متقاعد محمد كمال فخر الإسلام الصاوي (أعضاء مجلس إدارة الجمعية).
وأمر قاضي التحقيق المستشار أسامة الصعيدي بضبط وإحضار شفيق وحبسه احتياطيا على ذمة التهم الواردة في القضية المتعلقة بتسهيل استيلاء علاء وجمال مبارك على مساحة 40 ألف متر من أراضي منطقة البحيرات المرة بمحافظة الإسماعيلية والمخصصة لجمعية الضباط الطيارين.
وكان قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل قد انتهى من إعداد ملف القضية الذي احتوى على أكثر من 4 آلاف ورقة من بينها تقارير لجان خبراء وزارة العدل وإدارة الكسب غير المشروع والأموال العامة والشهر العقاري وتحريات الرقابة الإدارية.
وكشفت التحقيقات من خلال لجان الفحص الفنية المختصة أن شفيق كان عضوا بلجنة (كبريت) المختصة بالإشراف على توزيع أرض الجمعية التعاونية لإسكان الضباط الطيارين بمنطقة البحيرات المرة بالإسماعيلية، وهي اللجنة المختصة بوضع أسس التخصيص وتحديد المساحات المسموح بها لكل عضو، والأسعار، حيث إنه عضو بهذه اللجنة منذ عام 1988 وحتى اليوم، وأصبح رئيسا لتلك الجمعية عام 1995.
وقالت التحقيقات وتقارير اللجان الفنية إنه بتاريخ 13 أبريل (نيسان) 1990 تم تشكيل لجنة برئاسة اللواء نبيل شكري (رئيس الجمعية الأسبق) وعضوية أحمد شفيق وآخرين لتحديد المساحات المسموح بها لكل من علاء وجمال وآخرين على أن تتساوى المساحات بين الأعضاء، إلا أن نبيل شكري وأحمد شفيق انفردا قبل انعقاد هذه اللجنة بالموعد المحدد لها يوم 21 أبريل 1990 بالموافقة على تحديد مساحات إضافية لجمال وعلاء مبارك، والتي بلغت 30 ألف متر بموجب خطابات موقعة منهما منفردين ومعهما المتهم اللواء رضا صقر، عضو مجلس الإدارة، وسكرتير عام الجمعية، بينما تم الاكتفاء بتخصيص 4 آلاف متر كحد أقصى لباقي الأعضاء.
وتبين من التحقيقات أن المستشار الصعيدي لم يلتفت لطلب فريد الديب المحامي عن علاء وجمال مبارك والذي طلب فيه تنازلهما عن الأرض وذلك بعدما تبين لقاضي التحقيق أن هذه الأرض متحفظ عليها من النيابة العامة في قضية أخرى محبوس على ذمتها علاء وجمال مبارك، إلى جانب أنه سبق للمحامي الديب الطلب إلى النائب العام بإخراج الأرض المتحفظ عليها من التحفظ القضائي، لكي يقوم جمال وعلاء بإعادة بيعها لصالح الجمعية، وهو الأمر الذي ارتأى معه قاضي التحقيق أن هذا الأمر مخالف للقانون، لا سيما أن الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان بصدد سحب الأرض واتخاذ الإجراءات القانونية لرفع دعوى قضائية لبطلان العقد المسجل، والذي أبرمه شفيق مع علاء وجمال.
ومن جانبه، قال المستشار يحيى قدري محامي شفيق: «شفيق بريء تماما من تهمة إهدار المال العام ولا يوجد شيء يستدعي إحالته للمحكمة الجنائية»، متوقعا أن يكون هناك «خطأ من جهة قاضي التحقيق».
وأكد قدري لـ«الشرق الأوسط» أن «شفيق استقبل القرار وتعامل مع الأمر بمنتهى الثبات فهو لديه ثقة كاملة بعدم وجود مخالفات».
إلى ذلك، قامت سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق محمد حسني مبارك أمس بزيارة نجلها الأكبر علاء داخل محبسه بسجن المزرعة بمنطقة سجون طرة، وبرفقتها كل من ميرفت عبد القادر والدة زوجته هايدي، وشريف البنا، زوج شقيقة هايدي. وأوضح مصدر أمني أن سوزان وميرفت والبنا حرصوا على الاطمئنان على علاء والتأكد من صحة موقفه القانوني في التهم التي يواجهها وشقيقه جمال.
وفى السياق نفسه، قام المحامي فريد الديب بزيارة الرئيس السابق داخل محبسه بمستشفى سجن مزرعة طرة، استمرت نحو الساعة. وقالت مصادر مطلعة إن الديب طمأن مبارك بصحة دفوعاته في جلسات استئناف الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين.​