احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

الموضوع في 'منتدى ايجى نت الاسلامى' بواسطة egynt.net, بتاريخ ‏13 يوليو 2011.

  1. egynt.net

    egynt.net Member

    السلام عليكم

    ان شاء الله كل يوم هكتب حديث وشرحه وارجو ان تستفيدو من الاحاديث

    وهبدا......

    رقم الحديث : 1
    عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عـليه وسلم يـقـول : ( إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى . فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ).
    رواه إمام المحد ثين أبـو عـبـد الله محمد بن إسماعـيل بن ابراهـيـم بن المغـيره بن بـرد زبه البخاري الجعـفي،[رقم:1] وابـو الحسـيـن مسلم بن الحجاج بن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري [رقم :1907] رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفه.



    الشرح ........

    إن هذا الحديث من الأحاديث الهامة، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة.

    مفردات الحديث:

    "الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

    "إلى الله": إلى محل رضاه نيةً وقصداً.

    "فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً.

    "لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.

    سبب ورود الحديث:

    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه: مهاجر أم قيس. [رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات] .

    المعنى العام

    1- اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية.

    والنية في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.

    2- وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.

    ومحل النية القلب؛ فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها.

    ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ.

    3- وجوب الهجرة: الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد.

    -4يفيد الحديث: أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.

    والأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.

    5- ويرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.

    6-كل عمل نافع وخير يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة.

    فاحرص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى.
     
  2. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي رضي الله عنه فقال - كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل- وكان ابن عمر رضيالله عنه يقول "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلاتنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لمماتك " رواه البخاري

    *الشرح

    الحديث الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال -أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي -يعني : أمسك بمهما لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له -كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل- الغريب : المقيم فيالبلد وليس من أهلها , أو عابر سبيل : هو الذي مر بالبلد , وهو ماشي مسافر , ومثل هؤلاء - أعني الغريب أو عابر سبيل - لا يتخذ هذا البلد موطناً ومستقراً , لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول - إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء -يعني إذا أمسيت فلا تقول : سوف أبقى إلى الصباح كم من إنسان أمسىولم يصبح , وكذلك قوله -وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء- فكم من إنسان أصبح ولك يمسي ومراد بن عمر في ذلك : أن ينتهز الإنسان الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر , قال -وخذ من صحتك لمرضك- يعني : بادر في الصحة قبل المرض فإن الإنسان ما دام صحيحاُ يسهل عليه العمل , لأنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس , والمريض يضيق صدره ولا تنبسطنفسه فلا يسهل عليه العمل .

    - ومن حياتك لموتك- أي انتهز الحياة ما دمت حياُ قبل أن تموت لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله صح ذك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال-إذا مات الإنسان انقطع عملهإلا ثلاث : صدقة جارية , أو علمٍ ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له - .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله -كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابرسبيل- .

    *ومن وفوائده:أن ينبغي للعاقل مادام باقياُ والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله , ومنها أنينبغي للمعلم أن يفعل الأسباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .

    *ومن وفوائد الحديث : فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
     
  3. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك حمى ,ألا وإن حمى الله محارمه , إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .

    *الشرح : قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام :

    قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به .

    مثل الأول :حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني :تحريم الخمر .

    أما القسم الثالث فهم الأمرالمشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين .

    فهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلمالورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلممثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى "أي حول الأرض المحمية التي لا ترعها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : "ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيهاالعشب الكثير والزرع الكثير "ألا وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغةيعني لحمة بقدر ما يمضغه الاكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله "ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات .

    *فيستفاد من هذا الحديث :

    أولا : أن الشريعة الإسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس .

    ثانيا : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمرأحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال .

    *ومن فوائد الحديث :أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع فيالأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك .

    *ومن فوائد هذا الحديث : جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوسليقرب فهمه .

    *ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أن المدار في الصلاح والفاسد على القلب وينبني على هذهالفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أنيكون عليه .

    *ومن فوائد الحديث : أن فاسد الظاهردليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن
     
  4. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه , قال : أخبرني عن الإيمان قال "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدرخيره وشره " قال : صدقت , قال : فأخبرني عن الإحسان , قال " أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال ,فأخبرني عن الساعة , قال "ما المسئول بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن اماراتها . قال "أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق فلبث مليا , ثم قال " يا عمر , أتدري من السائل ؟" , قلت : الله ورسوله أعلم , قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .


    *الشرح :هذا الحديث يستفاد من فوائد :


    منها أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وأن لاينزوي عنهم .


    *ومن فوائد الحديث :أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه , فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر "


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر , لأن جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد .


    *ومن فوائد هذا الحديث :حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه .


    *منها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله "يا محمد " وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا " ]النور/63[ ... على أحدالتفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب , لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .


    *ومن فوائد هذا الحديث :جواز سؤال الإنسان عمايعلم من أجل تعليم من لا يعلم , لأن جبريل كان يعلم الجواب , لقوله في الحديث "صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن المتسبب له حكمالمباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب , لقول النبي صلى الله عليه وسلم "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " مع أن المعلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم .


    *ومن فوائد هذا الحديث :بيان أن الإسلام له خمسة أركان , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "


    *ومن فوائد هذا الحديث :أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله فبمعنى لا إله أي لا معبود حق إلا الله فتسهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله وأن ما عبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحج/62 ...


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله وهو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي , ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القران وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله في ركن واحد , وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله , ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة ..." وذكر تمام الحديث .


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة , وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريعة , ولها –أي إقامة الصلاة- إقامة واجبة و إقامة كاملة , فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .


    والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنةوأقوال العلماء .


    *ومن فوائد الحديث :أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة هي المال المفروض من الأموال الزكوية وإيتاؤهاوإعطاؤها من يستحقها , وقد بين الله ذلك في سورة التوبة في قوله "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة/60 ...


    وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .


    وأما حج البيت فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك , وقيدبالاستطاعة , لأن الغالب فيه المشقة وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " التغابن/16


    ومن القواعد المقررة عند العلماء " أنه لاواجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة " .


    *ومن فوائد هذا الحديث :وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلمبالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق .


    *ومن فوائد الحديث :ذكاء الصحابة رضي الله عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله , والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو الكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " .


    *ومن فوائد هذا الحديث :أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .


    *ومن فوائد هذا الحديث :التفريق بين الإسلاموالإيمان , وهذا عند ذكرهما جميعا فإنه يقسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملا للآخر فقوله تعالى " .. وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. " المائدة/3 ... وقوله "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا .. " ال عمران/85 ... يشمل الإسلام والإيمان وقوله تبارك وتعالى "وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ... " الأنفال/19 ... وماأشبهها من الآيات يشمل الإيمان و الإسلام وكذلك قوله تعالى " .. فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ .. " النساء/92 ... يشمل الإسلام والإيمان .
    *ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أنتؤمن بالله .. " .


    والإيمان يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .


    *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :إثبات الملائكة والملائكة عال غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القران ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وكيفية الإيمان بهم : أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها , ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها , ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق عليها .


    وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهمعباد الله قائمون بأمره كمال ".. وَمَنْ عِنْدَهُ لَايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَوَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ " الأنبياء19/20.


    *ومن فواد هذا الحديث :وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله عليهم الصلاة والسلام " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ .. " الحديد/25 .


    فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالاونصدق بأنه حق . أما تفصيلا فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول : نمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الأجمال . أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط . أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .


    *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق صادق فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بيعنه وتفصيلا فيمن عرفناه بيعنه .


    " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ .. " غافر/78.. فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بيعنه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا , والرسلعليهم الصلاة والسلام أولهم نوح و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم , ومنهم الخمسةأولوا العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله فقال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .. " الآية الأحزاب/7 , و في سورة الشورى " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَاتَتَفَرَّقُوا .. " الاية الشورى/13 .


