قال الكثير من الشباب المحتجين على حدومة حسني مبارك ان ضمانات الجيش غير كافية , وكان الجيش المصري قد تعهد يوم الجمعة بأن يكفل تحقيق الاصلاحات التي وعد بها الرئيس حسني مبارك في خطوة لنزع فتيل الانتفاضة الشعبية لكن الكثير من المحتجين الغاضبين قالوا ان هذا لا يرقى الى حد تلبية مطلبهم الرئيسي وهو أن يتنحى الرئيس على الفور. واعتبرت هذه الضمانات محاولة من الجيش لتهدئة أسوأ أزمة في تاريخ مصر الحديث غير أنها مؤشر واضح على أنه يريد انسحاب المتظاهرين من الشوارع وإنهاء الثورة المستمرة منذ 18 يوما والتي عطلت عجلة الاقتصاد وهزت الشرق الأوسط. وتعهد المحتجون الغاضبون ممن يطالبون مبارك بالتنحي بالتحرك في مسيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة الى قصر الرئاسة يوم الجمعة مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة بين الجيش والمتظاهرين. وقال أحد المحتجين بعد نقل محتوى بيان الجيش للمتظاهرين بميدان التحرير "هذا ليس مطلبنا. لدينا طلب واحد هو أن يتنحى مبارك." وأثارت المواجهة التي تزداد توترا المخاوف من وقوع أعمال عنف في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان وحليفة الولايات المتحدة في منطقة غنية بالنفط حيث أقلق احتمال أن تستشري الفوضى لتصل الى دول شمولية أخرى الغرب. وفي البيان رقم اثنين قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية انه يضمن "إنهاء حالة الطوارىء فور انتهاء الظروف الحالية" وهو الوعد الذي سيؤدي الى إلغاء قانون بدأ تطبيقه بعد تولي مبارك الرئاسة عقب اغتيال الرئيس السابق انور السادات عام 1981 ويقول المحتجون انه استخدم لفترة طويلة لتضييق الخناق على المعارضة. ووعد الجيش بضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة الى جانب التنازلات الاخرى التي قدمها مبارك للمحتجين والتي ما كانت لتخطر ببال أحد قبل تفجر ثورة 25 يناير كانون الثاني. وربما قتل 300 شخص منذ ذلك الحين. وتعهد الجيش بحماية حق المحتجين في التظاهر. غير أن طول مدة المواجهة قد يختبر تلك العزيمة اذ يحرص الكثير من المصريين على ان ينتهي تعطل عجلة الاقتصاد نتيجة الاحتجاجات بينما تحرص قيادة الجيش على اظهار قدرتها على فرض النظام. وقال وزير المالية سمير رضوان في مقابلة مع رويترز "القوات المسلحة هناك لحماية المتظاهرين ولحماية البلد لكن تم تسليم الصلاحيات ليس الى الجيش لكن الى نائب الرئيس" وذلك بعد أن ثارت مخاوف من أن يقرر الجيش حل الازمة بالقيام بانقلاب عسكري. وأضاف "لا أحد يحب الحكم العسكري بكل تأكيد. أظهر جيشنا حتى الان انه صمام الامان لهذا البلد." وتجمع عشرات الالاف من المحتجين المناهضين لمبارك في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة في حين رابط الجنود في دبابات وعربات مدرعة في ما وصفه منظمون بأنه اكبر استعراض للغضب خلال 18 يوما من الاحتجاجات. وقال شاهد من رويترز ان عشرات المحتجين تجمعوا أمام قصر الرئاسة في القاهرة يوم الجمعة ودعوا الى إسقاط النظام ولم يتدخل الجيش لتفريقهم. وتفصل الاسلاك الشائكة وست دبابات وعربات مدرعة بينهم وبين القصر. وهتف المحتجون الذين سمح لهم فيما يبدو بالاقتراب من القصر في مصر