لماذا فشلت جبهة إغراق مصر؟ تصريحات نارية ومواقف حاسمة ووعود مقطوعة وتهديدات علنية وتحريض واضح

تصريحات نارية ومواقف حاسمة ووعود مقطوعة وتهديدات علنية وتحريض واضح ،
أموال وأحكام وقضاة ، ليبراليون وناصريون ويساريون وشيوعيون وفلول ،
فضائيات وصحف ومواقع وشبكات، شهداء وجرحى وخسائر بالمليارات،
كم هائل من الأدوات والوسائل والإجراءات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ،
كل ما سبق يهدف لإسقاط مرسي وإطالة المرحلة الانتقالية وشغل الرأي العام عن ملفات شائكة وحرجة وغلق كثير من ملفات الفساد لكبار النافذين في مؤسسات الدولة فضلاً عن تمكين الكيان الصهيوني من الاستيطان وكسر شوكة المقاومة ، لكن الواقع والشاهد يؤكد فشل السيناريو وغرق جبهة إغراق مصر في مستنقع الفشل والإخفاق المتكرر الذي صار سمتاً لهذه الكيانات الفضائية الهشة والتنظيمات القديمة والأفكار المتآكلة ، هذا شكل المشهد ن لكن السؤال : لماذا فشل سيناريو دبر بليل ؟ رغم ما رصد له من كل الإمكانات والفرص بل المكائد والمؤامرات

لماذا الفشل
** عدم التجانس بين مكونات الجبهة التي جمعت بقايا التيارات الفكرية المندثرة
والتنظيمات المتآكلة والأفكار البالية فضلاً عن بقايا النظام البائد ،ما جعل عوامل الفشل أقرب من فرص النجاح
** كيان تجمعه مصالح مؤقتة وليست فكرة إستراتيجية مبدئية ، مصالح تبنى على إفشال التيار الإسلامي وهي ليست كافية لبقاء كيان أو إقامة بنيان
** غياب الرصيد الشعبي والجماهيري لدى مكونات الجبهة ما افقدها الثقة والمصداقية لدى الرأي العام
** أجواء العنف اللفظي والبدني والإعلامي التي فرضتها الجبهة ما كلف المصريين كم من الأرواح والممتلكات ن ما افقد الثقة فيها
** التواجد الفضائي الدائم لرموز هذه الجبهة بعيدا عن الشارع والميدان والتعاطي مع الاحتياجات الشعبية الملحة
** سطحية وعشوائية بل وعدم أخلاقية الشعارات التي رفعت ضد المصريين والدعاة ورموزهم الوطنية ، شعارات تؤكد أجواء التخبط والارتباك التي يعانيها جبهة الإغراق المصري
** الشعارات المستفزة لعقول ومشاعر المصريين والصادرة من قادة الجبهة والتي أكدت انه كيان جاء يصفي الحسابات لا يبني المؤسسات ، راجع تصريحات صباحي : لن نسمح بطرح دستور لم نشارك فيه - حمزاوي: سنسقط الدستور حتى ولو قالت الأغلبية نعم - البرادعي: نعم تحالفنا مع الفلول ضد التيار الإسلامي – نجيب جبرائيل : سنحشد شعب الكنيسة ليقول لا للدستور "
** يقظة الشعب المصري العظيم الذي حطم كل المكائد والمؤامرات وأجهض مخططات الإعلام ومليارات رجال المال الفاسد بقايا نظام مبارك البائد التي توهمت
أنها قادرة على تزييف وعي الشعب وتزوير إرادته
** استفزاز الشعب المصري بكم المؤامرات الإقليمية "راجع سيناريو خلفان دبي ودحلان
فتح وشفيق الخاسر في انتخابات الرئاسة السابقة"
** حالة الفرز والاستقطاب التي فرضت على الجميع وجعلت التيار الإسلامي كله في مربع واحد ، مربع يتميز بالتواجد والميدانية ولغة الخطاب المؤثر والخدمات الاجتماعية الفاعلة ،
وهو ما لا يتوفر لمربع الجبهة
** أجواء الطائفية التي هيمنت على المشهد حين دخلت الكنيسة أو بعض رجالها على المشهد السياسي للتحدث عن شعب الكنيسة في الوقت الذي لا يتحدث فيه احد عن شعب الأزهر ،
من المعلوم أن السجال الطائفي لم يكن يوماً في صالح من استدعاه أو وظفه
خلاصة المسألة ...
جبهة إنقاذ مصر لن تتوفر لها مقومات النجاح على مستوى الفكر والممارسة
لأنها وقعت في نفس الأخطاء التي طالما وقعت فيها المعارضة الهشة والكرتونية
بقايا نظام سياسي ساقط ، أخطاء الرهان على إحراز الأهداف بأقدام الآخرين
وهو دائماً رهان فاشل!