أمّي، لم أستطع التوقف عن نقر الأزرار

الموضوع في 'منتدى ايجى نت العام' بواسطة MahmoudSae, بتاريخ ‏22 نوفمبر 2016.

  1. MahmoudSae

    MahmoudSae Member

    السلام عليكم :-
    أهلا بكم اعضاء وزوار منتديات ايجى نت


    40ايجى5

    لقد كان اتصالاً هاتفياً لا ترغب أي أمّ بتلقيه.
    منذ حوالي الشهر، ومن خلال موقعي الإلكتروني، تواصلتْ معي أُمٌّ وأخبرتني أنّ ابنها البالغ من العمر أحد عشر عاماً كان يشاهد المواد الإباحية، وهي لا تعرف ماذا تفعل؟ احتاجت للتحدث مع شخصٍ ما، لذلك تبادلنا القليل من الرسائل وأعددنا لاتصالٍ هاتفي.
    تكلّمنا في يوم ثلاثاء، وأخبرتني “جولي”* بهذه القصة.
    ولدي الصغير الجميل
    في الأسبوع المنصرم، “جولي”* كانت تتحدث مع ابنها البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً عن الحياة.
    ففي مرحلة معينة من سنوات مراهقته، عانى قليلاً مع مشاهدة المواد الإباحية، وكانا يتحادثان عن هذا الموضوع في هذه المحادثة بالتحديد.
    الابن الأكبر يتحسن جيداً ولديه بعض وسائل الحماية لإبقائه متعافياً.
    “جولي”* لم تعلم بأنّ ابنها البالغ من العمر أحد عشر عاماً ، سمع المحادثة وكلمة “إباحية”، وكانت كلمة لم يفهمها.
    ففعل “جايسون”* ما يفعله معظم “أبناء العصر الرقمي” حينما يبحثون عن إجابات، دخل إلى غوغل وكتب كلمة “إباحية”. حدث ذلك يوم الجمعة.وصولاً حتى يوم الأحد، كان “جايسون”* يستخدم الحاسوب في المكتب الصغير للمنزل، حين سارت نحوه أخته المراهقة، ولمحت بشكل خاطف شاشة الحاسوب قبل أن يخفيها “جايسون”*.
    ذهبت أخته للأمّ (جولي) مباشرةً، والتي كانت مصدومة باحتمالية أن يكون طفلها اللطيف يشاهد المواد الإباحية. كان الأب قد غادر في رحلة تجارية ولن يعود قبل مساء الثلاثاء.
    هدأت الأمّ قليلاً، ويوم الإثنين قامت بمحادثة وديّة ومتسامحة مع “جايسون”*.بينما كانت “جولي”* تتحدث مع “جايسون”*، قال شيئاً لم تفهمه: “أمي، لم أستطع التوقف عن النقر، وكأنّني فقدتُ السيطرة بشكلٍ تام“.
    حين سمعت “جولي”* هذا الكلام، بدأت بالتشكيك في الكثير من الأشياء المتعلقة بتربيتها.
    كيف يمكنه الاستمرار بالمشاهدة؟ هو يعلم بأنّ هذا فعل خاطئ! هذا بيت متديّن! هو يعلم ذلك جيّداً.
    الدماغ مُعدّ للجنس
    الآن نحن في يوم الثلاثاء. بدأت بالإثناء على “جولي”* لكيفية مواجهتها هذا الموقف مع “جايسون”*. لقد تحدثت مع العديد من الأمهات المُحطمات عاطفياً واللواتي لم يعرفن كيف يتحدثن مع أطفالهن بعد حدوث شيء كهذا، لكن “جولي”* فعلت ذلك بشكلٍ رائع.
    بعدها، بدأت بتفكيك قول “جايسون”* بخصوص شعوره بفقدان السيطرة.
    الحقيقة هي أنّ “جايسون” كان محقاً.
    وأنا أراهن على أنّ ملايين من الفتيات والفتيان والنساء والرجال لن يفهموا بالضبط عمّا يتحدث. النقر على أزرار الحاسوب لساعات، وتخطي الليل بكامله بدون نوم، وعدم الوعي بمرور الوقت، وتركيز مفرط على شاشة تغمر عقلك بإثارة سامة لا يمكن استيعابها.
    الدماغ مُعدّ للتحفيز الجنسي. لا شيء يشعل مركز المكافأة بالدماغ كالإثارة الجنسية. تلك الصورة الأولى تتسبب بإفراز الدوبامين، وهي مادة كيميائية تسبب تركيزاً قوياً بالإضافة الى تحفيز وطاقة صلبة، وسلوك آلٍ مُوجّه نحو الهدف. خمن ماذا؟ هذا الدوبامين يؤدي لشعور رائع، وتجعلك تريد “الاستمرار، الاستمرار، الاستمرار!”
