تقوم الشرطة الألمانية الأربعاء 21 ديسمبر/ كانون الأول 2016، بحملة مطاردة لتوقيف منفذ الاعتداء الدامي بشاحنة على سوق الميلاد في برلين، الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد أكثر من 24 ساعة على وقوعه. والاعتداء الذي نُفِّذ مساء الإثنين في موقع يرتاده عدد كبير من السياح أوقع بحسب آخر حصيلة 12 قتيلاً، وتبنَّاه تنظيم الدولة الاسلامية، ما دفع بالشعبويين من اليمين إلى تجديد هجومهم على المستشارة أنغيلا ميركل، التي اتهموها بتعريض البلاد للخطر، عبر سياسة الهجرة التي تنتهجها، قبل أقل من سنة على الانتخابات التشريعية. وقبل صدور التبنِّي، وصفت ميركل الاعتداء بإنه "إرهابي". من جهتها كشفت نيابة مكافحة الإرهاب أن الهدف وطريقة التنفيذ يشيران إلى أنه عمل إرهابي. وتُذكِّر هذه المأساة باعتداء نيس الفرنسية في 14 يوليو/ تموز الماضي، الذي أوقع 86 قتيلاً. واضطر المحققون إلى الإفراج مساء الثلاثاء عن المشتبه به الوحيد الذي أوقفوه، وهو طالب لجوء باكستاني، بسبب عدم وجود أدلة. ومنفذ الاعتداء لا يزال فارّاً كما يبدو بعد أكثر من 24 ساعة على المأساة، ولم تتحدث الشرطة عن أي فرضية جديدة. والباكستاني البالغ من العمر 23 عاماً وصل إلى ألمانيا عام 2015، وكان معروفاً لدى الشرطة بسبب أعمال إجرامية، وأوقف سريعاً بعد الهجوم. مجرم خطير لكن الشرطة ونيابة مكافحة الإرهاب أقرتا اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بأن المهاجم الفعلي لا يزال فاراً بدون شك. وقال قائد شرطة برلين كلاوس كانت: "لدينا على الأرجح مجرم خطير لا يزال فاراً، وبالتأكيد هذا يثير قلق السكان". ويشير الإفراج عن المشتبه بهم أيضاً إلى أن "شخصاً أو أكثر" مسؤولون عن الاعتداء، وهم "فارون ومعهم سلاح"، وهو بدون شك الذي استخدم لقتل السائق البولندي الذي عثر عليه ميتاً في الشاحنة التي سُرقت منه. في الأثناء أعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنِّيه الاعتداء. ونقلت وسيلة دعاية التنظيم "أعماق"، أن "منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية" هو من عناصر التنظيم المتطرف. بيد أن النيابة الألمانية المتخصصة في قضايا الإرهاب قالت إن السلطات لم تتأكد من صحة التبني، لكن "الهدف المختار وطريقة التنفيذ توحي" بهجوم إسلامي. لكن الارتباك لا يزال سيد الموقف، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في برلين. في موازاة ذلك يتزايد الضغط السياسي على ميركل، ويتركز على سياستها المنفتحة في مجال الهجرة. وكتب ماركوس بريتزل، أحد المسؤولين في حزب "البديل لألمانيا" اليميني على تويتر "إنهم ضحايا ميركل"، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن "ألمانيا لم تعد آمنة" بمواجهة "إرهاب الإسلام المتطرف". وندَّدت بقرار ميركل بفتح أبواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016. وزير الخارجية يندد وندد وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير بهذه الاتهامات، باعتبارها "شنيعة"، كما ورد على موقع صحيفة "بيلد" مساء الثلاثاء. وقع الاعتداء قرب كنيسة قديمة تهدمت منارتها بالقصف إبان الحرب العالمية الثانية. وبفعل الصدمة، تحطم الزجاج الأمامي للشاحنة التي رفعت صباح الثلاثاء. وبين القتلى 6 ألمان بحسب الشرطة، فيما تتواصل عمليات التعرف على آخرين. وعثر أيضاً على جثة بولندي في الشاحنة، وقد قتل "رمياً بالرصاص". وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الإقليمية إنه قد يكون سائق الشاحنة التي سرقت منه. ووقع الهجوم أمام كنيسة القيصر فيلهلم في أحد الشوارع التجارية التي تشهد حركة كثيفة في الجزء الغربي من برلين. يذكر أن ألمانيا ظلت حتى الآن بمنأى من اعتداءات جهادية ضخمة، لكنها شهدت مؤخراً عدة اعتداءات متفرقة. وتبنَّى تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو/تموز اعتداءين منفصلين، نفذهما سوري في الـ27 من العمر، وطالب لجوء في الـ17 من عمره، يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة، والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.