    *ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر , واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخرا , لأنه آخرالمطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور :


    الدار الأول : بطن أمه ... الدار الثاني : هذه الدنيا ...والدار الثالث : البرزخ ...والدار الرابع : اليوم الآخر , ولا دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار .


    والإيمانباليوم الآخر يدخل فيه – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- " كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل فيذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيمأو عذاب " .


    *ومن فوائد هذا الحديث :وجوبالإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة :


    الأول : أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلاوأبدا .


    الثاني : أن تؤمن بأن الله كتب في اللوحالمحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .


    الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عزوجل لا يخرج شيء عن مشيئته .


    الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء ,فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله عزوجل , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد . والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .


    ولقد قدر الله عزوجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فما قدر علىالإنسان لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه . هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا . نسأل الله أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .


    *ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه , وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل , فأن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية : أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تعبده كأنكتراه فإنه يراك .


    *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب , وهذاكان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه الصلاة السلام وأفضل الرسل من البشر محمد عليه الصلاة السلام .


    *ومن فوائد هذا الحديث : أن للساعة أشراطا أي علامات كمال " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون" الزخرف/66 ... أي علاماتها , وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام :


    قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد , وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماما وهي الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها .


    وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده "وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " .


    *ومن فوائد هذا الحديث :حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء , لإنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .


    *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :أن السائل عن العلم يعتبر معلما وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالما به من أجل أن ينال أجر التعليم . والله الموفق
     
  5. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "بني الإسلام على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". (رواه البخاري ومسلم)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس)) أي فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه ، كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس ، وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ، ووجه الشبه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم ، فكذلك البناء المعنوي ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :
    (( الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين)) ،و كذلك يقاس البقية.
    وقد ضرب الله مثلاً للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى : { أفمن أسس بُنيانَهُ على تقوى مِنَ الله ورضوان خيُر أم من أسس بنيانه علىشفا جُرُف هارٍ فانهارَ به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين } [التوبة109]. شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه على وسط طود أي : جبل راسخ ،وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار ، لا ثبات له فأكله البحر فانهار الجرف فانهار بنيانه فوقع به في البحر ، فغرق ، فدخل جهنم .
    قوله صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس)) أي بخمس على أن تكون على : بمعنى الباء وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمسة خارجة عن الإسلام وهو فاسد ، ويحتمل أن تكون بمعنى من كقوله تعالى { إلا على أزواجهم}. [المومنون:6والمعارج :30]. أي من أزواجهم . الخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء وأما التتمات المكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهي زينة للبناء . وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، قال وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).
    قوله صلى الله عليه وسلم: (( وحج البيت وصوم رمضان)). هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم ، وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم ، لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى تقديم الصوم على الحج.
     
  6. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة". (رواه البخاري ومسلم)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم: (( الثيب الزاني)) المراد : من تزوج ووطىء في نكاح صحيح ثم زنا بعد ذلك ، فإنه يرجم ، وإن لم يكن متزوجاً في حالة الزنا لاتصافه بالإحصان .
    قوله صلى الله عليه وسلم :(( والنفس بالنفس)) أي بشرط المكافأة فلا يقتل المسلم بالكافر ولا الحر بالعبد عند الشافعية ، لا الحنفية.
    قوله صلى الله عليه وسلم :(( والتارك لدينه المفارق للجماعة))وهو المرتد والعياذ بالله تعالى ، وقد يكون موافقاً للجماعة كاليهودي إذا تنصر ، وبالعكس يقتل لأنه تارك لدينه غير مفارق للجماعة ، وفيه قولان ، أصحها : لا يقتل بل يلحق بالمأمن . والثاني :يقتل لأنه اعتقد بطلان دينه الذي كان عليه وانتقل إلى دين كان يرى بطلانه قبل ذلك ، وهو غير الحق فلا يترك بل إن لم يسلم يقتل ،وقد تقدم القتل أيضاً في صورة سبق الكلام عليها.
     
  7. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". (رواه البخاري ومسلم)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) قال الشافعي رحمه الله تعالى : معنى الحديث : إذا أراد أن يتكلم فليفكر ، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم ، وإن ظهر أن فيه ضرر أو شك فيه أمسك. وقال الإمام الجليل أبو محمد ابن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه : جميع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)). وقوله صلى الله عليه وسلم :(( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) . وقوله صلى الله عليه وسلم : للذي اختصر له الوصية :(( لا تغضب)). وقوله :(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
    ونقل عن أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه قال : السكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال . قال : وسمعت أبا علي الدقاق يقول : من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.وكذا نقله في (( حلية العلماء)) عن غير واحد . وفي (( حلية الأولياء)) أن الإنسان ينبغي له أن لا يخرج من كلامه إلا ما يحتاج إليه ، كما أنه لا ينفق من كسبه إلا ما يحتاج إليه وقال : لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه)) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( العافية في عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلاَّ عن ذكر الله تعالى عز وجل)) .ويقال : من سكت فسلم ، كمن قال فغنم . وقيل لبعضهم: لم لزمت السكوت ؟ قال : لأن لم أندم على السكوت قط ،و قد ندمت على الكلام مراراً. ومما قيل: جرح اللسان كجرح اليد، وقيل : اللسان كلب عقور إن خلي عنه عقر .وروي عن على رضي الله عنه .
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)).
    قال القاضي عياض : معنى الحديث : أن من التزم شرائع الإسلام ، لزمه إكرام الضيف والجار .وقد قال صلى الله عليه وسلم:(( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) . وقال صلى الله عليه وسلم (( من آذى جاره ملكه الله داره)). وقوله تعالى :{والجار ذي القربي والجار الجنب}[النساء:36].
    الجار يقع على أربعة : الساكن معك في البيت. قال الشاعر: أجارتنا بالبيت إنك طالق
    ويقع على من لاصق لبيتك، ويقع على أربعين داراً من كل جانب، ويقع على من يسكن معك في البلد ، قال الله تعالى :{ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً}[الأحزاب:6] فالجار القريب المسلم له ثلاثة حقوق، والجار البعيد المسلم له حقان ، وغير القريب المسلم له حق واحد .
    والضيافة من آداب الإسلام ،وخلق النبين والصالحين ،و قد أوجبها الليث ليلة واحدة ،واختلفوا : اهل الضيافة على الحاضر والبادي ، أم على البادي خاصة ؟ فذهب الشافعي ، ومحمد بن عبد الحكم إلى أنها على الحاضر والبادي .وذهب مالك وسحنون : إلى أنها على أهل البوادي ، لأن المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول وما يشتري من الأسواق وقد جاء في حديث : (( الضيافة على أهل الوبر وليست على أهل المدر)).
    لكنه حديث موضوع.
     
  8. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به }.
    [حديث حسن صحيح. رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح].





    قوله: { لا يؤمن } أي لايؤمن الإيمان الكامل، وليس المراد نفي الإيمان بالكلية.
    وقوله: { حتى يكون هواه } أي: ميله وإرادته.
    وقوله: { تبعاً لما جئت به } أي: لما جاء به من الشرع فلا يلتفت إلى غيره.
    قال المؤلف: ( حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ).
    <>في الحديث فوائد منها: أن الإيمان قد ينفى عن من قصر في بعض واجبه فقوله: { لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به } وهذا موقوف على ما ورد به الشرع، فليس للإنسان أن ينفي الإيمان عن الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي.
    ومن فوائد هذا الحديث: وجوب الانقياد لما جاء به النبي .
    ومن فوائده: أنه يجب تخلي الإنسان عن هواه المخالف لشريعة الله.
    ومن فوائده: أنه الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
     
  9. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة؛ وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". (رواه مسلم)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم:(( إن الله كتب الإحسان على كل شيء)) من جملة الإحسان عند قتل المسلم في القصاص أن يتفقد آلة القصاص ، ولا يقتل بآلة كالّة،وكذلك يحد الشفرة عند الذبح ،و يريح البهيمة ،و لا يقطع منها شيء حتى تموت ،و لا يحد السكين قبالتها ، وأن يعرض عليها الماء قبل الذبح ، ولا يذبح اللبون ، ولا ذات الولد ، حتى يستغني عن اللبن.وإن لا يستقصي في الحلب ، ويقلم أظفاره عند الحلب ، قالوا : ولا يذبح واحدة قدّام أخرى
     
