فتاتا البالون كلمة سر أحداث 28 يونيو المأساوية بميدان التحرير يتأكد يوم بعد يوم أن هناك من يتربص بمصر الثورة ويسعى لعرقلتها عن تحقيق كافة أهدافها ، حيث فوجيء الجميع في 28 يونيو بأعمال شغب جديدة في منطقة وسط القاهرة أمام مبنى وزارة الداخلية وفي ميدان التحرير . ورغم تضارب التقارير حول حقيقة ما حدث ، إلا أن وزارة الداخلية المصرية أصدرت بيانا جاء فيه " إنه مساء الثلاثاء الموافق 28 يونيو وأثناء قيام إحدى الجمعيات بتكريم عدد 10 من أسر الشهداء بمسرح البالون بالعجوزة قامت مجموعة من الأشخاص بمحاولة اقتحام المسرح مدعين أنهم من أسر الشهداء ولدى رفض منظمى الحفل مشاركتهم قاموا بمحاولة دخول المسرح عنوة وتحطيم زجاج بوابته وتمكنت الخدمات الأمنية من السيطرة على الموقف وضبط عدد 7 من مثيرى الشغب". وأضاف البيان " عقب ذلك ، قامت تلك المجموعة بالتوجه إلى منطقة ماسبيرو حيث انضم إليهم بعض المعتصمين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون من أسر الشهداء وتوجهوا إلى مقر مبنى وزارة الداخلية بمنطقة وسط البلد حيث قاموا بأعمال شغب ورشق الحجارة تجاه المحلات والسيارات مما تسبب فى إصابة بعض المواطنين من المارة وعدد من رجال الشرطة المعينين خدمات بتلك المنطقة ". واستطرد البيان " تصدت قوات الشرطة لهم مما دفعهم إلى التوجه إلى منطقة ميدان التحرير واستمروا فى إحداث أعمال شغب وقامت أجهزة الأمن بالتعامل مع الموقف وفقاً لتطوراته وحصر الإصابات والتلفيات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة" . وبالنظر إلى أن الأحداث المؤسفة السابقة جاءت بعد أن شهدت الأوضاع في مصر الثورة استقرارا نسبيا في الأيام الأخيرة ، فقد أكد كثيرون أن هناك من استغل مأساة أسر شهداء الثورة ولجأ للاصطياد في المياه العكرة . تفجر الأحداث ولعل إلقاء نظرة على تفاصيل ما حدث يؤكد صحة ما سبق ويشير بوضوح إلى أن هناك مؤامرة متعمدة لإثارة التوتر مجددا بين الشرطة والشعب وإثارة بلبلة في الشارع المصري . فقد كشف التليفزيون المصري أن مشاجرة كبيرة نشبت مساء الثلاثاء الموافق 28 يونيو بين مجموعة من أسر الشهداء وفتاتين في مسرح البالون بالعجوزة بسبب اعتراضهما على تكريم أسر الشهداء قبل محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بتهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير. وكانت إحدى الجمعيات الخيرية نظمت احتفالا لتكريم أسر شهداء الثورة بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون وأثناء ذلك اعترضت فتاتان على إقامة حفل التكريم بدعوى تأخير محاكمة مبارك والعادلي ، مما لاقى الاستهجان من أسر الشهداء فدخلوا في مشادات كلامية مع الفتاتين، قامتا على إثرها بالاتصال ببعض الأشخاص لمناصرتهما، حيث حضر حوالي 40 شخصا وقاموا باقتحام المسرح والتعدي على أسر الشهداء وتحطيم العديد من المقاعد بالقاعة. وبعد أن سيطرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة على الموقف وألقت إلقاء القبض على الفتاتين و6 أشخاص آخرين ، فوجيء الجميع بتطور الأحداث بشكل غريب وكأن هناك من يديرها وفق خطة شيطانية . فمعروف أن العشرات من أهالي الشهيد محمود خالد قطب نظموا في 28 يونيو أيضا وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة احتجاجا على ما وصفوه ببطء محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وكذلك