تناولت افتتاحيات الصحف البريطانية بالنقد والتحليل مقال رئيس الوزراء ديفد كاميرون الذي حذر فيه أمس من خطر تنظيم الدولة الإٍسلامية وضرورة مواجهتها عسكريا. فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن تحذير كاميرون من "الأيديولوجية السامة" التي ينشرها "المتطرفون الإسلاميون" تجسد المأزق الدبلوماسي الذي يواجهه زعماء الغرب، وقالت إن خطابه كان حربيا بالتأكيد حيث أصر على أنه لا يمكن للعالم أن يغض الطرف عن التهديد "الجهادي" وتعهد باستخدام "القوة العسكرية" البريطانية لدحر هذا الخطر. وأشارت الصحيفة إلى تراجع الولايات المتحدة عن المضي في القيام بدورها كشرطي عالمي، لكنها أردفت أنه دون قيادة أميركا من الصعب تخيل إمكانية مواصلة الرد العسكري الشديد الذي يسعى كاميرون لمتابعته. "يجب على الغرب أن يبذل ما في وسعه لتشجيع رئيس الوزراء العراقي الجديد لانتشال العراق من حافة تدمير نفسه ذاتيا بإفساح المجال السياسي للسنة والأكراد داخل إدارته لاستعادة يقينهم بأن العراق لديه مستقبل" وفي السياق علقت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها بأن مخاوف كاميرون بسبب تنظيم الدولة يجب ألا تحول دون متابعة كل الخيارات في مقاومة التهديد الذي تشكله. وأشارت إلى تأييدها للعديد من النقاط التي طرحها كاميرون في مقاله ومنها أن تنظيم الدولة "حركة إرهابية خطيرة" ويجب أن تُهزم وأن الجهود الإنسانية الحالية مهمة لكن يجب عمل المزيد، وأن التدخل العسكري المباشر مرفوض. وترى الصحيفة أنه يجب على الغرب أن يبذل ما في وسعه لتشجيع رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي لانتشال العراق من حافة تدمير نفسه ذاتيا بإفساح المجال السياسي للسنة والأكراد داخل إدارته لاستعادة يقينهم بأن العراق لديه مستقبل. أما مقال صحيفة غارديان فقد أشار إلى أن خطاب كاميرون عن العراق وتنظيم الدولة يحمل كل السمات المميزة لنقاش محتدم داخل الأحزاب البريطانية الحاكمة. وأشارت الصحيفة إلى أن موقف بريطانيا من أزمة الأقلية الإيزيدية في شمالي العراق الذي اكتفى بمجرد تقديم المساعدة الإنسانية يشبه موقفها المنهزم من التدخل في سوريا قبل نحو عام. وترى الصحيفة أن هناك بعض الحقيقة في جدال كاميرون بأن طموح تنظيم الدولة من أجل خلافة إسلامية يمثل تهديدا مباشرا للمصالح البريطانية، وقالت إن "الجماعات الإرهابية" تستطيع أن تقوى وتتدريب في حماية دولة ذات سيادة مثلما حدث مع العقيد القذافي في ليبيا، فهذه الجماعات ستدرب الشباب البريطاني الذي يعود بعد ذلك إلى بلاده ويشكل تهديدا لأمنها.