  10. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". (رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم :(( اتق الله حيثما كنت)) أي اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس ، واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة. مما يعين على التقوى استحضار أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ، قال الله تعالى :{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاهو معهم أين ما كانوا ثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم} [المجادلة:7]. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات .
    وقوله صلى الله عليه وسلم :(( وأتبع السيئه الحسنة تمحها)) أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .
    اعلم : أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الحسنة لا تمحو إلا سيئة واحدة ، وإن كانت الحسنة بعشر ، وأن التضعيف لا يمحو السيئه ، وليس هذا على ظاهره ، بل الحسنة الواحدة تمحو عشر سئيات . وقد ورد في الحديث ما يشهد لذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((تُكِّبرون دبر كل الصلاة عشراً وتحمدون عشراً وتُسبِّحون عشراً فذلك مَائة وخمسون باللسان وألف وخمسائة في الميزان)).
    ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( أيكم يفعل في اليوم الواحد ألفاً وخمسمائة سيئة))دل على أن التضعيف يمحو السيئات . وظاهر الحديث : أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد أن يعين له جهة الظلامة ، فيقول : قلت عليك كيت وكيت .
    وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم :(( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) . وقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُر نفسُ ما قدمت لغدٍ} [الحشر:18].
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( وخالق الناس بخلق حسن)).. اعلم أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ، وإلى كف الأذى عنهم ،قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوها ببسط الوجه وحسن الخلق)).
    وعنه صلى الله عليه وسلم : (( خيركم أحسنكم أخلاقاً)).
    وعنه صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال ؟ قال :(( حسن الخلق)) ، وهو على ما مر أن أن لا تغضب .
    ويقال : اشتكى نبي إلى ربه سوء خلق امرأته ، فأوحى الله إليه : قد جعلت ذلك حظك من الأذى .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وخيارهم خيارهم لنسائهم)) .
    وعنه صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اختار لكم الإسلام ديناً فأكرموه بحسن الخلق والسخاء ، فإنه لا يكمل إلا بها)).
    وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف : 199].
    قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
    وقال الله تعالى :{ اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت:34].
    وقيل في تفسير قوله تعالى :{ وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم} [القلم:4].
    قال : كان خلقه القرآن ، يأتمر بأمره وينزجر بزواجره ، ويرضى لرضاه ، ويسخط لسخطه صلى الله عليه وسلم.
     
  11. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (رواه البخاري)
    شرح وفوائد الحديث
    قوله صلى الله عليه وسلم :(( اذا لم تستح فاصنع ما شئت)) معناهُ: إذا أردت فعل شيء ، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله ، ولا من الناس فافعله ، وإلا فلا. وعلى هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله ، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم :((فاصنع ما شئت )) أمر إباحة ، لأن الفعل إذا لم يكن منهياً عنه شرعاً كان مباحاً.
    ومنهم من فسر الحديث بأنك إذا كنت لا تستحي من الله ولا تراقبه فاعط نفسك مناها وافعل ما تشاء ، فيكون الأمر فيه للتهديد لا للإباحة ، ويكون كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم}[فصلت:40]. وكقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجلكَ وشارِكهُمْ في الأموال والأولاد وعِدْهُم وما يعدهم الشيطانُ إلا غروراً}[الإسراء:64].
     
  12. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قال الرسول صلى الله علية وسلم((إن مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
    ويدعونا هذا الحديث للتحلى بالحياء الحياء يعنى الاحتشام والترفع عن النقائض
     
  13. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قال رسولنا صلى الله علية وسلم (( اتقى الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن))
    يدعونا الرسول فى هذا الحديث ان نخشى الله عز وجل وازاله السيئات بالحسنات التى تزل اثرها وان نعامل الناس معامله طيبه وقد جمع رسولنا فى هذا الحديث مع يجعلنا سعداء فى الدنيا والاخرة فسبحان الله اثنا عشرة كلمة تغير حال الناس من حال الى حال وتجعلهم سعداء دنيا واخرة اذا فهموها بتمعن
     
  14. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    الحديث التاسع والعشرون

    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ (يعملون) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: كفّ عليك هذا، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)

    شرح وفوائد الحديث

    قوله صلى الله عليه وسلم :(( وذرون سنامة )) أي أعلاه ، و((مِلاك الشيء )) بكسر الميم: أي مقصوده.

    قوله صلى الله عليه وسلم :(( ثكلتك أمك )) أي فقدتك ، ولم يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الدعاء بل جرى ذلك على عادة العرب في المخاطبات ، و(( حصائد ألسنتهم )) جناياتها على الناس بالوقوع في أعراضهم والمشي بالنميمة ونحو ذلك ، وجنايات اللسان : الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وكلمة الكفر والسخرية وخلف الوعد ، قال الله تعالى :{كَبُرَ مقتاً عِنْدَ الله أنْ تقولوا ما لا تَفْعَلون } [الصف:30].
     
  15. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    حديث: إن الله كتب الإحسان على كل شيء

    وعن أبي يعلى شداد بن أوس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته رواه مسلم.

    ................................................

    رواي الحديث .. .

    شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن حديلة أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري البخاري قال الإمام الذهبي: اتفقوا على موته في سنه 58 هجريه .

    ................................................

    شرح الحديث .. .

    هذا الحديث في باب آخر، وهو باب الإحسان، فقال فيه -عليه الصلاة والسلام-: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فلفظ كتب يدلنا على أن الإحسان واجب؛ لأن لفظ: كتب -عند الأصوليين- من الألفاظ التي يستفاد بها الوجوب، وما تصرف منها، يعني:
    ما تصرف من الكتابة، قال الله -جل وعلا- مثلا: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا
    فدل على وجوبها أشياء منها: أنه وصفها بأنها كتاب
    فقال -جل وعلا-: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
    وقال -جل وعلا-: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
    وقال -جل وعلا-: كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وقال -جل وعلا-: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ في آيات كثيرة فيها لفظ الكتاب.

    فلفظ "كتب" وما تصرف منه يدل على أنه واجب، يعني يدل على أن المكتوب واجب، ومنه الإحسان، إن الله كتب الإحسان على كل شيء وقوله هنا: كتب الإحسان على كل شيء كلمة "على" هنا فيها احتمال أن تكون كتابته الإحسان على كل شيء كتابة قدرية، يعني أنه كتبها قدرا بأن الأشياء تمشي على الإحسان، وأن الله -جل وعلا- ألهم مخلوقاته الإحسان.

    ويحتمل أن تكون الكتابة هنا شرعية، فيكون معنى قوله: كتب الإحسان على كل شيء أن تكون "على" هنا بمعنى "في" يعني:كتب الإحسان في كل شيء، يعني: لكل شيء، وهذا يتجه إذا كانت الكتابة شرعية يتجه الخطاب للمكلفين، فلهذا مثل بمثال يتعلق بالمكلفين، وهذا الثاني أظهر، يعني:
    أن تكون الكتابة شرعية، وأن يكون معنى كتب الإحسان على كل شيء يعني:
    في كل شيء، أو لكل شيء، فـ"على" هنا بمعنى "في" كقوله -عليه الصلاة والسلام- حيث سئل: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها يعني: في وقتها، فيما هو معلوم في مجيء "على" بمعنى "في" في مواضع، ومجيء "في" بمعنى "على" في مواضع.

    فقوله -عليه الصلاة والسلام- حيث سئل أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها يعني: في وقتها، فيما هو معلوم في مجيء "على" بمعنى "في" في مواضع، ومجيء "في" بمعنى "على" -أيضا- في مواضع.

    إذا تقرر هذا فالإحسان الذي كتب على المكلف بكل شيء، ما هو الإحسان؟ مصدر أحسن الشيء يحسنه إحسانا، وإذا كان كذلك فالإحسان يختلف باختلاف الشيء، فإذا كان الشيء هذا عبادة صار الإحسان فيها، يعني: الإحسان الواجب بتكميل ما به يكون أجزاؤها، وصحتها وحصول الثواب بها، يعني: تكميل الأركان والواجبات والشرائط، فيخرج عن ذلك المستحبات؛ لأنها مما لم يكتب، مع أنه يكون بها الإحسان، لكن الإحسان المستحب.