الجديدة "يسقط يسقط حسني مبارك" وتم وضع لافتة تحمل نفس الرسالة على الاسلاك الشائكة التي تغلق طريقا مؤديا للقصر. وقال عضو باحدى الحركات الشبابية التي تقف وراء الاحتجاجات ان المتظاهرين "سيسيطرون على القصر." وقال احمد فاروق (27 عاما) ان حشود المصريين بعد صلاة الجمعة ستسيطر على قصر الرئاسة وأضاف ان الجيش وقف على الحياد ولم يؤذ المحتجين. وخرج المحتجون من عشرات الخيام التي قضوا ليلتهم بها بعد أن اعتراهم الغضب وأصابتهم خيبة الامل بعد أن ترقبوا القاء مبارك خطابا يعلن فيه تنحيه ليسمعوه وهو يقول انه فوض صلاحياته لنائبه. كما قال ان التفويض بالصلاحيات يتفق مع الدستور مما يجعله المسؤول الاول ويتيح له الغاء التفويض. وقالت نورهان اسماعيل وهي محتجة عمرها 34 عاما ان المحتجين سينظمون مسيرة الى قصر الرئاسة ويطردون مبارك وانهم يعرفون ان العالم معهم. وتابعت قائلة لرويترز ان الجيش مسترخ في الوقت الحالي وانه وضع الاسلاك الشائكة على كل الطرق المؤدية الى القصر غير أنه يعلم أن ارادة الشعب ستسقط اي شيء. وأذيع النشيد الوطني عبر الاذاعة الداخلية لميدان التحرير قبل صلاة الجمعة والتي بدأت بعدها المظاهرة الحاشدة التي تطالب مبارك بالتنحي. وسيلعب الجيش من قادته المسيسين الى المجندين وصغار الضباط دورا رئيسيا في ما يحدث بالمرحلة القادمة. وقالت روزماري هوليس بجامعة سيتي في لندن "يمثل هذا مأزقا حقيقيا للجيش... هل سيسمحون للمتظاهرين بتصعيد مظاهراتهم حتى يؤكدوا وجهة النظر بأنه لابد أن يرحل مبارك ويعني هذا أن الجيش على خلاف مع مبارك.. المتظاهرون محبطون جدا وستقع أعمال عنف." غير أن محمد البرادعي الفائز بجائزة نوبل والدبلوماسي السابق بالامم المتحدة الذي يقود حركة سياسية ليبرالية كتب على موقع تويتر " مصر سوف تنفجر ويجب على الجيش انقاذ البلاد الآن." وقال في مقابلة مع صحيفة دي برسه النمساوية نشرت يوم الجمعة "أظن أن الفوضى الشاملة تسود النظام. انها مثل (السفينة) تيتانيك. الجرذان تفر من السفينة التي تغرق." كما بدا الرئيس الامريكي باراك أوباما غير راض عن التنازلات الاخيرة التي قدمها مبارك قائلا ان عليه شرح التغييرات التي يجريها وبذل مزيد من الجهد لطرح مسار نحو الديمقراطية. وبعد أن اصدر الجيش بيانا فسره البعض بأنه تحرك من الجيش لازاحة مبارك العسكري السابق (82 عاما) من الحكم الذي يتولاه منذ 30 عاما عمت الفرحة التجمعات الحاشدة في القاهرة ومدن أخرى ترقبا لاعلان الرئيس المصري تنحيه في خطاب موجه للامة يبثه التلفزيون. غير أنه بعد دقائق من بدء البث كانوا يلوحون بأحذيتهم وأخذوا يطلقون السباب في حين اندمج الرئيس في شرح مطول لدوره في الاشراف على الترتيبات الدستورية قبل أن يترك الحكم بحلول موعد انتخابات الرئاسة التي تجري في سبتمبر ايلول مثلما قال الاسبوع الماضي. ثم أطل سليمان (74 عاما) رئيس المخابرات السابق الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة واسرائيل عبر شاشات التلفزيون ووعد "بخارطة طريق" نحو انتخابات ديمقراطية. وقال روبرت سبرينجبورج من كلية الدراسات العليا البحرية الامريكية "هم لا يخاطرون فقط بتماسك الجيش... بل بوقوع حرب اهلية." ومنذ البداية قام نهج واشنطن