عدم ضم الرئيس السابق حسني مبارك لنفس القضية. وطالب المتظاهرون الذين هددوا بالاعتصام أمام مبنى الوزارة النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود ووزير العدل محمد عبدالعزيز الجندي بسرعة محاكمة العادلي ومبارك بتهمة قتل المتظاهرين عمدا أسوة بما حدث مع أمين الشرطة محمد السني الذي حكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمة قتل المتظاهرين أمام قسم شرطة الزاوية الحمراء خلال الثورة. ورغم أن ما سبق يأتي في إطار التعبير عن الغضب للإعلان في 27 يونيو عن وفاة قطب "23 عاما " آخر شهداء الثورة والذي كانت دهسته سيارة دبلوماسية بيضاء بشارع قصر العيني خلال الأيام الأولى من ثورة 25 يناير ونقل إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج حتى وافته المنية ، إلا أن الأمر الغريب أن عشرات الأشخاص الذين حاولوا اقتحام مسرح البالون سارعوا للانضمام إلى الوقفة الاحتجاجية أمام مقر وزارة الداخلية والمعتصمين أمام ماسبيرو وسارع العشرات منهم لنقل المواجهات من محيط وزارة الداخلية إلى أمام مبنى الجامعة الأمريكية، حيث تمركزوا ببداية شارع قصر العيني أمام مبنى الجامعة الأمريكية . وعندما حاول هؤلاء الأشخاص ومعهم المئات من أسر الشهداء التوجه إلى ميدان التحرير للاعتصام هناك ، ترددت أنباء أن قوات الأمن المركزي قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وحدثت احتكاكات عنيفة سقط على إثرها عشرات المصابين ، وسرعان ما ظهرت هتافات تطالب بـ "الدستور أولا " ، وهو الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا جديدا على وجود مندسين بين أهالي الشهداء الغاضبين . أخطاء فادحة وبصفة عامة وإلى حين اتضاح كافة أبعاد الأحداث المؤسفة السابقة ، فإن هناك خطأ فادحا وقعت فيها الحكومة المصرية واستغله أنصار الثورة المضادة للاصطياد في المياه العكرة ألا وهو ملف شهداء ومصابي الثورة ، حيث وجهت اتهامات للحكومة بعدم التعامل بالجدية الكافية مع هذا الملف ، بل وهناك من أشار أيضا إلى أن آخر شهداء الثورة محمود خالد قطب تعرض لإهمال شديد إلى أن وافته المنية في 27 يونيو . فمعروف أن الشهيد محمود خالد كان دخل في غيبوبة كاملة نتيجة إصابته بكسر في الجمجمة تسبب فى حدوث نزيف في المخ أثر بشكل كبير على وظائفه الحيوية، كما أصيب بكسر آخر في الساقين ، ويبدو أن أسرته شعرت بالغضب بسبب عدم الاهتمام بإرساله للعلاج بالخارج رغم خطورة حالته ، هذا بجانب عدم صرف التعويضات المناسبة لأسر مصابي وشهداء الثورة بصفة عامة . وبجانب ما سبق ، فإن الاتهامات حول بطء المحاكمات في قضية قتل المتظاهرين تعطي ذريعة أخرى لأنصار الثورة المضادة ، هذا بجانب أن هناك انتقادات وجهت لقوات الأمن المركزي لاستخدامها الغاز المسيل للدموع ضد أهالي الشهداء الغاضبين الذين حاولوا الاعتصام في ميدان التحرير ، حيث أن هذا الأمر أعطى فرصة ذهبية لمثيري الشغب من أنصار الثورة المضادة لإشعال الوضع أكثر وأكثر . والخلاصة أن عدم معالجة ملف مصابي وشهداء الثورة من جذوره هو أمر خطير جدا ، ولذا لا بديل عن تحرك الحكومة على وجه السرعة لمحاسبة الجناة وتعويض المتضررين لتفويت الفرصة على الثورة المضادة ومؤامرات الموساد.
رد: فتاتا البالون كلمة سر أحداث 28 يونيو المأساوية بميدان التحرير لا حول ولا قوة الا بالله والله ما هتستريحى غير لما تخرب خاااااااالص