    فالشيء هنا كتب الإحسان على كل شيء يعني: في كل شيء، الشيء هنا أخذنا منه العبادات، وعرفنا الكلام فيها، هنا كتب الإحسان في كل شيء، يعني: فيما تزاوله من أمرك في حياتك، وهذا الإحسان مطلوب منك دائما، هو أن تحسن في تعاملك مع نفسك؛ بأن تمتثل الواجبات، وأن تنتهي عن المحرمات؛ لأن من لم يحسن هذا الإحسان كان ظالما لنفسه والظالم لنفسه من ارتكب بعض المنهيات، أو فرط في بعض الواجبات.

    لهذا أمر الله -جل وعلا- في سورة النحل بالإحسان فقال -جل وعلا- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى هذا يشمل جميع الشريعة.

    الإحسان في التعامل مع الخلق، وهذا يكون بأداء الحقوق التي لهم، وعدم ظلمهم فيما لهم، والخلق متنوعون، أصناف شتى فكل أحد من الخلق له حق، فأعلى الخلق مقاما مما له حق النبي -عليه الصلاة والسلام- فالإحسان المتعلق بالمصطفى -عليه الصلاة والسلام- أن تحسن في الشهادة له بالرسالة، بأن تصدقه -عليه الصلاة والسلام- فيما أخبر، وأن تعبد الله على ما جاء به المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن تقدم مراده -عليه الصلاة والسلام- في الدين على ما تشتهيه أنت من الأهواء والبدع، فهذا إحسان في حق المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

    إحسان في حق الوالدين، أمر الله -جل وعلا- به في قوله: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
    فهذا إحسان في حق الوالدين بإعطاء الوالدين الحقوق الواجبة التي لهم، إحسان في حق المؤمنين بعامة، إحسان في حق العصاة، إحسان في حق العلماء، إحسان في حق ولاة الأمر، إحسان في حق الكافر -أيضا-.

    وهكذا فكل نوع من أنواع الخلق يتعلق به نوع من أنواع الإحسان، جاءت الشريعة بتفصيله، حتى الحيوان من الخلق تعلق الإحسان به، بما مثل به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقوله فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة هذا تمثيل لنوع من أنواع الإحسان، تعلق بنوع من أنواع المخلوقات، فذكرنا أن الإحسان على كل المخلوقات يعني: في كل المخلوقات التي تعاشرها، ومن هذه المخلوقات الحيوانات، فالحيوان كيف تحسن ؟

    مثَّلَ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالحيوان تمثيلا وتنبيها للإحسان في غيره، فقال -عليه الصلاة والسلام- فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته يعني: أن تسعى في القتل بأحسن الطرائق، وفي الذبح بأحسن الطرائق، وقوله: فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة هذا يشمل قتل من يستحق القتل من بني آدم، أو من الحيوانات، والظاهر من السياق أن المقصود به الحيوان، وحتى الإنسان مأمور بأن تحسن قتلته، فيضرب بالسيف ضربة واحدة على رأسه، يعني: بما يكون، يعني: على رقبته بما يكون أسرع في إزهاق روحه.

    حتى الكفار أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يمثل بهم لا تمثلوا بهم وألا يقتل شيخ، وألا يقتل امرأة، ولا طفل إلى آخر ما جاء في السنة في ذلك.

    قال: وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة أحسنوا يعني: ابحثوا عن أحسن طريق للذبح فاذبحوا، وليحد أحدكم شفرته يعني: بحيث لا يتألم المذبوح حين الذبح، ليحد أحدكم شفرته؛ بحيث يكون إمرارها مسرعا في إزهاق الروح؛ بحيث لا يأتي يحاول ويحاول فيكون مع ذلك إتعاب الحيوان في إزهاق روحه، وهذا يدل على استخدام الآلات الجيدة في إزهاق الروح في الحيوان، فيخالف الإحسان ما قد يفعله بعضهم من أنه لا يحسن الذبح، ويذهب يتعلم كيف يذبح، يذهب يتعلم فيأتي عشر دقائق أو خمس دقائق، وهو يعالج هذه الذبيحة، وربما فرت منه أو يعني: جمزت من يديه، وقامت والدم يتناثر، ونحو ذلك مما قد يجرب بعضهم الذبح، وهذا مخالف للأمر بالإحسان.

    الأمر بالإحسان؛ إحسان القتلة، وإحسان الذبحة أن يكون مسرعا في إزهاق الروح في الحيوان بإحداد الشفرة، وأن تكون يده -أيضا- محسنة لاستعمال الشفرة في ذلك، وهذا من الإحسان الذي أمرنا به.

    حتى جاء من الإحسان الذي أمرنا به ألا تذبح بهيمة عند بهيمة؛ حتى لا تتأذى برؤية دم أختها وهي تذبح، فهذا أمر عام بالإحسان في كل شيء، إحسان في العبادة، إحسان في التعامل مع نفسه، ومع الخلق، ومع الحيوان، حتى مع النبات فيه إحسان، حتى مع الجن، حتى مع الملائكة، إلى آخر ذلك، حتى مع مخلوقات الله في كل شيء إحسان بحسبه.

    وهذا مقام عظيم أمر الله -جل وعلا- به: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ فعلى طلاب العلم أن يحسنوا في أقوالهم، وفي أعمالهم، وفي تعاملهم مع ربهم -جل وعلا-، وفي تعاملهم مع الخلق بأنواعه المكلفين وغير المكلفين، الجبال والنبات والشجر والدواب، إلى آخر ذلك.

    فالله -جل وعلا- كتب الإحسان على كل شيء.

    تم بحمد الله شرح هذا الحديث
     
  16. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((ألا ان شئ الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار)). صدق رسولنا الكريم علية افضل الصلاة واتم التسليم
    فالامور المستحدثه علينا الحظر منها لانها ستودى بنا للهلاك
     
  17. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قَالَ النَّبِيُّ ، :"كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ" . متفق عليه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
     
  18. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قال رَسُولُ اللهِ ،:"مَنْ قَالَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ، مَائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مَائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مَائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذلِكَ، حَتَّى يُمْسِي وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ". متفق عليه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
     
  19. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    قال رَسُولُ اللهِ :"حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ". متفق عليه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
     
