نشرت مئات السيدات التركيات صورهن وهن يضحكن على موقع التواصل الاجتماعي تويتر احتجاجا على تعليقات نائب رئيس الوزراء بولنت أرنيج الذي حث النساء على عدم الضحك أمام الناس "حفاظا على القيم الأخلاقية". وقالت ميلدا أونور، عضوة البرلمان عن حزب المعارضة الرئيسي على تويتر إن تعليقات أرنيج تصور الضحك على أنه عمل غير شريف، وأنه يعرض النساء للعنف. ويتهم مناوئون رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بممارسة الحكم بطريقة تزداد تسلطا، وبالتدخل في حياة الناس الخاصة، وكان هذا مصدر صراع بين العلمانيين في تركيا والمحافظين المؤيدين لأردوغان. ويعتزم أردوغان الترشح للانتخابات الرئاسية ليكون أول رئيس ينتخب مباشرة في تركيا. وكان أرنيج - وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان - قد قال هذا الأسبوع في احتفال بعيد الفطر "يجب أن تتمتع المرأة بالعفة ... ولا ينبغي أن تضحك أمام الجميع، وألا يكون سلوكها مثيرا للآخرين. ويجب أن تحافظ على شرفها". وتقول إحدى المنظمات النسوية إنها سترفع دعوى قضائية على نائب رئيس الوزراء. وجلبت تعليقات أرنيج، التي انتقد فيها مسلسلات التليفزيون الطويلة لإشاعتها الانحلال، اهتمام مرشح المعارضة للرئاسة إحسان أوغلو الذي كتب على تويتر يقول "بلادنا تحتاج إلى ضحك نسائنا، وسماع أصوات ضحكات الجميع المبتهجة أكثر من أي وقت مضى". ونقلت صحيفة "حريت" التركية عن أرنيج قوله "العفة مهمة ... بالنسبة إلى النساء والرجال. ويجب أن تتحلى بها المرأة، ويتحلى بها الرجل. وهو إن تحلى بها فلن يكون زير نساء، وسيكون ملتزما بزوجته، ومحبا لأطفاله. وستعرف المرأة الحرام وغير الحرام". وقال أرنيج إن الناس اليوم هجروا قيمهم الأخلاقية. وتساءل متعجبا "أين بناتنا اللائي يخجلن، ويطأطئن رؤوسهن، ويشحن بأعينهن بعيدا عندما ننظر إلى وجوههن، فيصبحن مثالا للعفة؟" وقال نائب رئيس الوزراء إن تركيا تعاني من انهيار أخلاقي. وانضمت الرئيسة البرلمانية لحزب الشعب الديمقراطي المعارض، برفين بولدان، إلى موجة الاحتجاج على تعليقات أرنيج على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة "من الآن فصاعدا ستكون استجابتنا لأي بيان لأرنيج هي الضحك".