    وهنا يُفترض بقشرة الفص الجبهي أن تلعب الدور الرئيس . إنّه الجزء من الدماغ المسؤول عن قوة إرادتنا، وتنظيم سلوكنا، واتخاذ القرارات المبنية على الحكمة والأخلاق. لكن بالنسبة لصبي في الحادية عشرة من عمره، هذا الفص الجبهي ليس ناضجاً كما يُفترض أن يكون لدى الكبار. إضافةً إلى أنّ الجرعات العالية والغير طبيعية من الدوبامين والتي تُفرز أثناء ترسّخ المشاهد الإباحية، تؤدّي إلى تحلّل مستقبلات الدوبامين، مسبّبة ضعفاً في الفص الجبهي.
    عادةً، يقوم الفص الجبهي بالتحكم التنفيذي برغباتنا، لكن عندما يتم إضعاف هذه المنطقة من خلال المشاهدة المستمرة للمواد الإباحية، تتآكل قوة الإرادة وليس هناك شيء بإمكانه إيقاف الرغبة بمشاهدة المواد الإباحية. لذلك، فإنّ الإنسان لا يشعر فقط بالرغبة، بل بحاجة ماسّة. حرفياً، يصبح عبداً للإباحية، عاجزاً عن التوقف.
    أربعة خرافات عن الأطفال والإباحية :
    هناك بعض الدروس الجاهزة من هذه القصة، لأنّها قصة رائجة جداً يتم تداولها ضمن المنازل وفي كافة أرجاء العالم اليوم. “جولي”*، مثل العديد من الأمهات الصالحات، اعتقدت بخرافات تستحق الإيضاح.
    ١- طفلي ولد صالح ولن يفعل ذلك:
    كما اكتشفت “جولي”*، فإنّ قصة “جايسون”* مع الإباحية والتي استمرت لثلاثة أيام ليس لها أي علاقة مع كون “جايسون”* فتى صالح أو سيّء. لقد تصرّف بفضول، والجهاز العصبي قام بالباقي. على الأرجح، فإنّ الدرس الأهم هنا هو أنّ “جايسون”* لم يحظَ بأي تثقيف عن كلمة “إباحية”، ولم يكن لديه أي أدوات لكي يعرف ماذا يفعل حين شاهد المواد الإباحية. ليست القضية في احتمالية أن يشاهد الطفل المواد الإباحية، بل متى سيشاهدها؟
    ۲- لو شاهد طفلي الإباحية، هو/هي سيغض بصره:
    مجدداً، هو/هي ربما يريد غض بصره، لكنّ الرغبة قوية، والعدو ينقض بسرعة هامساً “نقرة واحدة إضافية لن تضر أي أحد”، وهي همسة قاتلة. مرة أخرى، تذكّر درس الأعصاب المذكور أعلاه. بالنسبة لأي شخص عانى مع هذا الإدمان، يستطيع أن يؤكد الرغبة المؤدية للشلل وبالتالي لمتابعة المشاهدة.
    ٣- الإجراءات التي اتخذتها تُعتبر كافية جداً:
    بصوتٍ مذنب، اعترفت “جولي”* بأنّهم حين اشتروا الحاسوب الجديد في كانون الأوّل الماضي، لم يقوموا بتثبيت أي برنامج مراقبة أو حماية على الجهاز. لقد كان هذا إدراكاً ساحقاً لها بأنّ الأهل هم الملامون بالدرجة الأولى لاكتشافات “جايسون”*. ليس هناك مكان للتربية الحيادية (أو المنفتحة تماماً) في العصر الرقمي، فالنوافذ المفتوحة على الإنترنت ينبغي حمايتها.
    ٤- هذه مشكلة لدى الفتيان فقط:
    كان ذلك صحيحاً بشكلٍ جزئي، ولكنّه يصبح أكثر خطأً في العصر الرقمي. مع ازدياد تعلّم الفتيان بأنّ الفتيات هنّ عبارة عن أجسام جنسية ينبغي إخضاعها، فالفتيات بدورهن يقابلن ذلك بأن يصبحن مثل المواد الإباحية التي يشاهدنها من خلال التكنولوجيا، ويأملن بذلك أن ينالوا إعجاب وملاحظة الفتيان.
    غوغل لا يتعب أبداً، ونحن كذلك! في العصر الرقمي، يجب على الأهل أن يكونوا يقظين ومشاركين ومطّلعين. بإمكاننا تعليم أطفالنا كيفية استخدام التكنولوجيا بحكمة، لكن ذلك يتطلب عملاً دؤوباً، تستطيعون القيام بذلك!
    (*) : تم تغيير الأسماء.
    بواسطة د محمد عبد المحسن
     
  2. C.E.O

    C.E.O Administrator

    رد: أمّي، لم أستطع التوقف عن نقر الأزرار

    جميل جدا
    اشكرك