  20. egynt.net

    egynt.net Member

    رد: احاديث + وشرحات & متجدد * ان شاء الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
    أيها الإخوة المؤمنون: لازلنا في الحديث الشريف الذي يحض فيه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على التمسك بكتاب الله، والاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة و السلام.
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
    ((مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ وَأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ))
    [ مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
    لعل الله سبحانه و تعالى في هذا الدرس يمكنني من شرح هذه الفقرات الأربع التي تبدو أخطر ما في الحديث.
    يا أيها الإخوة الأكارم: أذكركم بحديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حينما خاطب سيدنا عبد الله بن عمر قال له:
    ((ابن عمر، دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا ))
    نحن مع هذا الدين العظيم في مشكلة هو أن لهذا الدين ينابيع صافية نقية.
    عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ:
    ((وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ ))
    [ الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
    منهج الله عز وجل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتاب الله قطعي الثبوت، محكم الآيات، وسنة النبي عليه الصلاة و السلام الصحيحة هما منبعا هذا الشرع الحنيف، و لكن ما الذي حدث ؟ أضيف على الدين ما ليس منه، أضيف على عقائده، أضيف على عباداته، أضيف على معاملاته، إلى أن أصبحنا في وضع صار الدين بعيداً عن منبعه، بعيداً عن أصوله، فأعظم عمل نفعله اليوم أن نعود إلى الأصول، أعظم عمل نفعله اليوم أن نتمسك بكتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، أعظم عمل أن نرفض كل شيء جديد على هذا الدين، ماذا يقول عليه الصلاة و السلام ؟ يقول: ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ))، الحقيقة فهم النصوص يقتضي أن تفهم السياق، أي نحن الآن نستخدم هذه المصابيح المتألقة ربما كان استعمالها أهون بكثير من المصابيح القديمة التي تحتاج إلى وقود سائل وإلى إشعال، فهل نسمي هذه المصابيح مثلاً، وهذه المراوح من شر الأمور ؟ أم أن النبي عليه الصلاة و السلام حينما قال:
    ((إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ))
    مادام هذا التعبير جاء بعد أصدق الحديث، وبعد أفضل الهدي فما المقصود بالمحدثات هنا ؟ تغيرت أنماط حياتنا، تغير مساكننا، تغيرت حاجاتنا، اخترع الإنسان آلات حديثة أراحت معظم الناس تقريباً، فيا ترى أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن كل شيء جديد محدث، و أن كل محدث بدعة، و أن كل بدعة ضلالة ؟ أم أن النبي عليه الصلاة و السلام أراد من هذا بحسب السياق شيئاً آخرا هذا من مستلزمات فهم النصوص ؟ أي لو أننا وضعنا في هذا المسجد ماء ساخناً لم يكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، لو أننا وضعنا في هذا المسجد وسائل مريحة للمصلين، ماء نظيفاً يأتي في صنابير، ماء بارداً نشربه في الصيف، لو وضعنا هذا الجهاز لتكبير الصوت ونقله إلى قسم النساء أيعد هذا شيئاً جديداً ما كان على عهد النبي، وهو ينطبق عليه هذا الكلام المخيف ؟
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))
    سؤال كبير جداً، أنا أقول لكم: هذه الفقرة في الحديث من أخطر ما في الحديث ومن أخطر ما في الدين، وهذا نحن بحاجة ماسة إليه.
    يا أيها الإخوة الأكارم: بادئ ذي بدء البدعة من ابتدع، وابتدع أي أحدث شيئاً جدياً، شيء بديع أي شيء جديد، ابتدع استحدث، ولكن هناك بدعة لغوية، وهناك بدعة شرعية، دعونا مبدئياً من البدعة الشرعية، ما معنى البدعة اللغوية ؟ أي شيء لم يكن من قبل، آلاف الحاجات، آلاف الأدوات، آلاف الأجهزة، أنماط اللباس، أنماط الطعام، أنواع البضائع كلها لم تكن من قبل، في بيت كل منا أجهزة حديثة، يقول لك: عندي خلاط، يا ترى هذا بدعة ؟ إذا كان عنده خلاط بالبيت، واستخدمه لحاجات الطعام هل هذا بدعة ؟ طبعاً يوجد بديهة، يوجد فطرة، الشيء الجديد بدعة بالمعنى اللغوي، وفي حديث آخر عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    ((مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا.))
    [ مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
    أي من فعل شيئاً لم يفعل من قبل، معنى ذلك بدعة، شيء جديد، لذلك المعنى اللغوي للبدعة الشيء الجديد، و الشيء الجديد يقاس بالشرع، فإذا كان في مصلحة المسلمين، وفي تيسير أمورهم، وفي التخفيف عنهم، فهي بدعة حسنة، وسنة حسنة، وهي مقبولة، و يؤجر صاحبها عليها.
    مثلاً لو أننا طبعنا كتاباً عن أحاديث رسول الله، والله هذه بدعة حسنة، لم يكن على عهد النبي كتب مطبوعة، كتاب مطبوع عن أحاديث النبي e، كتاب مطبوع عن تفسير القرآن الكريم، لو أنك استمعت إلى تسجيل لخطاب ديني هذا شيء لم يكن من قبل.
    إذاً البدعة بمعناها اللغوي الشيء الجديد، وهذا الشيء الجديد يقاس بالشرع، فما وافق الشرع، وما دخل في مصالح المسلمين وفي قضاء حوائجهم وفي التخفيف عنهم فهي بدعة حسنة، إذاً لم يكن على عهد النبي e أن يدخل العريس ليجلس أمام النساء الكاسيات العاريات هذا شيء جديد، هذه بدعة سيئة.
    عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    ((وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا ))
    [ مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
    الآن دخلنا في الموضوع، الشيء الجديد يقاس بالشرع، فإن وافق الشرع، وافق مصالح المسلمين، لبى حاجاتهم، خفف عنهم، فهذا شيء طيب، ولمن فعله الأجر و الثواب، و كل من قلده له مثل أجره إلى يوم القيامة، و من سن سنة سيئة أي من أجل أن يتذكر هذا الحفل البهيج استقدم مصور فيديو للعرس، فصور هؤلاء النساء الكاسيات العاريات، وهذا الشريط طبع منه نسخاً كثيرة، وجلس الزوج مع زوجته، قال: من هذه ؟ قالت: هذه امرأة فلان، من هذه ؟ هل هناك شيء أشد حرمة من هذا العمل ؟ فمن مستلزمات الحفل التصوير، نساء المسلمين يفضحن في البيوت، أي إنسان صور هذا الفيلم، أو أخذ منه نسخة بإمكانه أن يرى كل النساء بأبهى زينة، و هذه بدعة، ولكن ما أسوأ هذه البدعة.
    إذاً نحن مقياسنا الشرع، أي شيء جديد نقيسه بالشرع، فإن وافقه نقول لصاحبه: لك الأجر والثواب، ولمن فعله من بعدك الأجر والثواب، وكله في صحيفتك، و من سن سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، هذه البدعة اللغوية.
    بقي صنف ثالث، هو البدعة الموقوفة، يوجد جهاز كهذا الشريط، يمكن أن تسجل عليه قرآناً كريماً، ودرساً في الفقه أو التفسير أو الحديث، ومديحاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم، ويمكن أن تسجل عليه غناء حرمه الله و رسوله:
    ((من استمع إلى صوت قينة صب في أذنيه يوم القيامة الآنك، قيل و ما الآنك ؟ قال: الرصاص المذاب))