تجاه الاضطرابات على الاهمية الاستراتيجية لمصر وهي دولة عربية نادرة لم يعد بينها وبين اسرائيل عداء وهي حامية قناة السويس التي تربط بين اوروبا واسيا وتمثل قوة رئيسية في مواجهة التيارات الاصولية الاسلامية بالشرق الاوسط. وقال سفير مصر لدى واشنطن ان من الواضح أن سليمان الان هو " الرئيس الفعلي." لكن محللين مصريين يقولون ان مبارك لايزال ممسكا بزمام السلطة ويستطيع استرداد صلاحيات الرئيس في اي وقت. وضغطت واشنطن على مبارك للاسراع بوتيرة الاصلاح لكنها لم تطالب باستقالته. وسعى رضوان الى طمأنة المستثمرين الاجانب اليوم قائلا ان الجيش لا يتدخل في الشؤون الحكومية اليومية وان الميزانية والتضخم تحت السيطرة غير أن الاضطرابات قد تؤدي الى خفض النمو. و بعد أن اعتراهم الغضب لإصرار الرئيس المصري حسني مبارك على الاستمرار في الحكم تجمع محتجون مصريون أمام مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة يوم الجمعة رافضين ضمانات الجيش بالانتقال الى انتخابات حرة بوصفها غير كافية. وأدى مئات الالاف صلاة الجمعة في ميدان التحرير حيث شبه رجال دين صراع المحتجين مع مبارك بصراع النبي موسى مع فرعون. وأمام قصر الرئاسة أدى كثيرون الصلاة وراء عربات الجيش. ولم يتدخل الجيش غير أنه أغلق الطرق الرئيسية المؤدية للقصر الذي يمارس فيه مبارك معظم أنشطته الرسمية. وهتف المحتجون "يسقط يسقط حسني مبارك" وهم جزء من مئات ساروا على الاقدام لاكثر من ساعة للوصول الى القصر ليل الخميس منطلقين من ميدان التحرير. وهتفت خمس نساء كبار السن "ارحل. لماذا تبقى؟.." وصحن "30 عاما كافية" مخاطبين مبارك (82 عاما). وبلغ عدد المحتجين خارج القصر نحو الفين بحلول بعد الظهر. وهذا هو اول تجمع احتجاجي امام القصر منذ 25 يناير كانون الثاني حين اندلعت الاحتجاجات الشعبية. وقال اشخاص مطلعون على شؤون الرئاسة ان من غير المرجح أن يكون مبارك داخل القصر. وقالت قناة العربية التلفزيونية ان الرئيس المصري وأفراد أسرته غادروا القاهرة يوم الجمعة الى وجهة غير معلومة للنقاهة. ولم تنسب القناة تقريرها الى مصدر. وقالت القناة ان الطائرة التي استقلها مبارك وأفراد أسرته أقلعت من مطار ألماظة وهو مطار عسكري في شرق القاهرة. وقالت ياسمين محمد (23 عاما) وهي طالبة جامعية "لن نرحل الى أن يتنحى مبارك وباذن الله سيكون احتجاج اليوم سلميا." وأضافت "كل شيء سيكون على ما يرام وسيتنحى بالتأكيد." وقال عضو في احدى الحركات الشبابية التي دعت للمظاهرات التي اندلعت يوم 25 يناير ان المتظاهرين سيسيطرون على القصر. وقال احمد فاروق (27 عاما) ان حشود المصريين بعد صلاة الجمعة ستسيطر على قصر الرئاسة. وفي الاسكندرية خرج مئات الالاف الى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وقال الشيخ احمد المحلاوي في خطبة الجمعة بالمسجد الرئيسي في الاسكندرية للمصلين انهم يجب الا يتراجعوا. ودعا المحتجين في الخطبة التي بثتها قناة الجزيرة الى عدم التراجع عن ثورتهم لان التاريخ لن يرجع للوراء. وقال للمصلين انهم يسقطون نظاما "فاسدا" لا يصلح للحكم.
رد: المحتجون المصريون يرون ضمانات الجيش غير كافية (رويترز) شكرا ياحودة وتسلم ايديك ومنتظرين المزيد من التميز