التفسير السيكولوجى للتعصب

التفسير السيكولوجى للتعصب

فدراسة التعصب بمظاهره وخصائصه وعيوبه وكيفية الحد منه من أجدر الموضوعات بالدراسه فى المناخ الاجتماعى الراهن ,


فتداعيات التعصب بأنواعه يتفاقم ويتزايد حصارها لانطلاقة الحضاريه المطلوبه والملحه فى الوقت الراهن .


فالتعصب ينطلق فى أعم أحواله من تصورات مسبقه تأخذ طابع نمذجه يصنف فيها الناس إلى فئات اجتماعيه ودينيه وعرقيه تنسب إليها مجموعه من الصفات والخصائص العامة, التى تنسب إلى جميع افراد الجماعه .


ويعتبر التعصب سلوك مكتسبا ومتعلما , وبالتالى فإنه يمكن تعديله بإستخدام طرق متعددة منها استخدام التفكير الناقد .


وقد اخذ الاهتمام اتجاها خاصا فى السنوات الاخيرة فيما يعرف ببرامج التربيه السيكولوجية ,

وتهدف هذه البرامج إلى مساعدة الفرد المتعلم داخل الجامعه والمدرسه أو خارجها . على تنميه إمكانياته بما يتيح له اختيار اهدافه والتخطيط لتحقيها ,


وتتضمن التربيه السيكولوجية على برامج شتى تساعد الفرد على تعديل سلوكه وعلى ان يصبح أكثر فاعليه وقدرة على تحمل المسئوليه وعلى تحقيق الذات.


مفاهيم التعصب




اولا الاشتقاق اللغوى لمصطلح التعصب :

ذكر فى لسان العرب
ان التعصب فى اللغة من العصبيه ومعناه ان يدعو الرجل لنصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا او مظلومين العصبى هو من يعين قومه على الظلم وهو الذى يغضب لعصبته من الاقارب من جهه الاب والتعصب هو المحاماه والمدافعه

ويمكن تعريف الشخص المتعصب :


هو الشخص الذى يملؤه حماسا زائدا ومفرطا وغالبا ما يكون هذا الحماس خطأ او فى غير محله وكلمه التعصب prejudice منالاصل اللاتينىprejudicum وتعنى (حكم مسبق


اما فى مجال علم النفس فينظر الى ظاهره التعصب على انها اتجاهات تنمو بفعل تسر فرص التعلم المتبادل ونمو التصورات النتعلقه بالجامعات الاخرى

ويساعد على ذلك التمركز حول الذات فالطفل يستمد اتجاهاته وقمته من الجماعه التى تنمى اليها فهى تشكل هويته فادراك الهويه لا يمكن ان يجىء من خارج السياق الاجتماعى والافراد يدركون عضويتهم فى الجماعه من خلال فهمهم لاهميه جماعتهم وعلاقاتها بالجامعات الاخرى
وايضا يلاحظون استجابات الكبار ويقومن بتقليدها


ومن التعريفات التى عنيت بذلك :


التعريف الذى قدمه كلينبرج :

ومؤاده ان التعصب هو : مشاعر او استجابات خاصه لدى بعض الاشخاص وتوجه نحو اى موضوع من الموضوعات لا تقوم على اساس واقعى وقد تكون ايجابيه او سلبيه


كما ذكر فى المعجم الوسيط كلمه :

تعصب بمعنى شد العصابة ويقول تعصب القوم عليهم اى تجمعوا وصاروا عصبة

كما اوضحته بعض المعاجم
التعصب لشخص او مبدأ بمعنى الغلو فى التعلق به والغيرة عليه

فلقد عرفه قاموس لاروس الفرنسى بأنه :

حماسة عمياء لعقيدة او راى او مشاعر جارفه نحو شىء ما . وفى هذا الصدد تبين الابحاث الجاريه حول التعصب ان الاشخاص الذين لهم أحكام مسبقة تجاه جماعه ما يصدرون مثل هذه الاحكام تجاه اى جماعه اخرى , ويعبرون عن هذه العداوة ضد مختلف الفئات التى يتباينون عنها ويلاحظ ايضا ان الاشخاص المتعصبين غالبا ما تكون لديهم احكام مسبقة عن الاخرين

مصحوبة بسوء طوية عميقة وحقد شديد تجاهم , وتعرف هذه الشخصيات بأنها شخصيات تعصبيه سلطوية وتتميز بأنها كارهة وذات رؤية كونية عنيفة ,عدوانية , ومعارضة للفنتازيا , ولديها تصور مثالى للسلطه وفكرها متجسد

ويرى الدكتور عادل احمد عز الدين الاشول :

ان التعصب كما فى صورته التطبيقيه فى العلاقات بين الجماعات ويتمثل فى انه بمثابة اتجاه يعد الشخص فبليا أو يجعله ميالا للتفكير والاداراك والاحساس والتصرف بطرق محابيه أو غير محابية نحو جماعه معينه أو نحو اعضائها .


وسواء كان الشخص المتعصب سوف يسلك بالفعل تبعا لاتجاهه أم لا . فإن ذلك يتوقف على عوامل موقفية وعوامل اخرى معينه وعلى ذلك فإن مصطلح التعصب :


يؤكد المحتوى الادراكى والمعرفى والانفعالى للنزعات والخبرات الداخلية للفرد الا ان هذا لا يتضمن بالضرورة ان يكون السلوك متناسقا ومتطابقا مع هذه الخبرات .

والمحتوى المعرفى _الادراكى للتعصب يتمثل فى ان يرى اعضاء جماعة معينه أو فئه ما من الافراد ان لديهم سمات معينه مختلفة عن تلك الموجودة عند معامله الافراد

ويرى الدكتور محمد الجوهرى :

ان التعصب هو اتجاه عداء تجاه الجماعات الاخرى ربما كان مضمونه الحقيقى هو الخوف وقد ينطوى فى حالات اخرى على الافتقار والنفور وليس من الضرورى ان يتحول هذا الاتجاه الى اجراء عملية فعالة للتميز بين جماعه الاغلبية من ناحية وجماعه الاقليه من ناحية اخرى

ويرى كريتش وكريتشفليد

ان التعصب هو تلك المعتقدات والاتجاهات المتعلقة ببعض المساوىء التى يراها فرد أو جماعه ضد أقلية عنصرية أو قومية
ويعرف التعصب بانه تشكيل راى ما دون أخذ وقت كاف أو عناية للحكم عليه بإنصاف وقد يكون هذا الرأى ايجابيا او سلبيا ويتم اعتناقه دون اعتبار للدلائل المتاحه​