    والغناء ينبت النفاق، وصوت المرأة عورة، ولو سبحت الله عز وجل، ولو أذنت صوتها عورة، فكيف بها إذا غنت، إذاً هناك بعض الأجهزة موقوفة على نوع استعمالها، فإذا استعملتها في الخير أضيفت إلى البدعة الحسنة، فإن لم تستعملها إلا في الشر ضمت مع البدعة السيئة، كل هذا الحديث وهذا الكلام وهذه الأنواع ليست داخلة في هذا الحديث، ما الذي دخل في هذا الحديث ؟ بدعة حسنة، بدعة سيئة، شيء جديد، شيء لم يكن على عهد النبي e، الآن تشيع الجنازة بالسيارة يبدو أنه مستحيل في ظروف المدينة الصعبة، وفي الازدحام الشديد، وفي هذا الوضع الذي لم يكن من قبل أن تشيع الجنائز مشياً على الأقدام، لكن لا يخالف نصاً دينياً، ولا يؤذي أحداً أن يشيع هذا الميت بالسيارة، لكن لما قال النبي عليه الصلاة و السلام:
    ((إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ))
    النبي عليه الصلاة و السلام قصد البدعة الشرعية، أي أن يضاف على الشريعة ما ليس منها، أن يضاف شيء جديد في العقائد، أن يضاف شيء جديد في العبادات، لماذا ؟ لسبب لأنك إذا أضفت إلى هذا الدين شيئًا لم يكن من قبل فكأن في الدين نقصاً، كأن هذا الدين ناقص، كأن الله عز وجل حينما قال:
    ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
    [ سورة المائدة: الآية 3]
    كأن هذه الآية غير صحيحة، الله عز وجل خالق الإنسان، خالق البشر، رب الأكوان، أنزل هذا القرآن على النبي العدنان، ويكون فيه نقصٌ، وتأتي أنت أيها المسلم لتضيف عليه شيئاً، من قال لك ذلك ؟ هل يستطيع إنسان كائناً من كان بعد النبي عليه الصلاة والسلام أن يضيف شيئاً ؟
    ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾
    [ سورة المائدة: الآية 3]
    هل هناك فرق بين الكمال والتمام ؟ نعم فرق كبير، الكمال نوعي، والتمام عددي، تلك عشرة، يقول لك بالتمام والكمال، أي عشرة، وهذه الليرات جديدة كما تسلمتها منك بالتمام والكمال، فالتمام للعدد، والكمال للنوع، فربنا عز وجل يقول:
    ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
    [ سورة المائدة: الآية 3]
    إذاً قبل أن تقبل هذه القصة، قبل أن تقبل هذا التوجيه، قبل أن تقبل هذه القاعدة، قبل أن تقبل هذا السلوك، يجب أن تقيسه بكتاب الله وبسنة النبي عليه الصلاة والسلام، فإن وافقت كتاب الله أو سنة رسوله قبلتها، وإلا مرفوضة، و ليكن قائلها كائن من كان، لا يستطيع رجل كائناً من كان بعد النبي e أن يضيف على الدين شيئاً:
    ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
    [ سورة المائدة: الآية 3]
    إذاً سياق الحديث، موضوع الحديث يتعلق بالشرع، فأصدق الحديث كتاب الله، و أفضل الهدي هدي محمد، الآن: ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا))، جاءتنا فكرة جديدة ؛ أن الاختلاط يهذب المشاعر، لا، هذه فكرة محدثة، ولأنها محدثة فهي بدعة، ولأنها بدعة ضلالة، و لأنها ضلالة فهي في النار، من روجها، و من قَبِل بها، و من صدقها، و من فعلها، مثلاً جاءتنا بدعة مثلاً يجب أن نعطي المرأة كالرجل، لأنها نصف المجتمع، هذه بدعة، ربنا سبحانه وتعالى يقول:
    ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾
    [ سورة النساء: الآية 11]
    نقول نحن: يجب أن تعطى المرأة حريتها بأن تسافر من دون إذن زوجها خلافاً لنصوص الشرع مثلاً ؟ هذا موضوع طويل، أي فكرة، أي توجيه، أي مبدأ، أية قاعدة، أي تعديل، أي تبديل، أي إضافة لهذا النظام المعجز هذا شيء مستحدث، ومادام مستحدثاً فهو بدعة، و مادام بدعة في الدين فهو ضلالة، ومادام ضلالة فهو في النار، قولاً واحداً، لأنه يا أخي هذا المال لا يجوز أن يجمد هكذا، فإذا أقرضته، وأخذت عليه ربحاً رمزياً لئلا يفقد من قيمته، هذه بدعة، هذا شيء جديد، الله عز وجل قال:
    ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾
    [ سورة البقرة: الآية 276]
    ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
    [ سورة البقرة: الآية 279]
    أخي المال تقل قيمته، هناك تبدلات في أسعار العملات، هناك تضخم نقدي مستمر، أنا إذا أخذت فائدة أحافظ على مالي،
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))
    إذاً في الشريعة، في الصلوات، في الصيام، في الحج، في الزكاة، في الأحكام الشخصية، الأحوال الشخصية، في الزواج، في الطلاق، في البيوع، في المضاربات، في القرض قرض مع فائدة،
    ((وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))
    أي شيء يضاف على الدين، إن في العقائد، أو في المعاملات، أو في العبادات، هذا شيء مرفوض، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (
    (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ))
    [ البخاري، مسلم، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ]
    أنت يا أخي الكريم بحاجة ماسة إلى مقياس، لأن هناك مقولات في الدين لا تعد و لا تحصى، كل أناس يزعمون أنهم على الحق، وهؤلاء أضافوا هذا الرقص باسم الحضرات، وهؤلاء أضافوا هذه النياحة على الأموات، و هؤلاء أضافوا ذكرى معينة، و هؤلاء أضافوا احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان، إذا قبلنا كل شيء أضيف على الدين ضاع الدين، و انتهى الدين، لابد من موقف حازم، لابد من موقف صارم،
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))
    النقطة الدقيقة أنا قلت مرة: مثلاً إذا دخلت إلى غرفة، ويوجد بالغرفة ألف قطعة لونها صفراء، مئة منها ذهب من عيار أربعة وعشرين، مئة أخرى من عيار أحد وعشرين، مئة ثالثة من عيار ثمانية عشر، مئة رابعة عيار ستة عشر، ومئة خامسة أحد عشر، و مئة سادسة نحاس مطلي بذهب، و مئة سابعة نحاس ملمع، و مئة ثامنة نحاس بلا تلميع، و مئة تاسعة تنك، و مئة عاشرة حديد فيه صدأ مثلاً، و لك أن تبقى في هذه الغرفة ساعة واحدة، و لك أن تأخذ من هذه القطع مئة قطعة، فإذا أمكنك أن تأخذ جميع القطع ذوات العيار أربع و عشرين ذهباً تكون أنت أذكى إنسان، هذا المثل تقريبي، وأنت أمام آلاف القصص، آلاف الأحاديث، آلاف التوجيهات، آلاف القواعد، آلاف الخرافات، آلاف الكرامات، آلاف الشطحات، أنت أمام ركام عمره ألف وخمسمئة عام، ألا يجب عليك أن تبحث عن مقياس تأخذ من الدين أصوله، من الدين حقائقه، من الدين ثوابته، من الدين ما هو صحيح، من الدين الذي كان على عهد النبي عليه الصلاة و السلام، ما أنا عليه وأصحابي، هذا أخطر عمل تفعله في حياتك، الدين واسع جداً، فرق ضلت، و أضلت، و أناس شطوا، و شطحوا، و أناس بالغوا، و أناس مسخوا، و أناس طمسوا، و أناس أبرزوا، أي شيء ليس له نهاية، أنت ينبغي عليك أن تأخذ من الدين أصوله، أن تعود إلى الينابيع، إلى كتاب الله و سنة رسوله، عليك كمسلم ألا تقبل شيئاً إلا بالدليل، وألا تقول شيئاً إلا بالدليل، لا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يأخذ شيئاً من دون دليل، و لا أن يروج شيئاً من دون دليل، الإنسان الوحيد الذي بإمكانه أن يعطيك شيئاً من دون دليل هو رسول الله، لأن كلامه هو الدليل، ولأن الله أمرك أن تتابعه، أمرك أن تطيعه، أمرك أن تأخذ منه:
    ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
    [ سورة الحشر: الآية 7]
    النبي e وحده، لذلك أعلى إنسان في الإسلام بعد النبي كما قال عليه النبي عليه الصلاة و السلام: ((لو وزن إيمان الخلق بإيمان أبي بكر لرحج))، وفي أول خطبة خطبها الصدِّيقُ قال: (أيها الناس إنما أنا متبع، و لست بمبتدع).
    لا يقدر رضي الله عنه، سيدنا الصديق، تسابقت أنا و أبو بكر فكنا كهاتين، ما ساءني قط.
    ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة، إلا أخي أبا بكر، واساني بماله، وزوجني ابنته، وما ساءني قط، فاعرفوا له ذلك، و سدوا علي كل خوخة إلا خوخة أبي بكر، و مع ذلك ماذا قال ؟ قال: (إنما أنا متبع، و لست بمبتدع ).
    إذاً لا يستطيع أحد بعد النبي عليه الصلاة و السلام أن يضيف على هذا الدين شيئاً، لمجرد أن يضيف معنى هذا أن الدين ناقص، لمجرد أن تضيف على سنة النبي e شيئاً معنى ذلك أن النبي e أقل ورعاً منك، أنت أكثر منه ورعاً، لمجرد أن تفعل شيئاً ما فعله النبي e تتهم النبي e بأنه قصر في تبليغ الدعوة، لذلك شيء خطير جداً أن يضاف على عقائد المسلمين عقائد لم تكن من قبل، أو على عباداتهم، أو على أحكامهم الشرعية، إلا أنه في المعاملات فقط أحياناً الأحكام تدور مع مصالح المسلمين، والفقهاء مسموح لهم أن يستنبطوا أحكاماً جديدة من كليات قديمة توافق مصالح المسلمين، مثلاً نظراً لضيق ذات اليد، ولأزمة الزواج مثلاً سُمح للزوج أن يجعل بعضاً من مهر الفتاة معجلاً، وبعضه الآخر مقدماً، هذا شيء يسمى في الفقه المصالح المرسلة، فالفقهاء لظروف طارئة، ظروف جديدة، لأزمات معينة لهم أن يستنبطوا أحكاماً تفصيلية جزئية لأحكام كلية، هذا المسموح به فقط، أما حينما يأتي الحجاج إلى بيت الله الحرام، ويذبحون هذا الهدي، ويذبحون هذا الخروف، ويلقونه في الطريق، بعد أيام عدة يصبح جيفة لها رائحة تسد الأنوف، يصبح جبل عرفات ومنى بعد شهر من الحج له رائحة لا تواجه، الآن أحدثوا مسلخاً آلياً، وكل حاج يريد أن يذبح الهدي يأتي إلى هذا المسلخ بالخروف فيذبح، و يبرد، و يوضع في قماش أبيض، و يرسل إلى فقراء المسلمين في شتى بقاع الأرض، الفقهاء استنبطوا بأن هدف الشريعة مقاصدها معروفة لمصلحة المسلمين، وليس في صالح المسلمين أن يذبح مليون خروف، ويلقى في الأرض في جو حار جداً.
    ممكن هذا أن يكون، وشيء طيب جداً، فلذلك المقصود في قول النبي عليه الصلاة و السلام:
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ))
    أي إذا أحدث في العقيدة شيئًا لم يكن من قبل، أو أحدث في العبادات شيئًا لم يكن من قبل، هذا كله مرفوض كلياً من قبل النبي عليه الصلاة و السلام.
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))
    أي الذي ابتدعها، والذي قلده، والذي روج لها، كل من له صلة بهذه البدعة فمصير هذه البدعة وأصحابها إلى النار.
    إذاً يجب أن نفرق بالضبط بين البدعة اللغوية التي هي مطلق الشيء الجديد، هذا الشيء الجديد في حياتنا، في أدواتنا، في بيوتنا، في مساجدنا، في متاجرنا، في بيعنا، في شرائنا، أي النقل كان على الجمال، وأصبح على الشاحنات لا مانع، كان النقل في البحر، وأصبح في الجو، لا مانع، كان السفر إلى بيت الله الحرام مشياً على الأقدام، أو على محامل، أو على جمال، ثم أصبح بالسيارات، و القطار، ثم بالبواخر، ثم بالطائرات، لا مانع، القصد الانتقال، فالبدعة اللغوية القضية فيها محلولة، أية بدعة جديدة، أي شيء جديد يقاس بالشرع لا علاقة له بالمحرمات، متعلق بالنساء، والنساء هناك أحكام كثيرة في صومهم، و في ابتعادهن عن الرجال، فأي صرعة جديدة، احتفال معين، عرس مختلط بالفندق، هذه بدعة سيئة مرفوضة كلياً، ثوب جديد ترتديه المرأة يبرز مفاتنها، هذه بدعة فاسدة، كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما الشيء الجديد الموافق فلا مانع فيه، الله عز وجل جعل الإنسان خليفته في الأرض، قال تعالى:
    ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾
    [ سورة البقرة: الآية 30]
    و قال تعالى:
    ﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾
    [ سورة هود: الآية 61]
    أي جعلكم تعمرون هذه الأرض، إذا صار البناء مريحًا، من إسمنت له عمر طويل فلا مانع، طرقات عبّدناها، عملنا لحياتنا ترتيبات، كله مقبول، مادام وفق الشرع، مادام مع مصالح المسلمين، مادام لقضاء حاجاتهم من دون أن يكون هناك مخالفة لأوامر الدين، هذه البدعة اللغوية، بدعة حسنة، و بدعة سيئة، و بدعة موقوفة على نوع استعمالها، و لكن البدعة التي وردت في هذا الحديث إنما تعني البدعة في العقائد، أي العمر بحسب اعتناء الإنسان بصحته، هذه بدعة في العقيدة، لقول الله عز وجل:
    ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾
    [ سورة الأعراف: الآية 34]
    ليس ممكناً أن يؤخر عمر الإنسان، إذاً أية فكرة، أية عقيدة، أي مبدأ، أي طرح بالتعبير الحديث، أي نظرية تروج إن كانت مخالفة لأوامر الدين فهي بدعة.
    في العبادات خمس صلوات، الأذان معروف، الصلوات معروفة، الجمعة مثلاً بعض البلدان الجمعة حوّلوها إلى يوم الأحد، هذا لا يصح، مخالفة للدين، أخي هنا وضع آخر، الأحد عطلة، الأحد نصلي الجمعة، هذا لا يصح، لأن هذه عبادة:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾
    [ سورة الجمعة: الآية 9]
    في بعض البلاد الأجنبية أصبح هناك مراكز إسلامية، يأتي الشيخ يعقد القران للزوج، و الزوجة، الزوجة بأبهى زينة، والشيخ يعقد القران، هذه الأصول ؟ لا، هذه بدعة، لا يحق لهذا الشيخ الذي يعقد العقد أن يرى المرأة بهذه الزينة، هذا لا يجوز، هذا موضوع مهم جداً.
    عود على بدء:
    ((ابن عمر، دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، و لا تأخذ عن الذين مالوا))
    أي إياك أن تعطل عقلك، أعطيناك جهازًا حساسًّا جداً إلكترونيًّا تضع فيه العملة، فإذا كانت مزورة يقول لك: فيها لون معين، هذه العملات المعجونة بمواد معدنية توضع على أجهزة حساسة للمعادن فيظهر على الشاشة لون زهر مثلاً، إذا ً هذه العملة صحيحة، إذا كان اللون أبيض يكون الورق عاديًا، فهذه العملة مزورة، أنت معك جهاز، أعطيناك جهازًا تكشف به كل أنواع العملات المزورة أو غير المزورة، فأنت لم تهتم بالجهاز، قبضت قبضة كبيرة، ثمن البيت، ولم تفحص العملة، ثم تندب حظك، وتصرخ بويلك، الحق عليك، لأنه يوجد معك جهاز، الله أعطاك عقلاً فلا تعطل عقلك، لا تقبل شيئاً من دون دليل، لا تتكلم بشيء من دون دليل، لا تقبل هكذا، هكذا لا يوجد، هكذا قال فلان، من فلان ؟ أقول لك هذه الكلمة، و أنا و الله أقولها من أعماق نفسي: أنت أمام القرآن الكريم ليس لك إلا أن تبحث عن معنى هذه الآية، لا يوجد عندك خيارات، الآية معقولةٌ ؟ غير معقولة، أنت مخطئ، هذا كلام الله قطعي الثبوت، كلام رب العالمين صحيح مئة بالمئة، حق مئة بالمئة، صواب مئة بالمئة، لا يوجد به خطأ، ولا تناقض إطلاقاً، فأنت آمن بالقرآن عندك حركة واحدة، نشاط واحد، أن تبحث عن معنى الآية فقط، لا تملك شيئاً آخر أبداً، لكن مع الحديث عندك نشاطان، ما هما ؟ أن تتأكد من صحة الحديث، فلعله موضوع، لعله ضعيف، لعله حديث ما قاله النبي e، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
    ((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))
    [ البخاري، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
    قبضوا على وضاع للأحاديث، قال: والله وضعت فيكم أربعين ألف حديث، حرمت فيها الحلال، وحللت الحرام، فأنت أمام قول عليه الصلاة و السلام ؟ قف ما هذا الحديث ؟ بأي كتاب ؟ أين وجدته ؟ بالبخاري على العين والرأس، بمسلم، بالترمذي، ابن ماجه، في كتاب كذا، هذا كتاب فيه موضوعات كثيرة جداً، هذا الكتاب فيه أحاديث ضعيفة جداً، فأنت مع الحديث عندك نشاطان، أول نشاط، أو أول حركة أن تتأكد من صحة الحديث، حتى لا تذهب نفسك، قد يكون الحديث موضوعاً، وأنت تعمل به ليلاً و نهاراً من دون جدوى، شخص وضاع أحاديث دجال، فكلما سئل هذا الحديث قاله النبي e يقول: اليوم مساء أراه في منامي، فهو يراجع كتباً يقول له: سألته ؟ فقال لي: هذا الحديث ما قلته، ثاني يوم أعطوه حديثًا موضوعًا، فتح فوجده موضوعًا، قال: و الله رأيت النبي e فقال لي: لم أقل هذا الكلام، فيوجد شخص أذكى منه أعطاه حديثًا ضعيف، قال له: اسأل لنا إياه اليوم، ما وضع هذا الحديث ؟ قال له: رأيت النبي عليه الصلاة والسلام، وقال لي: هذا حديث ضعيف، فالنبي لا يوجد عنده ضعيف، عنده، إما قاله، أو لم يقله، كشف كذبه، فأنت مع الحديث عندك نشاطان، أولاً: هل قاله النبي ؟ إذا لم يقله أرح نفسك، ولا تعمل شيئاً، قاله انتهى، ماذا أراد منه ؟ هذه الثانية، مع نص قرآني ليس لك إلا أن تبحث عن معنى الآية، لأن القرآن قطعي الثبوت، مع نص للنبي عليه الصلاة و السلام لك أن تعمل شيئين، أن تتأكد من صحة هذا الحديث، بعدها تبحث عن المعنى الذي أراده النبي، بالمناسبة يجب أن تفهم الآية لا كما تريد بل كما يريد الله عز وجل، و يجب أن تفهم الحديث لا على هواك، بل كما أراد النبي عليه الصلاة و السلام.
    الآن دخلنا مع الناس، قال فلان، قال علان، قال العالم الفلاني، العالم الكبير، قطب الأقطاب، وحيد عصره، فريد زمانه، أي مهما يكن اللقب كبيراً، و لو كان لقبه خمسة أسطر، وحيد عصره، و فريد زمانه، قطب الأقطاب، مهم كان كلامه فأنت الآن أمامك ثلاث مهمات، أول مهمة أن تتأكد من صحة هذا الكلام إليه، لعله لم يقله، لعله أضيف عليه، لعله أفتري عليه، هكذا قال الإمام الشعراني، قال: في كتاب الفتوحات المكية للشيخ محي الدين أمورًا كثيرة خلاف الشرع، فلما ذهبت إلى مكة المكرمة، والتقيت بالعالم الفلاني قال: دخل إلى غرفته، وجاء بكتاب الفتوحات بخط يد الشيخ محي الدين في قونية في تركيا، فإذا في هذا الكتاب ليس فيه شيء مما في نسختي في الشام، معنى ذلك قد يرد كلاماً لعالم لم يقله، الإمام أحمد بن حنبل دسوا تحت وسادته قبل أن يموت عقائد زائغة، الإمام الفيروزبادي دسوا عليه كتاباً في تكفير أبي حنيفة، الإمام الغزالي دسوا في إحيائه ما لم يقله، الإمام الشعراني نفسه نسبوا إليه كتاباً ما ألفه إطلاقاً، فقال: احرقوه، إذاً يمكن إذا قيل لك هكذا: قال الشيخ محي الدين، هكذا قال الإمام الغزالي، هكذا قال الإمام الشافعي، قد يكون هذا القول ليس للشافعي، ليس للغزالي، ممكن، إذاً أول عمل التحقق من صحة هذا الكلام إليه، ثانياً أن تفهمه كما أراده، قال الإمام الغزالي ليس في الإمكان أبدع مما كان، أساؤوا فهمه، هو قال: ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني، المرحلة الثانية يجب أن تفهم ماذا أراد صاحب هذا النص، المرحلة الثالثة هذه النتيجة لعل هذا النص للإمام الغزالي، ولعل المعنى الدقيق لهذا النص هكذا، ولكنه مخالف لكتاب الله، كما قال العلماء، ما جاءنا عن صاحب هذه القبة الخضراء فعلى العين و الرأس، و ما جاءنا عن غيره فهم رجال، ونحن رجال.
    كل إنسان يؤخذ منه و يرد عليه إلا صاحب هذه القبة الخضراء، هذا منهج بحث إسلامي، مع القرآن فهمه، مع الحديث صحته و فهمه، مع كلام الناس صحته، و فهمه، و تقييمه، أنت تريد الدين الحقيقي، تريد الدين كما أراد الله عز وجل، تريد الينابيع، الأصول، تريد كما كان عليه الصلاة و السلام و أصحابه، يوجد ضلالات، يوجد خزعبلات، يوجد إضافات، يوجد شطحات، يوجد مبالغات.
    و الله حدثني أخ أثق بكلامه، قال لي: في قطر عربي التقيت عرضاً مع إنسان يأكل في رمضان، و يدعي أنه رفع عنه التكليف، قال لي: رث الهيئة، قذر، بعد خمس سنوات توفي أصبح مدفوناً بمقام، نحن لا نتحمّل أولياء زيادة على اللزوم، نريد أتباعاً للنبي عليه الصلاة و السلام، فأنت دائماً مع الشرع، كن مع الشرع حيثما دار، لا تقبل شطحات، لا تقبل زيادات، لا تقبل إضافات، لا تقبل خرافات، خزعبلات، لا تقبل مبالغات، لا تقبل طقوسًا، لا تقبل شيئًا جديدًا، هذه الفقرة بالحديث خطيرة جداً:
    ((وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّار))
    كلمة أخيرة يا إخوان: دائماً اجعل المقياس هو رسول الله، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق، حبيب الحق، سيد ولد آدم، سيد الأنبياء و المرسلين , مع ذلك: قل لا أعلم الغيب، فأي إنسان مهما كبر حجمك، قال لك: أنا أعرف ما تكلمت به معك، قل له: أنت كاذب، قل لا أعلم الغيب، شيء ثان النبي عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا لغيره.
    شيء ثالث:
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
    [ سورة الزمر: الآية 13]
    هذا حجم النبي e، هل يجرؤ إنسان يعد النبي أن يدعي فوق ما بحجم النبي ؟ كلام باطل، لذلك فلان ولي، أي مستقيم على أمر الله فقط، أي عنده علم، وعنده حال، لكن أكثر لا يوجد، أي ينهض بك إلى الله حاله، تجلس معه يؤنسك، قلبه موصول بالله، يؤنسك، شيخ آخر متعلم، أي يعرف بعضاً من كلام الله، شيء من السنة فقط، هذا حجم كل العلماء و الدعاة والأولياء، لا يوجد أكثر، أما أنت هكذا وهكذا، أنا أعلم ما سيحدث معك، وأنت بفضل شفاعتي لك ستصبح هكذا، هذا كله كلام، و الله سمعت بعض الشطحات لم أقبلها، مثل: فلأن يسقط الإنسان السماء من عين الله أهون من أن يسقط من عين شيخه، لا، و الله، اللهُ أعظم شيء، لأن يسقط الإنسان من السماء إلى الأرض فتتحطم أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله، هذا الكلام فقط، لا أقبل غيره، فقط إلى هنا، أما أعظم عالم، أعظم شيخ لا يزيد حجمه على أن له حالاً و قالاً فقط، يخاف إن عصى الله، إذا النبي الكريم قيل له: مثّل بهم، هؤلاء كفار قريش، هؤلاء الذين آذوك، و أخرجوك، و ائتمروا على قتلك، و فعلوا ما فعلوا خلال عشرين عاماً، مثل بهم، قال:
    ((لا أمثل بهم فيمثل الله بي و لو كنت نبياً))
    هكذا النبي، هذا ورعه، هذا انضباطه، فنحن المقياس هو النبي عليه الصلاة والسلام، المقياس أنه لا يعلم الغيب، و أنه لا يملك لنفسه نفعاً و لا ضراً، و أنه يخاف إن عصى الله عذاب يوم عظيم، لا يستطيع إنسان آخر أن يعمل لنفسه حجماً أكبر من هذا الحجم، هذا حجم النبي e، يجب أن يكون حجمه أقل بكثير، لذلك قال الإمام ابن عطاء الله السكندري: " لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، و لا يدلك على الله مقاله".
    له لسان ذاكر، وقلب موصول بالله فقط، هذا كل ما يقال عن العلماء والمرشدين والأولياء والصالحين والدعاة، وما إلى ذلك، أنا لا أقلل من حجمهم، ولكن هذا حجمهم الحقيقي، من أجل أن يكون الله عز وجل مقصودَ الإنسان، ورضاه مطلوبه، وكما يقول بعض العلماء: " إلهي أنت مقصودي، و رضاك مطلوبي ".